كتب - نشأت أمين: أكد الداعية اليمني الدكتور أحمد عبد الله القاضي أن الحياة الدنيا قصيرة ويجب استغلالها في طاعة الله عز وجل وذكره وعدم الغفلة عنه. وأشار إلى أن المؤمن مُطالب بأن يكون على استعداد دائم للقاء ربه عز وجل، وأن يعمل لحياته الآخرة ولا تلهيه الدنيا بمغرياتها. وقال في خطبة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب: بعض الناس يعتقدون أن الحياة الدنيا خالدة، وأنهم لن يغادروها بسرعة، ولكن حين يأتي أمر الله تعالى ويشكف عنهم الغطاء يوم القيامة تظهر لهم الحقائق ويدركون أن الدنيا لا تساوي شيئًا إلا من اتخذها دار عبور وتزود فيها من الطاعات. وأضاف: يوم القيامة يدرك اللاهون الغافلون عن الله عز وجل كم كانت حيواتهم قصيرة، حيث يقولون عندما يحشرون: "إن لبثتم إلا عشرا"، وقال الله تعالى واصفًا حالهم: "ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة". وأضاف د.القاضي : "إن الغفلة عن اليوم الآخر وعدم الاستعداد له أوقعت الكثيرين منا اليوم في المعاصي بسبب نسيان هذا اليوم الذي حذر كل الأنبياء والرسل أقوامهم منه". ومضى إلى القول: "إن التذكير باليوم الآخر تذكير للاستعداد والتهيئة للقاء الله عز وجل، ويوم القيامة هو اليوم الذي يجمع الله فيه الأولين والآخرين ليقفوا في مشهد مهيب في انتظار الفصل بينهم، قال الله تعالى: "قل إن الأولين والآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم". وذكر أن الذي يتأمل في نصوص القرآن الكريم والسنة يجد الحديث عن مشاهد يوم القيامة ويرى الأهوال العظام والمصائب الجسام تنزل بالمجرمين في ذلك اليوم الذي يشيب فيه الولدان وتذهل كل مرضعة عن ما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها خوفًا وفزعًا ورهبة من ذلك اليوم الذي تتغير فيها معالم الكون ويصير الولدان شيبًا وتتفطر فيه السماء. ولفت إلى أن يوم القيامة ورد في القرآن الكريم بأسماء كثيرة كلها مخيفة ومرعبة فهو يوم تغيير معالم الكون، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأي العين فليقرأ "إذا الشمس كورت" و"إذا السماء انفطرت" و"إذا السماء انشقت"). وقال: إنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إنكم تحشرون إلى الله عز وجل يوم القيامة حفاة عراة غرلا"، وقال الله تعالى: "كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين". وأوضح أن يوم القيامة يسمى يوم الخروج، قال الله تعالى: "يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج"، وقال جل من قائل: "ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون"، وقال سبحانه: "يوم يُخرجون من الأجداث سراعًا كأنهم إلى نصب يوفضون". ودعا الخطيب د.القاضي إلى التفكر في يوم القيامة وما فيه من أهوال، قائلاً: "إن الله سبحانه وتعالى سيجمع الجميع من لدن آدم عليه السلام حتى آخر رجل يعيش في هذه الحياة".. ودعا إلى تقوى الله عز وجل وخشيته في الغيب والشهادة، خوفًا من ناره وطمعًا في جنته ومغفرته، قائلاً إن يوم القيامة غاب عن كثير من الناس فلهوا في الحياة الدنيا ولم يعملوا له وفيه يظهر حال المؤمنين كما يظهر حال الكافرين لافتًا إلى أن المؤمنين يومئذ من فزع آمنون، أما الكفار والفجرة والفسقة والمجرمون ومن على شاكلتهم فإن حالهم عجيب وهم في فزع عظيم. جريدة الراية القطرية