القاهرة | ريتاج نيوز | وكالات : 6 أقليم.. هو مصير اليمن الشقيق عقب سنوات ثلاثة قضاها في تبعات ثورته ضمن "الربيع العربي" الشهير، و هذا هو ما انتهت إليه لجنة تحديد الأقاليم المنبثقة عن مؤتمر الحوار الوطني باليمن. التجربة "الفيدرالية" التي تحكم بها امبراطوريات كبرى، تطبق لأول مرة في الوطن العربي، وسط مخاوف و شكوك بأن تكون هذا هو المدخل "الشيك" و المنمق لتقسيم اليمن بحسب مخطط الشرق الأوسط الجديد، إلا أن الخبراء كان لهم رأي آخر.. أكد الدكتور معتز سلامة الخبير في الشأن اليمني بمركز الأهرام الاستراتيجي أن تقسيم اليمن الى 6 أقاليم وأن تكون قيد الحكم الفيدرالي هي الصيغة المثلى للإبقاء على اليمن كدولة لها ملامح خاصة .مشيرا الى أن دولة مثل اليمن غارقة في مشاكل عديدة جعلت أهلها يفكرون في هذا التقسيم نافيا تماما علاقة هذا التقسيم بمخطط تقسيم الشرق الأوسط الجديد . وقال في تصريحات ل"صدى البلد" إن الهدف من عملية التقسيم هو اغراق قضية الجنوب في قضايا اليمن الأكبر بالإضافة الى حل المشاكل الأخرى . وأضاف أن هذا التقسيم هو الصيغة العصرية المثلى وكانت جيدة لو تم تطبيقها في السودان لما كان هذا الوضع التى عليه الآن . وأوضح الخبير في الشأن اليمني أن الجنوبيين حتى الآن رافضون هذا التقسيم لأنهم شعروا بأن قضيتهم "تاهت " بين قضايا الدولة الأكبر ولذا مازلوا يطالبون بدولة منفصلة يطلق عليها دولة جنوباليمن . قال الدكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن نظام الحكم الفيدرالي الذي سيطبق في "اليمن" بعد تقسيمه إلى 6 أقاليم سيفشل تمامًا، مشيرًا إلى أن عملية التقسيم المقصود بها التفتيت فقط. وأضاف في تصريحات ل"صدى البلد"، أن اليمن مملوء بالصراعات القبلية، خاصة بين الشمال والجنوب، فهو غير مستقر حتى قبل التقسيم، متسائلاً كيف ستستقر عقب ذلك؟. وأشار سلامة إلى أن مصر أنقذها الجيش من هذه الخطوة التى كان يسعى لها الأمريكان كبداية لتقسيم الشرق الأوسط بأكمله، وهو ما أنقذ عددًا من الدول العربية كانت ضمن المخطط الأمريكي. وحذر سلامة من أن المؤامرة ستظل مستمرة ولن ييأس الأمريكان وعملاؤهم من أجل تقسيم مصر أو على الأقل إشعال الحرب الأهلية بها لتظل غير مستقرة، لافتًا إلى أن هذه المؤامرة ستتخذ أشكالاً أخرى يجب التيقظ لها، لأن هذا في النهاية يصب في صالح إسرائيل قال الدكتور محمد سعيد ادريس، رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن قرار تقسيم اليمن إلي فيدرالية من 6 أقاليم كان صعبا وأوضح أن هذا الحدث تم بكامل إرادة اليمنيين وبوجود كافة التيارات الوطنية اليمنية، مؤكدا أن اختيارين كانوا أمام اليمنيين لم يكن لهما ثالث وهم إما الحرب الأهلية التي كانت علي الأبواب، أو التقسيم، وهو الخيار الذي اتفقت عليه كل القوي الوطنية بالشارع اليمني. وأضاف ادريس في تصريح خاص ل "صدى البلد"، أن اليمن يتعرض لضغوط شديدة منذ ما يقرب من 4 سنوات للوصول إلي تقسيمه، قائلاً:" من الواضح أن اليمن لم يكن يعجب دول كبري وهو في وحدته." و أضاف أن قطر بدأت المساعدة كشريك أساسي مع اسرائيل وأمريكا في مشروع تقسيم الإقليم العربي، كما كان مخططا له عام 2003 وفقا لحسابات سايكسبيكو، وهو ما بدأ بالفعل تنفيذه، مؤكدا أن الدول العربية المعرضة للتقسيم هي العراق وسوريا وربما يمتد الخطر إلي مصر في القريب العاجل. وشدد ادريس في تصريح خاص ل "صدى البلد"، علي ضرورة حفاظ مصر علي دول الجوار "السودان وسوريا وليبيا" لأن تقسيم هذه الدول الذي بدأت بوادره تظهر بالفعل وخطرها، بدأ ينتشر لبقية الدول الأخري، مؤكدا أن خريطة المغرب العربي اصبحت اخطر ما يكون ومعرضة للتقسيم بأكملها. وفي السياق ذاته، أشار رئيس وحدة الدراسات العربية والإقليمية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلي أن أمريكا أصبحت تتجه الآن إلي الدول الصغيرة مثل قطر والكويت، وذلك عندما وجدوا تمردا معنويا لدي السعوديين، وما خرجت به أمريكا من هذا الدرس خاصة بعد انتهاء حرب الخليج الثانية، أن تعتمد علي الدول الصغيرة، وهو ما اثبتته قطر أنها علي أتم الاستعداد لتنفيذ المشروع الأمريكي. وبدأت قطر علي الطريقة الصهيونية منسجمة مع الدور الأمريكي والدور الإسرائيلي الداعم لعملية التقسيم هذه، مؤكدا أن إسرائيل لديها خطة تريد تنفيذها وهي توطين الفلسطينيين جزء منهم في الأردن والجزء الاخر في سيناء، مشيرا إلي أن حلم قطر الآن هو أن تكون إسرائيل الثانية في سيطرتها ودورها في المنطقة. وأكد علي أن من لهم يد في تقسيم اليمن إلي أقاليم هم أمريكا وإسرائيل من الخارج و الحوثيون والحراك الجنوبي الداخلي، ووجود بوادر حرب أهلية ، مشيرا إلي أن الأمل الوحيد أمام الشعب اليمني الآن هو أن يبقي متماسكا بعد هذا التقسيم للعودة إلي الدولة الموحدة مرة اخرى . ريتاج نيوز