خورشيد حرفوش (أبوظبي) - لا يمكن لأحد أن ينكر أن لا سعادة توازي تلك التي يشعر بها الوالدان عند ولادة طفل لهما، ذلك الطفل الذي لطالما كانا يحلمان به ويتوقان لرؤيته، وقد رسموا في مخيلتهم أجمل وأذكى وأقوى طفل يقوم بتحقيق كل تلك الرغبات التي يحملانها له. لكن سرعان ما تهتز هذه الصورة عندما يلاحظان تلك التصرفات الغريبة التي يقوم بها، وبدلاً من التكلم يصدر أصواتاً غير مفهومة، أو يبقى صامتاً معظم الأحيان، ولا يبدي اهتماماً بألعابه الكثيرة المتنوعة، أو أنه لا يعرف كيفية اللعب بها، ويصيبهم الذهول وخيبة الأمل عندما يخبرهم الطبيب المختص بأن الطفل مصاب بالتوحد، وتنتابهم الصدمة والارتباك والحيرة التي تصل أحياناً إلى النكران وعدم التصديق! ورغم أن هذه الحالة قد تستغرق وقتاً يختلف باختلاف طبيعة الوالدين وخبراتهما وثقافتهما الشخصية، إلا أنهما في النهاية يصلان إلى مرحلة تقبل الحقيقة، وأن عليهما البحث عن حلول وطرق تمكنهما من مساعدة صغيرهما. إلا أن الأمر لا يخلو من مشاكل ومطبات وصعاب وأخطاء، مع ضرورة مع الإفراط في التدليل. البيئة تشير شريفة يتيم الخبيرة النفسية المتخصصة في تأهيل وتعليم أطفال التوحد، إلى أن كثيراً من الباحثين انتبهوا إلى وجود نوع من الخلل في وظيفة الأسرة، وخبراتها الأولى، والعوامل المرتبطة بالتنشئة النفسية، وعلاقة ذلك كله بإصابة الطفل بالاضطراب التوحدي، حيث يسبب وجود طفل توحدي في المنزل تغيراً في حياة الأسرة على عدة مستويات، بين الوالدين والإخوة والأخوات كأفراد يعيشون معه، وكيف يتفاعلون معه، كما تتأثر أيضاً أنماط العلاقات الأسرية والتفاعل الأسري كوحدة واحدة، فضلاً عن تأثرها بما يحيط بها من بيئة اجتماعية. وتؤكد «شريفة يتيم» الخبيرة النفسية المتخصصة في تأهيل وتعليم أطفال التوحد، أهمية الأسرة وأثرها العميق في ارتقاء شخصية الطفل التوحدي، وأهمية استيعابهم له، وتقبله، ودور كل فرد من أفراد الأسرة في عملية تطوير النمو النفسي والاجتماعي والعقلي للطفل وخاصة في سنواته الأولى، وتطبيعه وتنشئته على الخصائص الاجتماعية السائدة في الأسرة، وفي تكوين شخصيته، وأسلوب حياته وتوافقه النفسي والاجتماعي، كما تؤثر على نمو قدراته، وتقديره لذاته وللآخرين، ويرتبط إحساس الوالدين بالرضا أو السعادة ارتباطاً وثيقاً بإحساسهما بأن طفلهما من الممكن أي يعيش بصورة طبيعية، ومن الممكن أن يندمج مع المجتمع ويتفاعل معهم، وأن طفلهما لديه قدرات يمكن تنميتها واستغلالها، كما أن لديه الحق في الرعاية والتأهيل كأي طفل في المجتمع. ... المزيد الاتحاد الاماراتية