تقرير خاص لوكالة أنباء فارس حول تفاصيل الملاحقة الجوية لاعتقال الإرهابي ريغي يحكي انه كيف وجه صقور الجو في إيران نداء لطائرة تشق عباب السماء: طاقم رحلة "ليما يانكي نوفمبر 454 Lyn " أنتم مطاردون وعليكم الهبوط في مطار بندر عباس. طهران (فارس) في الساعات الأخيرة من مساء الليلة الثانية والعشرين من شهر شباط / فبراير عام 2010م كانت هناك أخبار سرية تشير إلى وجود إرهابي دولي يستقل طائرة بوينغ 737 تمر عبر الأجواء الإيرانية برحلة تحمل اسم "ليما يانكي نوفمبر 454 Lyn " وهي مسجلة باسم قرقيزيا وستنطلق من دبي متجهة نحو بيشكك حيث وصلت معلومات لمسؤولي وزارة الاستخبارات الإيرانية بأن أحد ركابها هو الإرهابي عبد المالك ريغي زعيم زمرة جند الله الإرهابية فتقرر أن يتم إجبار هذه الطائرة على الهبوط من قبل مقاتلات الجيش الإيراني ولا علم لأي واحد من طياري هذه المقاتلات بالمهمة التي أوكلت إليهم في بادئ الأمر. وقد أصدر القائد العام لقوات الجيش الجنرال عطاء الله صالحي الأوامر بملاحقة هذه الطائرة بواسطة قاعدة خاتم الأنبياء للدفاع الجوي وتقرر إرغامها على الهبوط في أحد مطارات طهران على الأرجح عند دخولها في المجال الجوي الإيراني وفور صدور هذه الأوامر تولى الجنرال الطيار حسن شاه صافي مهمة قيادة عمليات القوات الجوية وأصدر الأوامر اللازمة فدخلت جميع القواعد الجوية حالة إنذار قصوى وتم ترجيح هبوط الطائرة في أحد أربعة مطارات هي مطار طهران أو مشهد أو كرمان أو بندر عباس ولكن لأسباب خاصة تم اختيار مطار بندر عباس. ونظراً لأهمية هذا الموضوع كانت هناك بعض الأمور الضرورية التي يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار أثناء متابعة طائرة البوينغ، وهي كالتالي: - المدة الزمنية التقريبية لإقلاع الطائرة الهدف من الإمارات العربية المتحدة. - زمان دخولها في أجواء الجمهورية الإسلامية واستقرارها في سماء البلاد. - المسائل التي يجب أخذها بنظر الاعتبار عند تحليق الطائرات مساء في محاذاة المناطق الحدودية. - تعيين مستوى التحليق الآمن عند القيام بالهبوط. - احتمال حضور مقاتلات أجنبية تقلع من الأسطول البحري الأمريكي المستقر في مياه الخليج الفارسي أو من أقرب قاعدة جوية برية إلى مدينة بندر عباس لمساعدة الطائرة الهدف. - تعيين المقدار المطلوب من الوقود الذي تحتاج إليه المقاتلات التي تؤدي المهمة فيما لو استغرقت العمليات وقتاً طويلاً لذا تم تخصيص طائرات إرضاع جوي في منطقة العمليات. - تحديد نوع التحذير الذي يوجه إلى الطائرة الهدف وتحليل ردة فعل الطيار. - تخمين مدى التحمل النفسي لطيار الطائرة الهدف خلال مطاردته وكيفية مواصلة العمل حتى تحقيق النتيجة المطلوبة. - توجيه تحليق الطائرة حسب البرامج المخطط لها. - التحكم بهبوط الطائرة كما هو مخطط له. - الاستعداد لمواجهة الرأي العام العالمي بعد اتمام العملية. - توقع احتمال عدم إذعان قائد الطائرة الهدف للأوامر التي تصدر إليه وتجاهله التحذيرات الموجهة له. إضافة إلى المقاتلات التي تتولى مهمة مطاردة الطائرة الهدف والتي يبلغ عددها 4 فقد تم إيفاد طائرتي أف 14 للتغطية الجوية في المنطقة بغية مواجهة بعض الأحداث غير المتوقعة وقد أصدرت الأوامر في مختلف مطارات البلاد العسكرية للدخول في حالة إنذار قصوى واستدعي أكثر الطيارين مهارة لمواجهة أي تدخل خارجي محتمل. وعند اقتراب انطلاق طائرة البوينغ من دبي أجرى قائد القوة الجوية اتصالاً هاتفياً سرياً لا يمكن التنصت عليه مع قائد المقر التاسع وأخبره بوجود طائرة ستنطلق من مطار دبي نحو مدينة بيشكك القرقيزية حيث ستمخر أجواء الجمهورية الإسلامية وأمره بمتابعتها وإرغامها على الهبوط في مطار بندر عباس. في الساعة الواحدة وأربع وثلاثين دقيقة بعد منتصف الليل انطلقت طائرة البوينغ من مطار دبي وكما هو متعارف دولياً فإن كل طائرة تدخل أجواء بلد آخر عليها تعريف نفسها قبل عشر دقائق من دخولها ليتم الاتصال بها عن طريق شفرة خاصة. جنگنده فانتوم اف 4 نيروي هوايي ارتش وبعد دخول الطائرة الهدف في أجواء مدينة بندر عباس اقتربت منها طائرة الفانتوم الإيرانية وبقي الطيار ينتظر الأوامر بالاتصال بطيار البوينغ لإجباره على الهبوط ولم يكن هناك وقت أكثر من عشر دقائق وبالفعل صدرت الأوامر بعد التأكد من هوية الطائرة وطلب طيار المقاتلة الإيرانية من طيار طائرة البوينغ أن يهبط لكنه تجاهل الأوامر وتكرر الأمر مرتين وبعد ذلك خاطب الطيار بنداء جاء فيه" "ليما يانكي نوفمبر 454 Lyn " لا يمكنكم مواصلة التحليق ويجب عليكم الهبوط في مطار بندر عباس الدولي. ولكن رغم ذلك أصر الطيار القرقيزي على مواصلة تحليقه لكن الطيار الإيراني هذه المرة وجه نداء أشد لهجة من النداء السابق، ومع ذلك لم يستجب الطيار فوجه له نداء بأنه مطارد من قبل مقاتلات حربية إيرانية ولا بد له من الهبوط في مطار بندر عباس، إلا أن الطيار واصل التحليق أيضاً. لذلك اتجهت إحدى المقاتلات الأربعة الأخرى نحو الطائرة الهدف ووجهت لها تحذيراً شديد اللهجة باسم القوة الجوية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأخبرتها بضرورة إطاعة الأوامر حسب القوانين الدولية في حين أن الطائرة الهدف كانت تقترب من الخروج من أجواء بندر عباس. وبعد تجاهل طيار البوينغ كل النداءات التي وجهت له اقتربت المقاتلتان من طائرته وحلقتا بمحاذاتها في مسافة قليلة جداً وأنارتا مصابيح الإنذار للفت نظر الطيار القرقيزي إلى أنهما على مقربة منه ولكن رغم ذلك لم يستجب الطيار القرقيزي للأوامر ما اضطر إحدى المقاتلتين لأن تطلق نار رشاشتها مدة ثلاث ثواني متوالية لاخباره بأن الأمر جاد والعجيب أن إطلاق النار أيضاً لم يجد نفعاً فقامت إحدى الطائرتين بحركات متعرجة وتحذيرية في محاذاة الطائرة الهدف لأن المهمة كانت إلزامية ولا بد من إرغامها على الهبوط فوجه الطيار تحذيراً جاء فيه" "ليما يانكي نوفمبر 454 Lyn " هذا هو الإنذار الأخير... ومرة أخرى بدأ بإطلاق النار في الهواء أمام الطائرة الهدف فأدرك الطيار أن لا حيلة له سوى الاستجابة لأن الأمر ليس مزحة فاستدار إلى اليسار تنفيذاً لأوامر الطيار الإيراني فخاطبه قائلاً: نحن نستدير نحو اليسار عائدين. طرح گرافيكي عمليات ره گيري وبالفعل نجحت العملية وفي الساعة الثانية وخمس وأربعين دقيقة بعد منتصف الليل استقرت الطائرة الهدف في مطار بندر عباس فأعلن عن انتهاء هذه العمليات الماهرة وأصدرت الأوامر لجميع الطائرات بالرجوع إلى أوكارها. /2336/ 2811/ وكالة انباء فارس