قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على أهمية بقاء بريطانيا صوتا قويا داخل الاتحاد الأوروبي ويمكنهما ان يكونا منارة للعالم من خلال "العزيمة والتوحد". وفي خطاب تاريخي أمام البرلمان البريطاني بمجلسيه العموم واللوردات أكدت المستشارة الألمانية أن المانياوبريطانيا تتشاركان في نفس الهدف وهو "قوة وتنافسية" في الاتحاد الأوروبي. وكانت آخر مرة يوجه فيه مستشار ألماني كلمة للبرلمان البريطاني بمجلسيه في وستمنستر في آذار (مارس) 1970، عندما التقى فيلي برانت بهارولد ويلسون وقدم شرحا مطولا باللغة الإنكليزية. وجاءت زيارة المستشارة الألمانية لبريطانيا متزامنة مع الذكرى أل 100 عاما على اندلاع الحرب العالمية الأولى و25 عاما على سقوط جدار برلين. وفضلا عن مع محادثاتها مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، فميركل التقت الملكة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا في قصر باكينغهام. إصلاحات الاتحاد الاوروبي وكانت الحكومة البريطانية أعلنت انها تعتزم استغلال الزيارة المرتقبة للمستشارة الألمانية في كسب الدعم الألماني لبريطانيا في مطالبها بإجراء إصلاحات بالاتحاد الأوروبي. لكن ميركل لم تقطع على نفسها في خطابها وعودا تتعلق بالاصلاح اذ اشارت إلى أن ذلك يجب أن يتم "خطوة بخطوة". وقالت في بداية خطابها الذي استهلته باللغة الانكليزية قبل أن تستكمله بالالمانية "يعتقد البعض أنني هنا لأمهد الطريق لاصلاحات جذرية بالاتحاد الاوروبي وهو ما قد يرضي الطموح البريطاني لكن خطابي قد يحمل كثيرا من الاحباط لهؤلاء". وأضافت "وعلى العكس قد يتوقع البعض أنني هنا لتأكيد أن الاتحاد الأوروبي ليس على استعداد لدعم بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي لكن ذلك ليس صحيحا أيضا". وأشارت ميركل إلى أن مهمة الاتحاد الاوروبي الرئيسية تتمثل في حفظ استقرار المنطقة وسلامها مشددة على أنه يتعين على أوروبا أن تتكاتف لمواجهة "الارهاب واللا انسانية". نجاح غير مسبوق واشادت المستشارة الألمانية ب "النجاح غير المسبوق" للحرية وسياسة الاسواق الحرة بالاتحاد مشددة على ضرورة تحسين القدرة التنافسية للاقتصاد الأوروبي بالكامل وادخال تعديلات على تركيبته السياسية. وقالت ميركل إنها تريد مزيدًا من التنسيق في مجال السياسات الاقتصادية بين دول الاتحاد الأوروبي. ولم تستبعد ميركل تماما إجراء تغييرات في معاهدة لشبونة التي تزعج الكثير من البريطانيين المشككين في جدوى عضوية للاتحاد الأوروبي – لكنها لم تسلط الضوء على الحاجة إلى تغيير على نطاق واسع. وأنهت ميركل خطابها بالعودة للانكليزية وقالت إن الاتحاد الأوروبي يتحمل مسؤولية نشر قيم يتبناها العالم. وتفيد تقارير بأن تحدث المستشارة بعد ما يقرب من نصف قرن باللغة الألمانية، يشير إلى الثقة المتزايدة في ثقل بلدها. تصريحات هيغ وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قال في مقابلة مع محطة (بي بي سي) إن ألمانيا تعد بسبب قوتها الاقتصادية ودورها المهم في الاتحاد الأوروبي "أهم شريك" لفرض الإصلاحات. وأضاف هيغ أنه يرى أن ميركل تعرف وتفهم خطط رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الرامية إلى إتاحة المزيد من المرونة والمنافسة داخل الاتحاد الأوروبي. وأكد هيغ على أنه سيجري الحديث كذلك خلال الزيارة حول الموضوع المثير للجدل الخاص بحرية تنقل العاملين داخل دول الاتحاد الأوروبي. فرصة تاريخية ومن جانبها، رأت صحيفة (ديلي تليغراف) البريطانية أن زيارة المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" لبريطانيا تاريخية وفرصة لشرح "ديفيد كاميرون"، ولفتت الصحيفة إلى أن تلك الزيارة تأتي في عام مهم للغاية مليء بالمناسبات الهامة، وقالت الصحيفة إن هذه الزيارة تعد شرف ومؤشر على مدى أهمية ألمانيا في الاتحاد الأوروبي الحديثة، الذي أصبح اقتصادها الآن الأكثر نجاحا في منطقة اليورو. وتابعت الصحيفة قائلة: أن ألمانيا الحليف الرئيسي لبريطانيا في محاولة إصلاح الاتحاد الأوروبي، وبالتأكيد، الرأي العام الألماني يؤيد التغيير. ووجد استطلاع "يوغوف" الأخير أن الأغلبية في كل من بريطانياوألمانيا تود أن ترى الرقابة الوطنية أكبر على وصول المهاجرين؛ الشرطة والعدالة الجنائية، وتنظيم العمالة. وختمت الصحيفة قائلة: في حين شروط إعادة التفاوض لا تزال لغزا، إلا أن التوقعات تثار واحتمالات سوء الفهم قائمة بين البلدين في تلك الزيارة. فألمانيا، وحزب المحافظين، والأهم من ذلك، الناخبين البريطانيين، بحاجة إلى معرفة رؤية كاميرون للإصلاح، عاجلا وليس آجلا. ايلاف