(يو بي أي) - يشارك مئات اليهود المتزمتين دينيا (الحريديم) في مظاهرة مساء اليوم الأحد ضد الحكومة الإسرائيلية احتجاجا على نيتها سن قانون يفرض عليهم الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي. ويتجمع المتظاهرون في مركز القدس الغربية، ووفقا لوسائل إعلام إسرائيلية فإنه ستتم قراءة صلوات خلال المظاهرة ولن يتم إلقاء خطابات، فيما يشارك معظم القادة الروحيين للحريديم. وشلت المظاهرة الحركة في مركز القدس الغربية والشوارع القريبة منها، فيما نشرت الشرطة 3 آلاف من عناصرها من أجل الحفاظ على النظام في المدينة. واشتد غضب الجمهور الحريدي ضد القانون المتوقع في أعقاب نية الحكومة تضمينه بندا يقضي بسجن من يتهرب من أداء الخدمة العسكرية. وقال أحد منظمي المظاهرة، الصحافي بيني رابينوفيتش، لوسائل إعلام إن "الذنب كله يقع على (رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو، وسيتذكر الجميع قراره البائس والقاسي بتحويل دارسي التوراة إلى مجرمين" مشددا على أنه لن يدخل السجن أي حريدي وأنه "عندما تعلن عن دراسة التوراة أنها عمل إجرامي فإن الجمهور (الحريدي) يقول: 'كفى'". وسن قانون يلزم الحريديم بالتجند للجيش هو أحد بنود الاتفاق الائتلافي بين حزب الليكود الحاكم وبين حزبي "يوجد مستقبل" بقيادة وزير المالية، يائير لبيد، و"البيت اليهودي" بقيادة وزير الاقتصاد، نفتالي بينيت. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن بينيت منع أعضاء كنيست من حزب "البيت اليهودي" من المشاركة في المظاهرة، ما يعني أن هناك خلافا حول تجنيد الحريديم داخل هذا الحزب الذي يمثل تيار الصهيونية - الدينية وقسم كبير من مؤيديه هم مستوطنون. وهددت القيادة الروحية لطائفة "بلعز" الحريدية المتشددة بهجرة جماعية من إسرائيل لأتباع الطائفة التي يزيد عدد أتباعها عن 20 ألفا. وقال رئيس الكنيست، يولي إدلشطاين، إنه يتخوف من أن يؤدي القانون الجديد المتوقع إلى حدوث شرخ بين اليهود في إسرائيل وأن "الوضع الآن هو أنه يوجد توتر بالغ بين قطاعات المجتمع وأنا خائف على وحدانية الشعب". ويقول مؤيدو القانون إنه يهدف إلى تحقيق المساواة بين السكان في إسرائيل وتحمل العبء الأمني، بسبب امتناع الحريديم حاليا عن الخدمة في الجيش، وأن الخدمة العسكرية للحريديم تمهد لدخولهم إلى سوق العمل حيث الكثير منهم لا يعملون، كما أن المجتمع الحريدي يشكل إحدى الشرائح الفقيرة في إسرائيل. وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد ألغت في العام 2012 قانونا يعرف باسم "قانون طال" الذي منح الحريديم امتيازات وإعفاءات في الخدمة العسكرية، مقابل دراستهم في المعاهد الدينية (ييشيفوت) التي تحصل على ميزانيات من الدولة كما يحصل طلابها على مخصصات مالية شهرية من خزينة الدولة. لكن من الجهة الأخرى فإن هناك المئات من الحريديم الذين يتجندون سنويا للجيش الإسرائيلي، وذكر تقرير نشره "المعهد الإسرائيلي للديمقراطية" أنه 2400 حريدي يتجند للجيش في كل عام. ويشار إلى أن هناك عدة تيارات داخل الجمهور الحريدي التي ترفض التجند للجيش من حيث المبدأ، كونها جماعات مناهضة للصهيونية وحتى أن بعضهم يعارض قيام إسرائيل، كما أن قسما صغيرا بينهم يعرف نفسه على أنه فلسطيني وليس إسرائيليا. جريدة الراية القطرية