اعتبرت عضوة وفد المعارضة السورية لمفاوضات «جنيف 2» ريما فليحان، أن «نظام بشار الأسد لا يملك أي حل سياسي ولا يريد أيضًا أن يكون له هذا الخيار لأنه متمسك بالحل العسكري والأمني واستمرار دوامة العنف في سوريا». وقالت فليحان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أمس الأحد «نحن نأتي إلى الدورة الثانية من مفاوضات جنيف 2 لأننا نريد أن نثبت للعالم أن المعارضة جادة في حل سياسي مدعوم من الداخل السوري والمجتمع الدولي يؤدي إلى رحيل النظام الذي يقتل الشعب السوري ويدمر سوريا ويتصرف كنظام احتلال». وأضافت فليحان التي تستعد هي ومعارضون لجولة جديدة من المفاوضات من خلال اجتماعات مفتوحة بين أعضاء المعارضة في جنيف «نحن هنا لتنفيذ بيان جنيف1 الذي ينص على إنجاز وإنجاح آلية لتطبيق بنوده من خلال هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2118، ولذلك سنعيد التأكيد وطرح هذه المسألة الجوهرية». وقالت المعارضة والكاتبة السورية الشهيرة «نحن لا نقول إن هناك نتائج مباشرة لمفاوضات جنيف لكن ولأول مرة النظام يأتي ليفاوض على رحيله مهما قال وأعلن في وسائل الإعلام أنه يريد التحدث في قضايا أخرى لكنه هو هنا بعد موافقته على جنيف 1». وأعربت فليحان عن أسفها أن «النظام الأسدي يقتل السوريين ويحاصرهم ويرتكب جرائم ضد الإنسانية من خلال تجويعه للأهالي المدنيين». من جهته، أكد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي أن أي قرار قد ينجم عن مؤتمر جنيف-2 للسلام سيعرض على الاستفتاء الشعبي العام، حسبما نقلت عنه أمس الأحد وكالة الأنباء الرسمية (سانا). وقال الزعبي، وهو عضو في الوفد السوري الحكومي إلى جنيف-2 «إن وفد الجمهورية العربية السورية مخول بالنقاش والحوار في كل القضايا والموضوعات ولكن قرار قبول ما ينشأ عن جنيف إذا نتج عنه أي شيء فإن الإرادة الشعبية في سورية هي من ستحكم عليه عبر الاستفتاء الشعبي العام». من جهتها، بدأت الأممالمتحدة والهلال الأحمر السوري في السعي مجددًا لإجلاء المدنيين المحاصرين في حمص القديمة أمس الأحد، المصادف لآخر يوم في الهدنة المتفق عليها بين أطراف النزاع في سوريا غداة تعرض قافلة إنسانية لاعتداء مجهول المصدر. ويأتي هذا الجهد الإنساني عشية الجولة الثانية من مؤتمر جنيف-2 تحت رعاية الأممالمتحدة بين النظام السوري والمعارضة وبعد 10 أيام من فشل الجولة الأولى لإيجاد اتفاق يضع حدًا للنزاع السوري المستمر منذ نحو 3 سنوات وأسفر عن مقتل 136 ألف شخص. وميدانيًا، لا يبدو أن أعمال العنف تتجه إلى التهدئة حيث أسفرت السبت عن مقتل 300 شخص، من المدنيين ومقاتلي المعارضة، في عدد من المناطق السورية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ومن بين القتلى 20 شخصًا أعدموا ميدانيًا من قبل عناصر موالية للنظام في حماة بالإضافة إلى وفاة رجلين وامرأة من الجوع في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق الذي يعاني كذلك من حصار خانق تفرضه القوات النظامية عليه منذ 8 أشهر. وتعاني الأمر نفسه عشرات الأحياء الأخرى الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حمص القديمة التي تحاصرها قوات النظام منذ نحو 600 يوم ويضطر نحو 3 آلاف شخص موجود فيها لتناول الزيتون والأعشاب يوميًا. ويقضي اتفاق أبرم الخميس بين النظام ومقاتلي المعارضة والأممالمتحدة بعد مفاوضات استغرقت أشهرًا، على وقف لإطلاق النار يستمر 3 أيام على الأقل لإجلاء النساء والأطفال والمسنين الذين يرغبون في الخروج وإرسال مساعدات عاجلة إلى الآخرين ابتداء من صباح السبت. وتم بموجبه،الجمعة، إجلاء 83 شخصًا من نساء وأطفال ومسنين. صحيفة المدينة