جزمت غالبية الأطياف السياسية، بأن الرسالة التي وجهها الرئيس بوتفليقة، بعدم التعرض للمؤسسة العسكرية، بتوجيهها لشخص عمار سعداني، الأمين العام لجبهة التحرير الوطني الجزائرية وإن لم تذكره بالاسم، ووصفت التكهن بالأسباب الكامنة وراءها، وما إن كانت توافقا بين المؤسسة العسكرية والرئاسة حول الرئاسيات المقبلة بالمستحيل، ذلك أن النظام الجزائري غير مفهوم، فيما رفض الحزب القول بأن الرئيس وجه رسالته لأمينه العام، وهو ما ناقضه الجناح المعارض في الحزب، والذي أكد أنه رد على "التصرف الوقح وغير المتروي" لسعداني، فيما نوهت أحزاب الموالاة برسالة بوتفليقة، ودعت إلى تغليب المصلحة العامة. وكان الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة حذر مما وصفها ب"محاولات إحداث البلبلة" داخل الجيش الوطني، في أعقاب حادث تحطم طائرة عسكرية، في ولاية "أم البواقي"، شرقي الجزائر. وبعد قليل من الحادث، الذي أودى بحياة 76 شخصاً على الأقل، أكد الرئيس الجزائري أنه "لا يحق لأحد، مهما تعالت المسئوليات، أن يعرض الجيش الوطني الشعبي، والمؤسسات الدستورية الأخرى، إلى البلبلة." وقال بوتفليقة في رسالته، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الرسمية: "لقد اعتدنا على الأجواء التي تخرقها بعض الأوساط قبيل كل استحقاقات .. لكن هذه المرة وصل التكالب إلى حد لم يصله بلدنا منذ الاستقلال.. فكانت محاولة المساس بوحدة الجيش الوطني الشعبي، والتعرض لما من شأنه أن يهز الاستقرار في البلاد وعصمتها لدى الأمم." ولفتت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أن تحذير بوتفليقة جاء رداً على تصريحات الأمين العام ل"جبهة التحرير الوطني"، عمار سعداني، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، ضد مدير جهاز المخابرات، الفريق توفيق مدين. وذكرت الصحيفة، شبه الرسمية، أن تصريحات سعداني "حركت كل أطياف وأطراف اللعبة السياسية"، لدرجة أن البعض اعتبرها "محاولة لضرب وحدة واستقرار البلاد"، كما دعوا رئيس الجمهورية للتدخل والخروج عن صمته. تأتي الأزمة التي خلفتها تصريحات سعداني قبل نحو شهرين من الانتخابات الرئاسية، التي دعا الرئيس بوتفليقة إلى إجرائها في 17 أبريل القادم، فيما لم يتضح موقفه بعد بشأن الترشح لفترة رئاسية جديدة. موقع قناة عدن لايف