كشف عمرو عمارة، المنسق العام لائتلاف شباب الإخوان المصري، أسباب دعمه ورفاقه لترشح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة، مؤكدًا في حواره ل "إيلاف"، أن ائتلافه قادر على حشد 150 ألف شاب إخواني لدعم السيسي، مطالباً في الوقت عينه بالمصالحة مع من لم تتلطخ أياديهم بالدماء من الإخوان. القاهرة: يحمل على عاتقه هدف ايجاد بديل لاستيعاب شباب الإخوان، ويرى أن المصالحة ضرورة حتمية، إلا أنه يؤيد المشير السيسي، ويراه الوحيد القادر على حكم مصر في هذه الفترة، عمرو عمارة المنسق العام لتحالف شباب الإخوان المسلمين في مصر. التقته "إيلاف" وحاورته، خاصة بعد تصريحه بأن الائتلاف سيجمع 5 آلاف توكيل لترشيح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية. فإلى نص الحوار: ائتلاف ذاتي بداية حدثنا عن سبب انشقاقكم عن جماعة الإخوان المسلمين، وهل لجهاز الأمن الوطني دور في ذلك؟ قرارنا في هذا الشأن قرار ذاتي، كما إن تمويل ائتلافنا ذاتي، وليس للأمن الوطني أو أية جهة أخرى أي دور في انشقاقنا، فنحن كنّا معتصمين في رابعة العدوية حتى يوم 3 تموز (يوليو) الماضي، وما دفعنا للانشقاق هو إننا كجيل شباب لم نشهد أي أعمال عنف سابقة للجماعة، وفعلنا ذلك اعتراضًا على العنف الذي ارتكبته الجماعة في فترة حكم الإخوان ومرسي، فالجماعة ارتكبت عنف الاتحادية، وعنف أحداث المقطم، وكذلك عنف أحداث العباسية، فضلاً عن العنف الذي وقع عقب عزل مرسي، وعقب فض اعتصامي رابعة والنهضة. 5 آلاف توكيل أعلنتم عن حملة لجمع 5 آلاف توكيل لترشيح السيسي رئيساً، فكيف سيقود تحالف شباب الإخوان المسلمين هذه الحملة؟ نعم أعلنّا ذلك، وبدأنا بالفعل ودعونا الناس للذهاب للشهر العقاري، وذهبوا له، لكنّ المسؤولين قالوا: "لم نتلقَ تعليمات لتحرير توكيلات"، وسوف ندعو الناس لذلك خلال الفعاليات بجميع الميادين، وسنشرح أفضلية أن يكون السيسي رئيسًا، وحجم التحديات التي تحتم أن يقود سفينة الوطن في هذه الفترة، ولو أننا نملك الكثير لقدمناه للمشير السيسي، وال 5 آلاف توكيل أقل شيء نقدمه له، وهدفنا من كل ذلك هو إصلاح المجتمع، وسوف نقدم للسيسي مشاريع اقتصادية واجتماعية يحتاجها المواطنون، ونحن مع المشير والشعب كله يريده رئيسًا، ونأمل توقف الناس عن انتقاده، ويحزننا أن كثيرين ينهشون فيه بانتقادات، ونطالب داعمي السيسي أن يدعموه بالأفعال لا بالكلام فقط، واهم الأفعال هي أن يعمل الجميع وينتج. بديل حقيقي قلت إن هناك الآلاف من شباب الإخوان انشقوا عن الجماعة، وأن في الإسكندرية وحدها 1000 منشق، فهل تهدف بذلك إلى لفت الانتباه لقدرتكم على الحشد بهذا العدد من المنشقين؟ عندما قلت هذا الكلام لم يكن في ذهني ذلك، ولكن نحن بالفعل عددنا كبير جداً، وسيكون أكثر إذا شعر شباب الجماعة بأن هناك بديلاً حقيقياً لاستيعابهم فيه، فلو كان الحديث عن مستوى الجماعة، فنحن قادرون على حشد 100 ألف، ولو تكلمنا على مستوى الجماعة وحزب الحرية والعدالة، جناحها السياسي، فنحن قادرون على حشد 150 ألفاً، والدليل على كثرتنا وعلى صدق كلامي، هو أننا جمعنا بالفعل 7 آلاف توكيل لإنشاء حزب سياسي، ورشحنا كمال الهلباوي القطب الاخواني سابقاً لرئاسته، لكنه آثر أن يكون مستشارًا للحزب فقط، ووجدنا ضغوطات كثيرة وحرباً ضدنا واتهامات لنا بأننا نسعى لإعادة جماعة الإخوان وحزبها ولكن في ثوب جديد، وحاولت طمأنة الناس بترشيح الدكتور حسام بدراوي، الأمين العام الأسبق للحزب الوطني المنحل، ولكن استمر الخوف منّا وكذلك الشك فينا. خلفية عسكرية وهل تأييدكم للسيسي تأييد مطلق، أم لكم شروط ومطالب مقابل هذا التأييد؟ لا أحب مصطلح الشروط، أما عن مطالبنا من المشير فهي نفس مطالب الشعب، فنريد أن تكون له رؤية كاملة لإصلاح البلاد، ومشروع انتخابي لتحقيق هذا الهدف، وتقدمنا بمشروع اقتصادي لوزارة الدفاع للمساهمة فيه، ولدينا قناعة بأن المؤسسة العسكرية هي الوحيدة القادرة على تحقيق الأمن والانضباط في الدولة والشارع، ورئيس بخلفية عسكرية مثل السيسي سيساعد على تحقيق كل ذلك، فهناك تحديات خطيرة تواجهنا حاليًا، ومستقبلاً لا يقدر على مواجهتها سوى السيسي، كما أنه بات من واجبنا تعريف المواطنين بهذه التحديات، كالولايات المتحدة وقطر وجنوب أفريقيا وإثيوبيا وسد النهضة، ولا ننسى أن السيسي حمى البلد من الإخوان والإرهاب والتطرف. ولكي لا تفوتني تلك الزاوية، أحب أن أقول إنه في بداية انشقاقنا عن الجماعة اتفقنا على عدم تأييد ترشح السيسي للرئاسة، وقلنا لم ولن ندعمه، واتفقت على ذلك مع طارق محمد زميلي، ولكن سبحان الله استطاع السيسي بكلامه وأسلوبه أن يجعلنا نحبه ونسعى بقوة لدعم ترشحه للرئاسة. إنتاج الجماعة البعض يرى أن حملتكم ما هي إلا مناورة لإعادة إنتاج جماعة الإخوان المسلمين من جديد، فما تعقيبك؟ مثل هذه الشكوك موجودة من أحزاب وحركات وشخصيات، ولكن ليس لها أساس من الصحة، فنحن لا نريد إنتاج الجماعة التي تم حلها، وإنما نريد إعادة هيكلتها على أسس جديدة بحيث تكون دعوية فقط، ولا تتاجر بالدين كما حدث خلال حكم مرسي والإخوان، فهدفنا الأساسي ليس إنتاج نسخة كربونية من الجماعة، وإنما إيجاد بديل لشباب الإخوان المسلمين في الجماعة والحزب، للاندماج في المجتمع ومواصلة أنشطتهم الدعوية، وأؤكد إننا لن نترك شباب الإخوان تحت أي مسمى، ونأمل أن تكون الدولة رحيمة بهم بإيجاد البديل لهم، فشباب وبنات الإخوان أشرف وأطهر الناس في البلد، ويحبون مصر ونحن وطنيون حتى النخاع، لكنهم مظلومون لأنهم لا يعرفون كواليس الجماعة، كالعمل السري والتنظيم الخاص، وأود أن أقول للمصريين حكاماً ومحكومين: لا تحاسبونا كشباب على انضمامنا للجماعة، وإنما حاسبوا المجتمع الذي تسبب في انضمامنا لها. مؤسسة الأزهر ماذا تقصد بقولك: حاسبوا المجتمع ولا تحاسبونا على انضمامنا لجماعة الإخوان المسلمين؟ اقصد أن إهمال مؤسسات الدولة، خاصة مؤسسة الأزهر الشريف هو السبب في انضمام الشباب بكثرة للإخوان، فالأزهر غير متواجد بالقرى والنجوع باستثناء نصف ساعة خلال صعود الخطيب على منبر صلاة الجمعة، وهذا سمح لأشخاص اخوانية بتصدر منصة الدين والدعوة، فأثرت تلك الشخصيات على الفقراء والبسطاء، ونحن لفتنا انتباه الدولة لخطورة ذلك، وقدمنا بالفعل مبادرة لمحمود عزب المسؤول بالأزهر الشريف لمعالجة هذا الخلل. العمل السري ولكن هناك تخوفات من اختراق عناصر اخوانية لصفوفكم، ويكون هدفها إنتاج الجماعة من خلال الممارسة، فما ردك؟ لا، هذا صعب جدًا، فنحن وضعنا خطوطًا عريضة ولدينا ميثاق شرف يمنع حدوث ذلك، فمن ينضم لنا لا بد أن يؤمن بالدولة ويحترم القانون، كما أن ميثاقنا يحرم العمل السري، فنحن لا نريد أن نكون خلية نائمة، ونريد العمل في النور، وتحت الرقابة الكاملة من الدولة، ونأخذ في اعتبارنا في الوقت عينه، انه من الصعب أن نهدم تاريخًا طويلاً لجماعة الإخوان المسلمين بين عشية وضحاها، ونأمل أن يتفهم الآخرون ذلك، لأن شباب الإخوان تربى لفترة طويلة على البيعة والسمع والطاعة، ولا يمكن أن نغير فكرهم في يوم وليلة، ولا مانع لدينا من إعادة هيكلة الجماعة بحيث تؤمن بأن الأزهر مرجعية وحيدة، والتوقف عن الأخذ برسائل حسن البنا. المصالحة الوطنية هل نفهم من ذلك إنكم مع المصالحة الوطنية؟ نعم معها، وأراها ضرورة حتمية فليس من المعقول قتل كل الإخوان، أو حل تنظيماتهم من دون إيجاد بديل لاستيعابهم، فلابد من عمل مصالحة وطنية مع محاسبة كل من أخطأ، وبعد اعتذار قادة الجماعة للشعب المصري عن أخطائهم. وضروري جدًا إجراء مصالحة مع شباب الإخوان، الذين لم تتلوث يدهم بالدم، فالمصالحة مهمة لمعالجة حالة الاحتقان والاستقطاب وتقسيم الشعب، وهي حالة للأمانة يسأل عنها مرسي والسيسي، مرسي بخطابه لأنصاره أمام قصر رئاسة الاتحادية، والسيسي بمحاباته لمتظاهري 30 حزيران (يونية) في ميدان التحرير وغيره من الميادين، وعدم قيامه بعمل نفس الشيء في رابعة والنهضة، ولكن مرسي مسؤول عن هذه الحالة بشكل اكبر، ولا تنسى أن المصالحة مطلوبة حتى لا يستمر الإخوان في إعاقة جهود الإصلاح بهدف إفشالها. مخاوف الأحزاب هل لمستم مخاوف لدى الأحزاب والحركات من مساعيكم لإنشاء كيان سياسي، ومن إمكانية تحولكم لقوة سياسية في مصر؟ نعم لمسنا ذلك، لمسناه لدى الجميع باستثناء حزب "المصريين الأحرار"، فبقايا نظام مبارك وأحزاب ليبرالية ويسارية اتهمونا بالسعي لعمل غطاء سياسي لجماعة الإخوان المسلمين، وبعض الأطراف أبدت تخوفها من أن نصبح قوة، وهذه المخاوف دفعت حزب الوفد إلى رفض التحاور معنا نهائيًا، في حين أبدت القيادية الحزبية فريدة النقاش الموافقة على تحاور حزب التجمع معنا. مؤتمرات شعبية هل لديكم القدرة على دعم السيسي بمؤتمرات شعبية حال ترشحه رسميًا للرئاسة؟ نعم قادرون، ولكن بالنسبة للمؤتمرات فمؤتمراتنا مغلقة، وذلك للحفاظ علينا من الإخوان، ونحن بالفعل دعونا لمؤتمر، فضلنا أن نعقده في الأزهر، ولكن جهات أمنية نصحتنا بالتراجع عن ذلك بدافع الخوف علينا من الإخوان، خاصة أن جامعة الأزهر ومشيخته ملتهبتان بأحداث الفوضى الاخوانية، ولو فتحت لنا الدولة أماكن وأمنتنا فنحن قادرون على عقد مؤتمر قوامه 150 ألف مشارك. تهديدات بالقتل وهل تلقى أحد منكم بالفعل تهديدات من الإخوان؟ نعم تلقينا تهديدات، فأنا على سبيل المثال تلقيت تهديدات من محمد النجار الذراع الأيمن لعمرو زكي، البرلماني الاخواني السابق، وزميلي محمود محمدي تلقى تهديدات أيضاً، وكل الذين ظهروا منّا في وسائل الإعلام تم تهديدهم من قبل عناصر بجماعة الإخوان. جهات أمنية وما ردك على اتهامكم بأن جهات أمنية ومخابراتية تتواصل معكم لتشويه صورة الإخوان؟ ليس هناك أي شيء من هذا القبيل، وليت تلك الأجهزة تتواصل معنا، فنحن نتمنى ذلك لنشرح لها على الأقل هدفنا في إيجاد البديل لاستيعاب شباب ليس له ذنب في ما يحدث، وصدقني لم يتصل بنا أحد إلا مرة واحدة فقط، وهي عندما كنّا معتصمين في ميدان رابعة العدوية ليلة 3 تموز (يوليو) الماضي، حيث اتصل بي اللواء عادل عزب، وسأل عن غياب قادة الإخوان مثل المرشد العام محمد بديع ومحمد البلتاجي. ايلاف