كتب / أحمد باصريح المهندس حيدر العطاس كان كلامة منطقي، حين القال ان الخطأ كان من تسمية الدولة ب"جمهورية اليمن الجنوبية"، لكن بطبيعة الحال ظلت دولة مستقلة حتى 90م، وبالتالي فإن تهرب الباش مهندس من توصيف الوضع على أنه إحتلال غير مبرر إطلاقاً، نتفهم رأيك ياسيادة الرئيس ولكن ذلك لا يعطيك الحق بإلغاء مصطلح يتبناه الغالبية الساحقة من ابناء الجنوب، وحديثك ياسيدي عن أن 90% من الجنوبيين يؤيدون خيارك المتمثل بفدرالية بين الشمال والجنوب، كذب وافتراء على شعب يناضل طالباً للحرية والاستقلال من الاحتلال اليمني طوال عشرين عاماً، قد يكون لك هدف سياسي، على اساس مصلحي، لكن انت تدخلنا في صراع داخلي بيننا بسبب هذه الكلمات. ربما السيد حيدر أبوبكر العطاس يريد إرسال رسالة للمؤتمر الجنوبي الجامع، وهو يعول على أن المؤتمر سيخرج برؤية تتبنى مشروعه "الإقليمي"، المتمثل من إقليم جنوبي في إطار دولة الوحدة المقتولة، ورسالة أخرى لرعاته الإقليميين بأنه لا يزال حاضر بقوة في المشهد السياسي الجنوبي. على كلاً مشروع الرئيس العطاس او مشروعه "الإقليمي" ماهو في الأصل إلا إعادة صياغة وثيقة الوحدة اليمنية، وبالتالي العودة بالجنوب إلى عام 90م، بعد أن استطاع الحراك الجنوبي التقدم بالقضية الجنوبية إلى محطات متقدمة جداً تقرب إلى الهدف المنشود في استعادة الدولة الجنوبية. ومن خلال واقع التجربة التي عايشها الجنوبيين مع صنعاء فإن هذا المشروع "الإقليمي" للسيد حيدر ابوبكر العطاس سيشكل خطراً على القضية الجنوبية، بسبب أن عامل الثقة مفقود بين الجنوبيين وتلك القوى التقليدية التي احتلت الجنوب في 94م، والقبول بخيار العطاس يهدد القضية الجنوبية، إذ كيف نأمن أن صنعاء لن تشن حرباً أخرى على الجنوب بعد انتهاء الفترة الزمنية التي سيحددها "العطاس" للجنوبيين لينالوا استقلالهم!!. قد يقول أحدهم ستكون هناك ضمانات دولية لرعاية هذه العملية! نعم قد تضرب بعض الدول صدورها للجنوبيين بأنها ستضمن رعاية استفتاء للجنوبيين بعد انتهاء فترة الأقاليم إن صح التعبير، لكن لا ننسى أن الفترة الزمنية التي سيضعونها قد تكون كافية لحياكة مؤامرات جديدة وايضاً ستكون كافية لقتل روح الثورة في الجنوبيين وبالتالي ستكون الضربة القاضية لمشروع شهداء الجنوب في إقامة الدولة الجنوبية المستقلة، ثم أن المجتمع الدولي والإقليمي لم يستطع حتى الآن من حل إشكالية المتصارعين على ثروات الجنوب في صنعاء، ولم يستطع ايضاً أن يجد حلاً لقضية فلسطين!! في النهاية ايها الأخوة نحن نحترم رأي السيد حيدر العطاس وغيرها من الآراء لكن ذلك لا يلغي حقنا بالتمسك بآرائنا وخيارانا في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، الذي قدم شعبنا في سبيلة آلاف الشهداء والجرحى وأسرى ومعتقلين ومفقودين. تاج