ارتفعت أسعار الذهب عالمياً بقوة خلال تداولات الأسبوع المنقضي، لتغلق عند مستوى 1318 دولاراً للأونصة، مرتفعة إلى أعلى مستوياتها خلال ثلاثة أشهر. وحقق الذهب ارتفاعاته القوية التي بلغت نسبتها 4.1% خلال الأسبوع الماضي، وسط تداولات قوية أعادت إلى المعدن الأصفر بريقه، بعد فترة من التراجع شهدها خلال الشهور القليلة الماضية. وأشار مدير مبيعات الشرق الأوسط في شركة «أكتيف تريدس» البريطانية، جورج البتروني، إلى أن «هذه الارتفاعات تأتي في ظل عدد من العوامل الاقتصادية والفنية، أدت إلى تسارع وتيرة ارتفاع الذهب الأسبوع الماضي». توقعات مستقبلية أفاد مدير مبيعات الشرق الأوسط في شركة «أكتيف تريدس» البريطانية، جورج البتروني، بأن «المرحلة الحالية تعطي إيجابية عالية لتوجهات الذهب، وقد نشهد خلال الفترة المقبلة المزيد من الارتفاعات، التي قد تستهدف مستوى 1361 دولاراً للأونصة، التي تمثل مستوى مقاومة فنياً مهماً». وأضاف أن «هذه الارتفاعات قد تشهد تحدياً كبيراً في حال ارتفع السعر إلى مستوى 1433 دولاراً، وهو المستوى الأهم على المدى الطويل أمام الذهب، فالمستوى المذكور هو الحد الفاصل لمستوى التحرك الأفقي، الذي استمر به الذهب منذ منتصف يونيو 2013 وحتى هذه اللحظة، ويعد التحرك إلى مستوى 1361 دولاراً مهماً للغاية، لكن الذهب بحاجة إلى قوة أكبر ليتمكن من الارتفاع إلى مستوى 1433 دولاراً، الذي قد يحتاج إلى أشهر قبل أن نتمكن من تجاوزه». وأضاف ل«الإمارات اليوم» أن «العامل الأكثر أهمية خلال الأسبوع الماضي كان توجه الصناديق المدارة إلكترونياً، أو ما يعرف ب(ETFs)، إلى زيادة حجم أصولها من الذهب، وهو ما أعطى الأسواق إشارة إيجابية لعودة عمليات الشراء إلى أسواق المعادن». وكانت أكبر المحافظ المدارة إلكترونياً والمدعومة بالذهب «SPDR»، شهدت ارتفاعاً في أصولها من الذهب الخميس الماضي، لتصل إلى 25.925 مليون أونصة، بارتفاع نسبته 0.9% عن يوم الأربعاء، وهو الأمر الذي أعطى إشارة إيجابية واضحة لأسواق الذهب. وأضاف البتروني: «من العوامل الأخرى التي أثرت في أسعار الذهب الأسبوع الماضي، العاصفة الجوية التي تمر بها الولاياتالمتحدة الأميركية، مع المخاوف من أن تؤثر في أداء الاقتصاد الأميركي، لتدفع بالأسواق إلى التوجه إلى الملاذ الآمن التقليدي المتمثل بالذهب؛ يضاف إلى ذلك ضعف الدولار الأميركي، الذي كان بدوره سبباً في ارتفاعات الذهب، لما هو معروف من علاقة عكسية بين الذهب والدولار». وكان الدولار شهد تراجعات قوية خلال الأسبوع المنقضي مقابل سلة العملات الأجنبية الرئيسة، لينخفض مؤشر الدولار بنحو 0.8% خلال الأسبوع، ليغلق عند مستوى 80.15، وهو المستوى الأدنى له منذ بداية العام الجاري. وأكد البتروني أن «التوجه للذهب كملاذ آمن تقليدي بدأ فعلياً منذ فترة مع تطور الأزمة في الدول الناشئة، ولتأتي العاصفة الجوية في الولاياتالمتحدة لتضيف المزيد من المخاوف حول الاقتصاد الأميركي وما يمكن أن يتسبب به من انعكاسات على الاقتصاد العالمي، ليجد المستثمرون الذهب الوسيلة الأكثر أماناً للحفاظ على ثرواتهم». وأشار إلى وجود عوامل فنية لعبت دوراً مهماً في ارتفاع الذهب خلال الفترة الماضية، موضحاً أن «الرسم البياني لأسعار الذهب شكل نموذجاً فنياً يعرف باسم الرأس والكتفين المقلوب، وهو نموذج فني انعكاسي يأتي في نهاية اتجاه هابط، وهذا الأمر جعل من كسر مستويات 1267 دولاراً للأونصة بمثابة تأكيد لهذا النموذج، لنشهد بعده اندفاع الذهب بارتفاعات قوية مع تركز عمليات الشراء ممن يعتمدون على التحليل الفني في تداولاتهم». الامارات اليوم