لمحت مصادر قريبة من المعارضة السورية إلى أن اقتراب اللواء سليم إدريس من رئاسة أركان الجيش الحر من دولة قطر كان أحد أسباب إطاحته من المنصب. وكان المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر المعارض اقال اللواء سليم ادريس من رئاسة الاركان للجيش الحر بينما كان في زيارة لدولة الإمارات، وتعيين العميد عبد الاله البشير النعيمي رئيسا جديدا لأركان الجيش الحر. يُذكر أن العميد البشير كان يشغل منصب قائد المجلس العسكري في مدينة القنيطرة في جنوبسوريا، وانشق عن الجيش السوري في عام 2012. ويتولى البشير قيادة الجيش السوري الحر في الوقت الذي يحاول فيه استعادة زمام المبادرة من الجماعات الاسلامية المنافسة الاكثر تنظيما التي طغى دورها على دور الجيش السوري الحر في المعركة للإطاحة بحكومة الرئيس بشار الاسد. وينتمي رئيس هيئة الأركان الجديد لقبيلة النعيم في القنيطرة، وهي قبيلة ربية عريقة لها امتدادات في مختلف انحاء سوريا والأردن والعراق حتى الجزيرة العربية. وكان اللواء البشير انشق عن جيش النظام في منتصف عام 2012، وشكل مجلساً عسكرياً ضم غالبية الألوية والكتائب المقاتلة في تلك المنطقة وأقرباء له. وتقول المعلومات المتوافرة إن النعيم خسر أحد أبنائه أثناء معركة مع قوات النظام. تصعيد عمب القيادة وجاء في بيان وقعه 22 من 30 عضوا في المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر ان القرار اتخذ "من أجل توفير قيادة للأركان تقوم بادارة العمليات الحربية ضد النظام المجرم وحلفائه من المنظمات الارهابية وبسبب العطالة التي مرت بها الاركان على مدى الشهور الماضية ونظرًا للأوضاع الصعبة التي تواجه الثورة السورية". وقال بيان للائتلاف الوطني المعارض الذي يضم 15 من اعضاء الجيش السوري الحر انه تلقى النبأ "بمزيد من الارتياح". وقالت مصادر المعارضة السورية إن "اللواء إدريس اقترب كثيرا من القطريين على ما يبدو، الأمر الذي دعا أحمد الجربا وهو شخصية قبلية قريبة من السعودية تولى رئاسة الائتلاف في تموز (يوليو) بعد توسيعه العام إلى التحرك ضده". وأرجع المتحدث بإسم المجلس العسكري الأعلى، قاسم سعد الدين، سبب إقالة إدريس، إلى فشله في إعادة هيكلة الجيش الحر وإخفاقه في استرجاع السلاح المنهوب للجيش الحر. وأوضح المتحدث لقناة "العربية" أنه بعدما اقتحمت "الجبهة الإسلامية" مقر ومخزن هيئة أركان الجيش الحر منذ قرابة الثلاثة أشهر، تشتت ضباط الجيش الحر وحرموا من سلاحهم، وكشف المتحدث عن "هفوات في القيادة". واعتبر أن المرحلة الحالية "تحتاج إلى جهود أكبر وخبرات أكبر في كافة الاختصاصات"، شاكراً، في هذا السياق إدريس على كل ما قدمه للمعارضة السورية. خبرة عسكرية وأوضح سعد الدين أن العميد عبدالإله البشير الذي عين خلفاً لإدريس "مجاز وله خبرة عسكرية وهو متواجد على الأرض"، مشيراً إلى وجود "كادر عسكري وعلمي يسانده في مهمته". وتحدث عن "خطة متكاملة" يعدها وزير الدفاع في الحكومة الانتقالية، أسعد مصطفى، تهدف لإعادة هيكلة المعارضة المسلحة واستقطاب الضباط. وفي سياق متصل، أرجع سعد الدين سبب استقالة مصطفى لبعض الضغوط التي مورست عليه، بالإضافة لحرمانه من الميزانية. وذكر أن المجلس العسكري رفض بالإجماع هذه الاستقالة، بالإضافة إلى رفض رئيس الحكومة أحمد طعمة ورئيس الائتلاف أحمد الجربا لها. وكان أسعد مصطفى الذي تتسم علاقته مع ادريس بالتوتر، أشار لأعضاء الحكومة المؤقتة الاسبوع الماضي إلى انه يعتزم الاستقالة. وقال مصدر في حكومة المعارضة انه غير رأيه بعد ان نال مساندة سياسية من الجربا. ويشار في الختام، إلى أن بعض مقاتلي المعارضة منذ فترة طويلة ترددا في قبول ادريس الذي أمضى معظم الوقت خارج سوريا منذ اختياره كشخصية توافقية لقيادة المجلس العسكري الاعلى الذي أنشئ بدعم غربي وعربي في تركيا في كانون الاول (ديسمبر) 2012. ايلاف