وجدت روسيا نفسها محاصرة دبلوماسيًا من القوى الغربية الكبرى، وسط تحذير بمقاطعة قمة محموعة الثماني، وعقد حلف الأطلسي اجتماعًا طارئًا عقب اجتماع طارئ مماثل لمجلس الأمن الدولي. نصر المجالي: بينما أنذرت الدول الغربية الكبرى، موسكو، من احتمال تعليق مشاركتها في قمة مجموعة الثماني، التي ستعقد في منتجع سوتشي الروسي، حذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري روسيا، الأحد، من "تبعات خطيرة" لإرسال قواتها إلى منطقة القرم في أوكرانيا. وفي تصريحات لقناتي تلفزيون "سي.بي.إس" و"أن.بي.سي"، حذر وزير الخارجية الأميركي روسيا من أنها قد تخسر بهذا السبب انعقاد قمة مجموعة الثماني في سوتشي، بل وعضويتها في هذه المجموعة. كما قال كيري إن "أرصدة الشركات الروسية قد تجمد، وقد تنسحب الشركات الأميركية، وقد يتعرّض الروبل إلى مزيد من الانخفاض، إذا استمر ذلك"، على حد قوله. وأدان وزير الخارجية الأميركي ما وصفه بأنه "العمل العدواني لروسيا في أوكرانيا"، مضيفًا أن "روسيا ليس من حقها القيام به". وقال إن "دول مجموعة الثماني ودولًا أخرى مستعدة إلى أقصى مدى لعزل روسيا"، محذرًا من "تبعات خطيرة جدًا من الولاياتالمتحدة والغرب، تشمل عقوبات "ستعزل روسيا اقتصاديًا". وأكد كيري مع ذلك أن "روسيا ما زالت لديها مجموعة سليمة من الخيارات، يمكن أن تستخدمها لنزع فتيل الأزمة". حلف الأطلسي وعقد حلف شمال الأطلسي (ناتو) اجتماعًا طارئًا، الأحد، لبحث الأزمة المستفحلة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، بعدما قررت روسيا إرسال قوات إلى هناك. جاء هذا بعدما دعا وزير الخارجية الأوكراني الحلف إلى بحث كل الإمكانيات لحماية وحدة أراضي بلاده. يأتي اجتماع الحلف عقب جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، دعت خلالها الولاياتالمتحدة إلى إرسال مراقبين دوليين إلى أوكرانيا. يأتي اجتماع الناتو عقب إقرار روسيا استخدام القوة العسكرية في أوكرانيا. وفي محادثة هاتفية، استغرقت 90 دقيقة، حضّ أوباما الرئيس الروسي على سحب قواته إلى قواعدها في شبه جزيرة القرم. وعقد مجلس الأمن جلسته لبحث تصويت البرلمان الروسي أمس لمصلحة تخويل الجيش استخدام القوة العسكرية في أوكرانيا. وتشهد العلاقات الروسية الأوكرانية توترًا متزايدًا منذ إطاحة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، الموجود حاليًا في روسيا. توتر القرم يظهر هذا التوتر بشكل جلي في شبه جزيرة القرم، التي تقطنها غالبية من المتحدرين من أصول روسية. وتستضيف مدينة سيفاستوبول في منطقة القرم قاعدة عسكرية روسية، هي مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود. ومع إقرار البرلمان الروسي استخدام القوة العسكرية، أعلنت أوكرانيا وضع قوات الجيش في حالة تأهب قصوى، واستدعت قوات الاحتياط، كما اتخذت إجراءات لتعزيز الأمن في المدن الكبرى. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما، أبلغ نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، أن روسيا تنتهك القانون الدولي، من خلال إرسال قوات إلى الأراضي الأوكرانية. وبحسب البيت الأبيض، شدد أوباما على أن الوسيلة المناسبة لعلاج أي بواعث قلق بشكل سلمي تكون "من خلال التعامل المباشر" مع الحكومة الأوكرانية وهيئات الوساطة الدولية. انتهاك القانون الدولي وجاء في بيان للبيت الأبيض أن أوباما "أعرب عن قلقه البالغ من انتهاك روسيا الواضح لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها". وأضاف البيان أن اوباما أبلغ بوتين أن تحركات روسيا تعد بمثابة "انتهاك للقانون الدولي، بما في ذلك التزامات روسيا في ظل ميثاق الأممالمتحدة، واتفاقاتها مع أوكرانيا في عام 1997 بشأن التمركز العسكري". في المقابل، اعتبر بوتين أن موسكو تحتفظ بالحق في حماية مصالحها وأولئك الأشخاص المتحدثين بالروسية في أوكرانيا. وجاء في بيان للكرملين أن بوتين "شدد على وجود تهديدات حقيقية لحياة وصحة المواطنين الروس في الأراضي الأوكرانية". وفي سياق متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى "إعادة فورية للهدوء والحوار المباشر". قمة الثماني وتتنادى الدول الغربية للرد على التطورات في منطقة القرم الأوكرانية، حيث أعلن بوتين أن لديه سلطة إرسال قوات روسية في أكبر مواجهة بين موسكو والغرب منذ الحرب الباردة. واستدعت كندا سفيرها لدى موسكو للتشاور، وأعلنت تعليق المشاركة في الاجتماعات التحضيرية لقمة مجموعة دول الثماني الكبرى، المقرر عقدها في منتجع سوتشي الروسي في يونيو/ حزيران. كما دعت فرنسا إلى تجميد الاستعدادات الجارية للمؤتمر. وفي وقت سابق، أعلنت الولاياتالمتحدة تعليق مشاركتها في الاجتماعات التحضيرية. من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إن بريطانيا ستعلق مشاركتها في الاجتماعات التحضيرية لقمة مجموعة الثماني في سوتشي، بعدما انتهكت روسيا سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها. أضاف هيغ للصحافيين، قبل أن يستقلّ طائرة متوجهًا إلى كييف للقاء الحكومة المؤيدة للغرب والتي تولت السلطة بعد فرار فيكتور يانكوفيتش حليف روسيا في الأسبوع الماضي: "ستنضم المملكة المتحدة إلى دول أخرى في مجموعة الثماني في تعليق تعاوننا في إطار مجموعة الثماني التي ترأسها روسيا هذا العام بما في ذلك.. الاجتماعات هذا الأسبوع استعدادًا لقمة مجموعة الثماني". وقال هيغ إن روسيا يجب أن "تفكر بجد" في الرد الدبلوماسي والسلمي الموحد للمجتمع الدولي على أفعالها، وعبّر عن أمله في إمكانية إجراء اتصالات مباشرة بين أوكرانياوروسيا. وختم وزير الخارجية البريطاني قائلًا: "ندعو الطرفين إلى ضمان إمكانية خفض التوترات وتفادي الصراع". ايلاف