العربية.نت حاز الفيلم اللبناني "الهجوم"، للمخرج زياد دويري، على النجمة الذهبية (الجائزة الكبرى) لمهرجان مراكش الدولي للفيلم، الذي اختُتمت فعاليات دورته الثانية عشرة، أمس السبت. وحصل فيلما "طابور"، للمخرج الإيراني وحيد فاكيليفار، و"اختطاف" للمخرج الدنماركي توبياس ليندهولم، على جائزة لجنة التحكيم. كما تُوج الفيلم الدنماركي أيضًا بجائزة أحسن ممثل، والتي عادت إلى الفنان سورين مالينك، فيما فازت الممثلة الإستونية، إلينا رينولد، بجائزة أحسن ممثلة في فيلم "جمع الفطر"، للمخرج توماس هوسار. ويروي فيلم "الهجوم"، الحائز على النجمة الذهبية لمهرجان مراكش الدولي للفيلم٬ خلفيات الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، من خلال رؤية فكرية تراهن على تجاوز الخطاب الأخلاقي، والكشف عن البعد المأساوي والإنساني لهذا الصراع. ويحكي الفيلم، الذي يستوحي أحداثه من رواية ياسمينة خضرة٬ وهو من إنتاج فرنسي لبناني قطري مصري وبلجيكي مشترك٬ والقصة لأمين جعفري الجراح الإسرائيلي ذي الأصول الفلسطينية٬ والذي يعيش في تل أبيب مندمجًا في المجتمع الإسرائيلي٬ لديه زوجة محبة ووظيفة، ولكن سرعان ما تنقلب حياته جذريًا، حينما تخبره الشرطة الإسرائيلية بتورط زوجته سهام في هجوم انتحاري بواسطة قنبلة أودت بحياة 17 شخصًا. ويحمل الفيلم نوعًا من الإثارة النفسية، والتحري حول أوضاع جعلت سيدة جميلة ومرحة غير متدينة، تغير رؤيتها للأشياء بعد ما راكمت العديد من مشاهد الجرائم الصادمة والأليمة في حق الشعب الفلسطيني، كان من أبرزها مجزرة جنين الوحشية. ووظف المخرج تقنية التشويق القائمة على عملية الاسترجاع (فلاش باك)، مع تكثيف اللغة السينمائية، واعتماد اللقطات المكبرة لسبر أغوار الشخصيات، وتمزقاتها ومفارقاتها الدرامية الصادمة، بعيدًا عن المباشرة أو الانحياز العاطفي والأخلاقي لأي طرف من أطراف الصراع، محطمًا المقاربات الدوغمائية والبراغماتية، التي سبق أن تناولت الصراع العربي الإسرائيلي. يُذكر أن دويري أخرج العديد من الأفلام القصيرة٬ وعمل مصورًا مساعدًا في عدة أفلام؛ أبرزها الأفلام الثلاثة الأولى، لكونتن تارانتينو، وفاز فيلمه الروائي الأول "بيروت الغريبة"، الذي أنجزه سنة 1998، بجائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي.