أفاد استشاري ورئيس قسم الطب النفسي للأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية بأبوظبي الدكتور أحمد الألمعي، بأن 4000 طفل يراجعون سنوياً عيادات الطب النفسي في المدينة، من بينهم حالات تعرضت لاعتداءات جسدية وجنسية متنوعة، مشيراً إلى أنه بالتنسيق مع وزارة الداخلية ممثلة في لجنة حماية الطفل ومركز الدعم الاجتماعي، يتم على الفور التبليغ حال الاشتباه في وقوع جرائم اعتداء على الأطفال للتحقيق فيها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة مرتكبيها. وقال ل«الإمارات اليوم» إن الأطفال الذين يتعرضون لاعتداءات يعانون اضطرابات تتنوع أعراضها بين الخوف الشديد والشعور بالعجز والرعب والانطوائية والتوتر واليقظة المفرطة، مشيراً إلى نسبة 49% من الأطفال الذين ترددوا على عيادات الطب النفسي في مدينة الشيخ خليفة الطبية خلال العام الماضي، كانوا يعانون من اضطرابات سلوكية وقصر انتباه وفرط حركة، 9% يعانون من القلق، و8% من طيف التوحد، و7% من تخلف عقلي، و%7 من اضطرابات اللغة والكلام والتعلم، و4% من الاكتئاب، فيما تنوعت النسب المتبقية بين اضطرابات عقلية ومزاجية، وغيرها. وحذر الألمعي من ارتفاع معدلات سوء المعاملة التي يتعرض لها الأطفال، وتشمل الإهمال والاعتداءات الجسدية والجنسية والعاطفية، مشيراً إلى أن ما يتم التبليغ عنه من اعتداءات هو قليل مقارنة بما يتعرض له الطفل من إساءات، لافتاً إلى أن الإناث يتعرضن أكثر من الذكور للاعتداءات الجنسية، حسب الدراسات العالمية. ولفت إلى أن إساءة المعاملة تصيب الطفل من جميع الفئات العمرية والجنسيات ومستويات الدخل، وأن الاعتداء يتم عادة في المنزل ومن الأشخاص المعروفين والموثوق بهم لدى الأطفال، كالآباء والأقارب ومربية المنزل وصديق العائلة، وأن المعتدين عادة هم أناس يعيشون حياة مليئة بالضغوط النفسية والاجتماعية، وأن الإساءات المختلفة تحدث عندما يفشل الوالدان في توفير التفاهم والدفء والاهتمام والإشراف على احتياجات الطفل إلى نمو نفسي وصحي مناسب، فضلاً عن الاعتداءات الجسدية التي تتم بتعمد وتترك آثاراً على جسد الطفل من كدمات أو حروق أو كسور. وأكد أن لهذه الاعتداءات تأثيرات كبيرة في نفسية الطفل، كأن يكون عرضة للاضطرابات في السلوك والانخفاض في مستوى التحصيل العلمي وتعاطي المخدرات وإمكانية الانخراط في السلوك الإجرامي كالبالغين، واحتمالية تدخين السجائر، مشيراً إلى أن ثلث الأطفال المعتدى عليهم يصبحون معتدين عند سن الرشد. وأشار الألمعي إلى أنه يتم حالياً إعداد دراسة شاملة لرصد حالات الاعتداء على الأطفال، ووضع الحلول العملية للحد من هذه الظاهرة، مؤكداً أهمية التواصل بين الجهات التي تقدم خدمات للأطفال، خصوصاً النفسية والتعليمية في هذا الصدد. ولفت إلى عدد من الدراسات التي أُعدت حول الإساءة للأطفال والإهمال في معاملتهم في شبه الجزيرة العربية، والتي أكدت أن الأطفال في هذه المنطقة يتعرضون لجميع أشكال الاعتداء والاهمال، وهو ما يتم تجاهله والتسامح معه وقبوله كشكل من أشكال الانضباط، حيث لايزال الأطفال المعتدى عليهم يعانون دون علاج، كما أن معظم المعتدين يتم إخلاء سبيلهم دون عقاب. وأكد أهمية مواجهة هذه الحقائق كخطوة ضرورية في الطريق الطويل والصعب، لكسر حاجز الصمت والرد عليها ومنع إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم في شبه الجزيرة العربية. وقال إن مجموعة كبيرة من الدراسات ربطت الاعتداء على الأطفال بارتفاع معدلات الاكتئاب في البالغين، والقلق وتعاطي المخدرات واضطرابات ما بعد الصدمة، كما أن إساءة المعاملة والإهمال يؤديان إلى النشاط المفرط والاضطراب في النوم والمشكلات الجسدية، فيكون هؤلاء الأطفال أقل من أقرانهم في مقاييس القدرات المعرفية وتطور اللغة والتحصيل الأكاديمي، وفي تكوين علاقات صحية مع ذويهم. الاعتداء الجسدي الإصابة المتعمدة التي يتعرض لها الطفل تشمل الهز الشديد، أو الضرب، أو الركل، أو اللكم، أو حروق تنتج عنها علامات طفيفة، أو كدمات، أو حتى الموت. الأعراض المحتملة: ■ كسور في العظام، أو كدمات غير مبررة، أو حروق، أو ندوب في مراحل مختلفة من الشفاء. ■ عدم القدرة على شرح الإصابة، مثل تفسيرات قدمها الطفل أو موفر الرعاية له لا تتفق مع الإصابة. ■ عادة ما يخاف الطفل من أحد الوالدين أو موفر الرعاية له، أو يخاف من العودة إلى المنزل. ■ شكوى الطفل نفسه من الإصابة المتعمدة من قبل الوالدين أو موفر الرعاية. الاعتداء الجنسي يشير إلى أي فعل جنسي مع طفل من قبل شخص بالغ أو طفل أكبر منه سناً، ويشمل ذلك الملاطفة، أو فرك الأعضاء التناسلية للطفل، أو النكاح المحرم، أو الاغتصاب، أو اللواط، أو عدم الاحتشام، أو استخدام الطفل لأغراض الدعارة، أو إنتاج المواد الإباحية. الأعراض المحتملة: ■ يعاني الطفل من ألم أو نزيف في منطقة الشرج أو الأعضاء التناسلية مع احمرار أو تورم. ■ يقوم الطفل باللعب بطريقة جنسية غير لائقة ومناسبة لسنه مع الألعاب والأطفال أو حتى بمفرده. ■ معرفة الطفل بتفاصيل عن الجنس تفوق سنه. ■ شكوى الطفل نفسه من الاعتداء الجنسي. الإساءة العاطفية تحدث عندما يفشل الوالدان في توفير التفاهم والدفء، والاهتمام، والإشراف على احتياجات الطفل إلى نمو نفسي صحي له. الأعراض المحتملة: ■ الوالد أو موفر الرعاية ينتقد باستمرار، أو يهدد، أو يستخف، أو يشتم، أو يرفض الطفل مع عدم وجود دليل على الحب والدعم، أو التوجيه. ■ يتصرف الطفل بشكل متقلب ما بين العدائية والانطوائية المفرطة. ■ يظهر على الطفل تأخر في النمو البدني، أو العاطفي، أو الفكري. الامارات اليوم