روما: قدم رئيس الحكومة الايطالي انريكو ليتا استقالة "لا رجوع عنها" الى الرئيس الايطالي جورجيو نابوليتانو الذي قبلها، كما اعلنت الرئاسة الايطالية في بيان. وقال البيان ان "رئيس الجمهورية لا يمكن الا ان ياخذ علمًا بالموقف، الذي عبّر عنه رئيس الوزراء"، الذي قدم "استقالة لا رجوع عنها للحكومة التي يتراسها"، موضحًا ان المشاورات لتشكيل حكومة جديدة ستبدأ "بعد الظهر لتنتهي السبت". المنافس رنزي يستعد لخلافة ليتا وقدم رئيس الوزراء الإيطالي أنريكو ليتا استقالته رسميًا الجمعة، بعدما دفعه إلى ذلك منافسه في الحزب الديموقراطي رئيس بلدية فلورنسا الشاب ماتيو رنزي، الذي يفترض أن يخلفه في رئاسة التحالف نفسه غير المسبوق بين اليمين واليسار، الذي تشكل قبل أقل من سنة. يتزامن رحيل ليتا مع انباء اقتصادية جيدة تشير الى خروج من الانكماش، كان منتظرًا جدًا، بعد سنتين من تراجع متواصل لإجمالي الناتج الداخلي. وقد بلغت نسبة النمو 0.1 بالمئة في الفصل الاخير. ودعا رنزي، الذي ترأس الجمعة بمناسبة عيد الحب احتفالًا في مقر بلدية فلورنسا للأزواج الذين يحتفلون بعيد زواجهم الخمسين، دعا الحضور إلى أن "يتمنوا له حظا سعيدا". وقال "نحن بحاجة الى ذلك، خصوصًا في مثل هذه اللحظات". وفي حال توليه رئاسة الوزراء، سيصبح ليتا اصغر رئيس حكومة في اوروبا. وكان ليتا اعلن قراره مساء الخميس، بعيد تصويت الحزب الديموقراطي (وسط يسار)، الذي يرأسه بأكثرية ساحقة على تغيير الحكومة. وتطالب المذكرة التي عرضها رنزي ب "فتح مرحلة جديدة بسلطة تنفيذية تدعمها الاكثرية الحالية". وعنونت مجلة لسبرسو الاسبوعية صباح الجمعة "قفزة قاتلة". واضافت ان "رنزي يتولى ادارة عملية دبرت خلال اجتماعات مغلقة قبل شهرين، ويمكن ان تكرس زعامته او تبدد شعبيته". وصدرت صحيفة لا ستامبا اليومية صفحتها الاولى بعنوان "خلل ايطالي ابدي"، مشيرة الى غموض رهان رنزي في السياسة الايطالية. واضافت "لا نعرف بعد هل سجل هدفا ام مرت الكرة فوق العارضة". وتحدثت صحيفة لا ريبوبليكا عن "خطر الألاعيب البهلوانية". واعترفت صحيفة "كورييرا دولا سيرا" بان الامين العام للحزب الديموقراطي قد يأتي ب"مواهب من شأنها ان تفاجئ" الآخرين. لكنها اضافت "يجب الا تقتصر الامور على مؤثرات خاصة". وقالت انه من الضروري تبديد الانطباع بان ما يحصل هو "عملية تبديل في قصر" اعتادت ايطاليا عليها. ومن دون ان يطالب بتنصيب رسمي وبعد الاشادة ب "العمل المهم الذي انجزه" ليتا، اقترح رئيس بلدية فلورنسا (39 عاما) الخميس "فتح صفحة جديدة تتضمن اطلاق مشروع انعاش جذري". وكان رنزي قال ان على ايطاليا "تغيير افاقها ووتيرتها والخروج من المستنقعات"، محددا الافق بنهاية الانتخابات النيابية في 2018 ومعلنا عن اصلاحات "طموحة". وتواجه ايطاليا منذ سنتين اسوأ ازمة اقتصادية بعد الحرب، وقد تراجع اجمالي ناتجها المحلي حوالى 4% وفاقت نسبة البطالة 12 %. وتعاملت بورصة ميلانو بهدوء مع هذه التطورات السياسية. فمؤشر البورصة سجل تقدما 0.37%، وبلغ 20.184 نقطة لدى الافتتاح. وكان ليتا المسؤول الثاني السابق في هذا الحزب، قرر الا يشارك في اجتماع الحزب الديموقراطي حتى يفسح في المجال لزملائه لاتخاذ قراراتهم "بأقصى درجات الصفاء الذهني". وعلى امتداد النقاشات، بدا مصير ليتا متأرجحا، اذ دعا القسم الاكبر من المتحدثين الى "خطوة واضحة" والى "الاسراع" في اتخاذ القرار. وطمأن رئيس بلدية روما العضو في الحزب الديموقراطي، رئيس الوزراء الجديد المحتمل ماتيو رنزي الى دعمه. وقال لوكالة فرانس برس "اعتقد ان ماتيو شخص على قدر المسؤولية". وكان ليتا تحدى امس ايضا منافسه لدى تقديم برنامج لاطلاق حكومته سمي "التزام ايطاليا". واعتبر رنزي هذه الوثيقة مجرد "مساهمة" في تحركه المستقبلي. لكنه لم يقدم تفاصيل حول طريقة ايجاد المال لانعاش الاقتصاد الايطالي وتقليص البيروقراطية وخفض الضرائب المرتفعة على المؤسسات واحياء سوق العمل. ومنذ وصوله الى رئاسة الحزب الديموقراطي في كانون الاول/ديسمبر الماضي، وابرامه اتفاقا في منتصف كانون الثاني/يناير من اجل قانون انتخابي جديد مع سيلفيو برلوسكوني، يبدو ان صبر ماتيو رنزي قد نفد. فقد زاد من انتقاداته لحكومة ليتا، التي اخذ عليها تباطؤها وترددها، على رغم ميثاق معقود بين الرجلين على متابعة عمل حكومة ليتا حتى نهاية 2014 على الاقل. وبعد استقالة ليتا، سيجري الرئيس جورجيو نابوليتانو استشارات مع مختلف الاحزاب قبل ان يختار رنزي على الارجح لتشكيل حكومة جديدة. وقد اعلن وسطيو "الخيار المدني" انهم يريدون المشاركة في الحكومة، على غرار المقربين السابقين من سيلفيو برلوسكوني الذين بقوا في الحكومة تحت شعار وسط اليمين الجديد بزعامة انجلينو الفانو. لكن الفانو قال "اذا كانت فقط حكومة تضع نصب عينيها خدمة البلاد، وليس حكومة سياسية مع مفاهيم من وسط اليسار". ايلاف