هل عادت برامج اكتشاف المواهب إلى الواجهة مجدَّدًا من أجل العائد المادي الذي تحقِّقه للمحطَّات، أم من أجل اكتشاف المواهب بشكل حقيقي؟ سؤال تباينت ردود الفعل حوله ورصدتها "إيلاف" في التقرير التالي. القاهرة: إستفتت "إيلاف" حول سبب عودة برامج إكتشاف المواهب إلى الواجهة مجددًا، حيث رأت نسبة 47.67% أنّ الهدف هو إلهاء الشباب عن السياسة، ونسبة 22.52% بسبب إحتدام المنافسة بين المحطات، فيما وجدت نسبة 22.26% أن الجمهور مكتئب وبحاجة لما يرفه عنه، بينما رأت نسبة 7.55% أنّ السوق الموسيقي بحاجة لأن ينتعش بوجوه جديدة. إلى ذلك، بدأت القنوات المصرية في التنافس على النسخ العالمية من برامج اكتشاف المواهب، حيث تذيع قناة "الحياة" برنامج "صوت الحياة" الذي يشارك في عضوية لجنة تحكيمه كلا من سميرة سعيد وحلمي بكر وهاني شاكر، بينما تحضر قناة mbc لإطلاق نسخة مصرية من برنامج "أراب أيدول"، وكذلك تفعل قناة cbc لإطلاق نسخة جديدة من برنامج "أكس فاكتر". حلمي بكر وفي السياق، شدد الموسيقار حلمي بكر على أهمية برامج اكتشاف المواهب في خلق مواهب جديدة على الساحة الفنية في ظل تخلي شركات الإنتاج الموسيقي عن دورها في البحث عن وجوه جديدة والاكتفاء بما هو موجود، مشيرًا إلى أن بعض هذه البرامج يكون هدفها مادي فقط. ولم ينكر بكر أن بعض هذه البرامج هدفها العائد فحسب، وهو ما يظهر من خلال تعامل أعضاء لجنة التحكيم، إضافة إلى عدم رعاية المواهب بعد انتهاء فترة البرنامج الأمر الذي جعل كثيرون منهم يضل طريقه، مؤكدًا أن برنامج "صوت الحياة" الذي يشارك فيه لن يقع في هذا الفخ. وجدي الحكيم من جهته، قال الإعلامي وجدي الحكيم أن برامج اكتشاف المواهب عمرها الزمني قصير، وتقدم مواهب ليست مكتملة لكون الهدف النهائي منها هو تحقيق عائد مادي للمنتج وتحقيق شهرة وتعويض غياب لبعض الفنانين، مشيرًا إلى أن كافة الخريجين من برامج المواهب يكون عمرهم الزمني على الساحة قصيرًا، مستشهدًا بنجوم برنامج "ستار أكاديمي" الذين يختفون من الساحة بعد وقت قصير على الرغم من الهالة الاعلامية التي تحيط بهم وقت التصويت. وأضاف الحكيم أن التعامل المادي بات يحكم مختلف التعاملات فيما يتعلق بالغناء والمواهب الجديدة، مؤكدًا على أهمية أن يبحث الشباب عن طرق اخرى لاكتشاف مواهبهم. هاني مهنا ويتوافق مع جزء من رأيه الموسيقار هاني مهنا الذي يرى أن ظهور المطربين في برامج اكتشاف المواهب يمنحهم فرصة لتعويض غيابهم ومزيد من الشهرة، لافتًا إلى أنه يحقق لهم عائدًا ماديًا أيضًا وهو نفس ما يتكرر مع المنتج الذي تدر عليه هذه البرامج أموالاً كثيرة من الإعلانات والرسائل النصية القصيرة. وأكد مهنا أن بعض الفنانين نجحوا في التعامل بحذر مع هذه البرامج من خلال مشاركتهم كضيوف شرف فيها، والبعض الآخر نجح في تقديمه نفسه بها كعضو لجنة تحكيم، بينما فشل البعض الآخر في ذلك مشددًا على أن بعض البرامج انتقصت من مكانة أعضائهم وخصمتهم من رصيدهم الفني. محمد فودة وقال الإعلامي محمد فوده المستشار الإعلامي لمجموعة قنوات cbc أن التنوع والاختلاف في المحتوى الإعلامي أمر مطلوب بالنسبة للمحطات الفضائية الأمر الذي يجعلها جميعها تفكر في تقديم هذه النوعية من البرامج، مرجعًا اختفائها طوال الفترة الماضية إلى الانشغال بالأوضاع السياسية، نافيًا أن تكون عودتها مرتبطة بالرغبة في إشغال الشباب عن السياسة. وأضاف فوده أن برامج اكتشاف المواهب نجحت في جذب المشاهدين منذ سنوات طويلة وتحقق نجاحات كبيرة وتساهم في خلق مواهب جديدة وتمنحهم فرصة التواجد على الساحة الفنية، لافتًا إلى أن هذه البرامج مفيدة للغاية ولها أهداف متعددة ولا يكون همها هو الربح فقط كما يعتقد البعض. ولم ينكر فوده أن هذه البرامج تحقق عائدًا ماديًا لكنه ليس الاقوى مقارنة ببرامج اخرى، مشيرًا إلى أن هناك تحضيرات متعددة تصاحب التحضير لمثل هذه البرامج تستغرق وقتًا طويلاً، إضافة إلى البحث عن الاختلاف بشكل دائم حتى يتميز البرنامج بلون وشكل مختلف ويكون له جمهوره ومتابعيه.