2014/02/05 - 04 : 12 PM المنامة في 5 فبراير / بنا/ أكد المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة القائد العام لقوة دفاع البحرين أن ما حققته "القوة" منذ تأسيسها يعود الفضل فيه إلى العهد الزاهر لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى، وذلك لأن الخير فيه قد عمَّ وتضاعف، وهو ما انعكس بدوره على قوة دفاع البحرين في كافة وحداتها وأسلحتها وتجهيزاتها القتالية والإدارية، مشيرا إلى أن ما تم إنجازه طوال السنوات الماضية جاء وفق تخطيط علمي مدروس وبشكل يواكب الحاضر ويلبي طموح وتحديات المستقبل. وأضاف في حوار مطول مع صحيفة "الأيام" اليوم بمناسبة مرور 46 عاماً على تأسيس قوة دفاع البحرين، أن ما وصلت إليه "القوة" من تطور سواء في التأسيس أو التدرج في الانطلاق تم وفق نهج عسكري واضح أرسى جلالة الملك المفدى أسسه المتينة ومبادئه القويمة، معتبرا أن "القوة" هي الحصن المنيع القوي في خدمة الوطن والمواطنين، والعنصر الفاعل بين جيوش دول مجلس التعاون الخليجي، بدليل قدرتها على الحفاظ على سلامة أراضي المملكة، ومشاركتها في العديد من المهمات الإقليمية والدولية بكفاءة عالية، وريادتها في نظمها المتطورة ومعاهدها التدريبية، وتميزها خلال العمل العسكري الخليجي المشترك، وفي جهودها لحفظ الأمن والسلام على المستويين الإقليمي والدولي. وقال في كلمة وجهها إلى رجال القوة بمناسبة ذكرى إنشائها، إن رجال قوة دفاع البحرين هم كما عهدناهم دائماً مثالا في الوفاء والاحتراف والمقدرة والنزاهة والتفاني في أداء الواجب السامي على الوجه الأكمل، موجها لهم التهنئة بهذه المناسبة الوطنية المجيدة، ومقدرا لهم نهوضهم بواجبهم المقدس في حمل لواء الفداء وأمانة شرف الذود عن الوطن بأسمى مراتبها، وثقته بهم لإضافة صفحات ناصعة إلى سجل تاريخ البلاد المجيد، باعتبارهم فخر الوطن ومصدر اعتزازه، وذكر أن "القوة" ماضية بكل عزيمة نحو رفع قدرتها القتالية والإدارية والفنية بالتسليح والتدريب والتنظيم، مع التركيز على تحقيق الدفاع المشترك عن منطقتنا، والعمل مع القوات الشقيقة والصديقة للحفاظ على السلم والأمن في هذه المنطقة من العالم. وتابع المشير قائلا إن قوة دفاع البحرين تأتي في صدارة المؤسسات العسكرية في المملكة من حيث الواجبات الكبيرة التي تقع على عاتقها والمهام والأدوار الوطنية الجسام التي تضطلع بها، الأمر الذي يحتم عليها الاستعداد التام للوفاء بمتطلبات هذا الواجب، ووضع خطط التطوير والتسليح والتدريب في كافة قطاعاتها اعتماداً على أرقى النظم وأحدث النظريات العسكرية المعاصرة، مؤكدا أن "القوة" تمتلك أفضل المنظومات الدفاعية المتكاملة ذات الكفاءة المتطورة والمقدرة القتالية العالية، وأنه ستنضم إلى الخدمة في صفوف قوة الدفاع عدد من الكتائب والسفن الجديدة. وفي معرض إجابته عن المخططات التي تستهدف أمن واستقرار المملكة، اعتبر المشير أن تلك المؤامرات مهزومة بفضل من الله تعالى ومن ثم بعون السواعد الوطنية العسكرية والأمنية، واصفا إياها بأنها أقوى من تلك المؤامرات، وأن قوة دفاع البحرين ووزارة الداخلية والحرس الوطني وجهاز الأمن الوطني تقوم بإجراءاتها على أكمل وجه، وأنها على أتم الاستعداد وقادرة دوما على التعامل والتصدي لتلك المؤامرات الإرهابية، وشدد على أن وزارة الداخلية تقوم بحفظ النظام العام وفق استراتيجية راسخة، ويتم ذلك بضمان توفير قوة متميزة ومؤهلة ومدربة وفعالة وفقا للمعايير الدولية بحيث تكون رائدة ومحترفة وحازمة، وقادرة على حفظ النظام العام، والمحافظة على الأمن والسلامة العامة بفرض القانون، ومستعدة لمكافحة المؤامرات الإرهابية، وهو ما يطمئن الجميع. ورأى أن الأحداث الأليمة التي شهدتها المملكة منذ ثلاث سنوات هي عدوان وإرهاب وهي أمور إضافة إلى أنها محرمة شرعاً، فإنها غريبة عن شعب البحرين، ودخيلة عليه، والجهات الداعمة والحاضنة لذلك لا يختلف عليها اثنان، مشيرا إلى أن هناك دول تغذي وتنفخ في هذه الأحداث من الخارج، كما أن الذين حرضوا عليها لم يقرئوا عواقب ما يؤدي إليه التحريض، ولم يضعوا في حسبانهم أنهم يسيئون لأنفسهم، وهؤلاء نجدهم أمام السفارات الأجنبية ليأخذوا التعليمات والأموال، فهم يدفعون لهم الأموال ويقومون بالتدريب لهم، وكل هذا من السفارات الأجنبية لبعض الدول المعروفة لدينا جيداً، ونحن بحمد الله وحسن عونه وتوفيقه، أجهزتنا الأمنية كانت وما زالت متيقظة ومنتبهة إلى كل ما يهدد أمن واطمئنان الوطن والمواطن، وساهرة على ضمان الاستقرار والازدهار لبلدنا، بعزم لا يلين، وإرادة لا تستكين. وحول الوضع الاقتصادي، أكد المشير أن المملكة استطاعت بحمد الله تعالى وحسن عونه وتوفيقه أن تبني صروحا شامخة من الإنجازات في جميع الميادين الاقتصادية، ومسيرة البناء والنماء متواصلة، وتتصدر المملكة لقائمة أفضل الدول في الاستثمار وجاء ذلك من خلال قدرتها على التوظيف الأمثل للإمكانيات المتوفرة لرفع معدلات النمو الاقتصادي وتوفير الفرص الاستثمارية وتهيئة البنية الصحيحة لجذب الاستثمارات، وأن ما تمتلكه من بنية تحتية متكاملة كفل استدامة الجهود نحو آفاق اقتصادية رحبة، فقد حققت مملكة البحرين مراتب متقدمة في التنمية البشرية رغم الموارد الطبيعية الضعيفة والإمكانيات الاقتصادية المتواضعة، فكان الفوز والنجاح في القدرة على التوظيف الأمثل للموارد والإمكانيات المتوافرة لتظل شعلتا التنمية الاقتصادية والبشرية متقدتين. وفيما يتعلق بالحظر المفروض على بيع السلاح للبحرين، لفت المشير الانتباه إلى أنه في فترة ما طبقت بعض الدول نوعاً من الحظر، ومنها بريطانيا، والولاياتالمتحدةالأمريكية، وبعض الدول الأوروبية ثم تراجعوا عن ذلك، إلا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية وألمانيا لا زالتا مصرتين على موقفهما السابق، وهو أمر لا يؤثر علينا، ولم نتأثر بهذا الحظر، وذلك بفضل علاقة البحرين الطيبة مع كثير من دول العالم، حيث ترتبط البحرين بعلاقات صداقة وثيقة بالشرق والغرب على السواء، وهذه العلاقة هيأت السبل للحصول على الأسلحة الحديثة من دول عديدة، وخصوصاً المتقدمة منها. وأكد المشير أنه منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو 1981م، والتنسيق والتعاون بين الأشقاء قائم ومستمر في مختلف المجالات على أطر منهجية ثابتة ومدروسة، ومن أولويات هذا التنسيق التعاون العسكري، حيث وضع أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أساساً قوية وثابتة لدعم المشاريع الدفاعية المشتركة، وتطوير بنية الدفاع الخليجي المشترك، وتوازت خطط التطوير مع متطلبات كل مرحلة، وأفرزت الكثير من النتائج الإيجابية، وجاء إنشاء القيادة العسكرية الموحدة بموافقة المجلس الأعلى في قمته في الكويت في ديسمبر الماضي تأكيدا لطموحات قادة وشعوب المجلس في جعل المنطقة دار أمن وسلام، وهو ما يعد إنجازا يضاف إلى بقية الإنجازات التي تحققت من خلال الاتفاقيات العسكرية الأخرى سواء كانت ثنائية، أو جماعية بين دول المجلس. ووجد المشير أنه مع الدعم المستمر من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، تم تحديث قوات درع الجزيرة المشتركة لتبقى، وهو ما أكد عليه أيضا حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى القائد الأعلى باعتبارها: الدرع المنيعة لجميع دولنا الشقيقة، وقوة خير وأمن وسلام، ونموذجاً للتعاون الشامل بين دول المجلس وشعوبها ، مشيرا إلى أن عملية تطويرها تسير على منهجية واضحة، وهناك استراتيجية تحديث، وهناك اجتماعات منتظمة بشكل دوري وبين الحين والآخر، وهي اجتماعات التعاون العسكري والدفاع المشترك، وحظيت قوات درع الجزيرة المشتركة باهتمام وزراء الدفاع ورؤساء الأركان في جميع اجتماعاتهم الدورية ويتم وضع الخطط لتعزيزها وتطويرها وزيادة قدراتها وإمكانياتها لتمكينها من تحمل مسؤولياتها الوطنية في الدفاع عن أمن واستقرار وسلامة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتمتلك حاليا أحدث المعدات والأسلحة والقوى البشرية المتميزة بأعلى مستوى من الجاهزية والاحترافية. وقال إن قوات درع الجزيرة المشتركة حققت أهدافها المرجوة بكل كفاءة واقتدار ولعل من أهم هذه الإنجازات مشاركتها في حرب تحرير دولة الكويت الشقيقة، ومشاركتها في حفظ أمن واستقرار مملكة البحرين في وقت عصيب ضمن إطار اتفاقية الدفاع المشترك بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. ولعل من أهم الإنجازات التي تحققت في هذا الشأن هي إنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس، وإقامة قيادة متقدمة لقوات درع الجزيرة المشتركة بمملكة البحرين، وإنشاء مركز التنسيق البحري المشترك للأمن البحري يهدف لتعزيز الأمن البحري لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث إن كل ذلك يُعد بحق نقلات نوعية في مسار التعاون العسكري المشترك لدعم وتقوية الاستقرار لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي خطوة هامة في طريق تحقيق الأمن الاستراتيجي لدول المجلس. وفيما يتعلق بحلم الاتحاد الخليجي، ذكر المشير أن النظام العالمي الجديد يتجه نحو التكتلات والقوة المتماسكة، ونظراً لأهمية منطقتنا الاستراتيجية والاقتصادية للعالم أجمع، فلابد أن ندرك حجم التحديات التي يجب علينا مواجهتها، ووضع الحلول والتصورات المتكاملة التي تلتقي فيها إرادتنا، والتي تستوجب أن نكون أكثر تقارباً وتماسكاً وانسجاماً حتى نتمكن في نهاية المطاف من مواجهة كافة المتغيرات المتسارعة لهذا النظام العالمي الجديد بكل قوة وصلابة، مشيرا إلى أن الاتحاد الخليجي عسكريا قائم بإنشاء القيادة العسكرية الموحدة لدول المجلس، وأن بند التحول أو الانتقال من مرحلة التعاون بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى مرحلة الاتحاد الخليجي دائماً يناقش في كل اجتماعات القمم الخليجية، ومملكة البحرين من أول المؤيدين لذلك ومن أشد الداعمين للاتحاد. واعتبر أنه لا توجد أي عوائق، وأن مسألة التوجه إلى الاتحاد والتكامل موجودة ومستمرة، لكن مسألة تنفيذ هذه الخطوة تتفاوت من دولة إلى أخرى، فبعض الدول ترى إنها جاهزة، وبعض الدول ترى أنه يجب الدراسة بشكل أعمق، فالقطار بدأت خطواته الواثقة، وعندما تكتمل عرباته سيتحرك في اتجاه الوحدة، فالاتحاد هو الحصن الذي سيحمي دولنا الخليجية وسيعمل على تقويتها بإذن الله، وهو بالتالي سيحدد العلاقات بين دول الخليج العربي وغيرها، وهذه هي المعادلة التي باتت مطلوبة اليوم في ظل التطورات التي تطرأ على العالم، فالتكتلات هي دعامة قوية وفي غاية الأهمية لمواجهة الأخطار. وقال إن ما يحدث من دمار وقتل وانفلات امني وتدمير للاقتصاد والبنية التحتية في بعض الدول العربية للأسف هو مؤامرة من قبل بعض الدول التي تتبنى الفوضى الخلاقة لتحقيق مصالحها مع بعض أصحاب النفوس الضعيفة والأحزاب ذات المصلحة لتنفيذ أجندات معينة لخدمة مصالح تلك الدول، وتمكين بعض الأحزاب للوصول للحكم في بعض الدول العربية، باستثناء سورية فإن ما يحدث هناك هو ثورة شعب على طغيان وظلم وجبروت وتصفية طائفية، وأصبح الشعب السوري ضحية للعبة المصالح الدولية. واضاف المشير قائلا ان الظروف في عالمنا العربي اليوم وما يتهدد أمننا القومي من أخطار خارجية تستوجب من دولنا العربية مشتركة التكاتف والتعاون والتآزر ونبذ الخلافات التي تحول دون تحقيق تلك المسوغات حتى نستطيع مواجهة هذه الأخطار ونحن أكثر قوة وصلابة، وإن مملكة البحرين وفي كثير من اللقاءات والمناسبات والمحافل العربية دعت إلى تعزيز وتوحيد الصف العربي وذلك عن طريق إحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك، ووضع آلية فعالة لتنفيذها، وبما يحقق طموحات وتطلعات وآمال شعوبنا العربية في حياة آمنة مستقرة تهيئ لها سبل الحياة الاقتصادية والاجتماعية الكريمة. وحول الإجراءات التي تتخذ لحفظ الاستقرار بالمنطقة، أشار إلى مشاركة قوة دفاع البحرين في العديد من المناورات والتمارين مع البلدان الشقيقة، معتبرا أن كل ذلك يأتي من أجل رفع مستوى التنسيق والتعاون المشترك وتبادل الخبرات مع البلدان الشقيقة لمواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، وقد أولت القيادة العامة لقوة دفاع البحرين اهتمامها لمشاركة الدول الشقيقة والصديقة في عمليات مشتركة تهدف إلى حفظ السلام والأمن في هذه المنطقة من العالم. وأكد المشير ليس هناك أزمة حقيقية باستثناء المشروع النووي الإيراني وهي أزمة دولية وليست أمريكية لأن العالم كله يتعامل معها، في الفترة الماضية كان دائماً ما يدور الحديث عن حرب بين أمريكاوإيران، والآن يدور الحديث عن تفاهمات أمريكية – إيرانية، معتبرا أن الخلاف الأمريكي - الإيراني لم يخدم المنطقة، بل أزّم المنطقة، وأدى إلى قيام إيران بأعمال أضرت بالمنطقة، وإصلاح العلاقات الثنائية بينها قد يؤدي إلى الاستقرار في المنطقة، ولكن إن كان هذا الإصلاح متعلقا بدول المنطقة، فالأهم لإيران ليس أن تصلح علاقاتها مع الولاياتالمتحدة، بل مع دول الجوار، ويحق لنا التخوف من أن يكون الاتفاق بين إيران والدول العظمى على حساب مصالحنا، وأصبحت أمريكا تفقد أصدقاءها في مجلس التعاون الخليجي، والعرب بسبب سياساتها تجاه بعض الدول في المنطقة. وأضاف أن طريق التفاهم والسلام أفضل من طريق الحرب، والمعركة الحقيقية هي معركة الاستقرار والتنمية لصالح الشعوب، وبشأن مخاوف انعكاس ذلك وتأثيراته على مستقبل دول مجلس التعاون، فإن ذلك يتطلب حسابات أكثر دقة ومنطقية، إذ إن دول الغرب ليس لديهم صديق دائم، لهم مصالح دائمة واليوم مصالحهم مالت إلى جانب إيران بسبب الوضع بالعراق وأفغانستان، وهم يقولون لا يوجد صديق دائم توجد مصلحة دائمة ونحن نتعامل معهم بهذا المبدأ، وهم هنا ليس لحمايتنا أو للدفاع عنا بل للدفاع عن مصالحهم واحتياجاتهم الاستراتيجية. //م ش ع// خ ا بنا 0921 جمت 05/02/2014 عدد القراءات : 115 اخر تحديث : 2014/02/05 - 04 : 12 PM وكالة انباء البحرين