بدأ أكثر من ثلاثة ملايين ونصف من حجاج بيت الله الحرام بعد غروب شمس هذا اليوم التاسع من شهر ذي الحجة الجاري بالتوجه إلى مشعر الله الحرام مزدلفة، بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقضاء ركن الحج الأعظم، . وتعالت أصوات الحجيج بالتكبير والتهليل والتلبية(لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك الملك لا شريك لك ) طوال الطريق من عرفات إلى مشعر منى، اقتداء بسنة النبي محمد. وأدى ضيوف الرحمن عقب وصولهم إلى مزدلفة صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير اقتداءً بسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويلتقطون بعدها الجمار، ويبيتون هذه الليلة في مزدلفة، ثم يتوجهون إلى منى بعد صلاة فجر يوم غد عيد الأضحى لرمي جمرة العقبة ونحر الهدي. ودعا خطيب عرفات مفتى المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ جموع المسلمين إلى تحويل المجتمع الإسلامي إلى مجتمع قوي يحافظ على هويته والمحافظة على عقيدته الإسلامية وذلك من خلال مناهجها التي يربي عليها الأولاد والأجيال ودعا إلى التصدي إلى الدعوات المشوه وقال بأن العقيدة هي صمام لهذه الأمة. وقال أيها المسلمون ما أحوج البشرية إلى توحيد الله لا شريك له فالسعادة هي العبودية لله وأن الشريعة الإسلامية هي عامة للناس أجمعين . واستنكر دعوات العنصرية والطائفية وقال أن الناس سواء قال تعالى (إن أكرمكم عند الله اتقاكم) وأن هذا الدين جمع بين الدنيا و الآخرة بل بين الرحمة والمسامحة قال تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) (أن الله يأمر بالعدل والإحسان). وأضاف بأن نصرة الرسول صلى الله علية وسلم شعبة من شعب الإيمان بإتباع سنته والحفاظ عليها وأن شريعة الإسلام مصدراً للسياسات والاقتصاد فهي صالحة لكل زمان ومكان وتعالج شؤون الحياة. وقال بأن أعداء الإسلام زعموا أن الدين لا يصلح لهذا الزمان فاعترضوا على الحدود والقصاص ودعوا إلى تحرير المرأة وزعموا أن ذلك رقي وهذا جهل منهم فالشريعة حماية للحياة العامة والخاصة والبشرية جمعا. وأن هذه الأمة لن يصلح أخرها إلا بما صلح أولها و أن أصحاب محمد صلى الله علية وسلم خير الناس أبو بكر وعمرو عثمان وعلي نشروا العدل ونصروا الدين فالواجب محبتهم ورفض الإساءة لهم وذلك لأمر النبي صلى الله علية وسلم بأن نلتزم بسنته وسنه الخلفاء من بعده. وطالب آل الشيخ بعدم استخدام السلاح بين الأمة الإسلامية وزعزعة كيانها بالطائفية و المناطقية وغيرها فالحذر الحذر من مكايد أعداء الأمة. وشدد على تربية النشء على الأخلاق الإسلامية وقال على صناع القرار ورجال الأعمال تسخير الأموال والاعلام في تقوية التواصل بين المسلمين. وأن دعاة المدنية والديمقراطية يقرون الكثير من المنكرات وهم يخالفون بذلك أصول الشريعة الإسلامية وتعليماتها وقال بأن هذه الأيام انتشر السحر والشعوذة ودعا الدعاة والعلماء إلى السعي من اجل انتشار الدعوة والتعريف بها وحل الخلافات بين المسلمين فلا دعوات للحزبية والمناطقية وقال أن الأزمات المالية التي عجز عن علاجها العالم بسبب المعاملات الربوبية. وأثنى على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده ودعا لهما وكل من عمل على توفير الخدمة والعاملين على مناسك الحج وذكر الحجاج بفضل الذكر في هذه الأيام. هذا وتوجه قبيل المغرب بعد غروب الشمس اليوم التاسع من ذي الحجة حجاج بيت الله الحرام من إلى مشعر مزدلفة بعد أن أدواء ركن الحج الأكبر الوقوف بعرفات وسبق ذلك مشعر منى أمس . وبحسب وسائل إعلام سعودية بأن الأجواء مستقره في المشاعر المقدسة وحالة الحجاج الصحية ممتازة . وأن 450 وحدة للإطفاء والإخلاء والإسعاف سخرت لخدمه الحجاج ونقل قطار المشاعر حجاج بيت الله إلى مشعر عرفة وقد تم استبدال كسوة الكعبة بكسوة جديدة.