الدوحة - الراية: أكد السيد علي بن خالد الهاجري رئيس إدارة المشاريع بعيد الخيرية أن المؤسسة رغم اجتهادها في توزيع المساعدات لللاجئين والنازحين السوريين، إلا أن الكارثة تبتلع أية مساعدات ولا تكفي لسد حاجة الناس.. مشيرا إلى أن ملايين السوريين يعتمدون على هذه المساعدات فقط. وقال إن عيد الخيرية زارت مخيم النور الذي أنشئ منذ ثلاثة أسابيع حيث نزح أكثر من 30 ألفا من حلب التي قصفت في شهر واحد ب 900 برميل متفجر؛ ما أسفر عن مقتل ألف شخص وجرح آلاف وتشريد الكثيرين. وأشاد الهاجري بالجمعيات السورية العاملة على الأرض، حيث تم إعداد القوائم؛ مما جعلنا نرتب الأولويات قبل التوزيع، ولم يحدث تكدس، بل كان هناك تعاون من الشعب السوري في هذه الأزمة العصيبة، وقد وزعنا في المخيم 15 ألف سلة غذائية. وقد اجتمع وفد مؤسسة عيد الخيرية مع 8 منظمات إغاثية عاملة بالداخل السوري في محافظات حماة وريف إدلب والرقة ودير الزور وحلب بجميع أريافها الشمالي والشرقي والغربي والجنوب وحلب المدينة التي تعتبر من أكبر المدن السورية، حيث يقدر عدد سكان تلك المناطق بستة ملايين نسمة نزح أغلبهم في قرى وخيام نائية هروبا من القصف والدمار الذي أتى على الأخضر واليابس، وقتل وشرد مئات الآلاف وقضى على الحياة في تلك المدن. ويهدف الاجتماع إلى التعرف على الوضع الراهن في جميع المدن والمحافظات، وبحث الحاجات الضرورية للنازحين السوريين. وأوضحت المنظمات الإغاثية أن بعض المدن تتعرض لحصار شديد مطبق منذ فترة طويلة، ومنها دير الزور حيث يوجد بها قرابة 1200 أسرة يعانون أشد المعاناة، ولذا قامت عيد الخيرية بإقامة المطابخ الغذائية لتوفير الغذاء الجاهز بواقع 1500 وجبة يوميا في دير الزور وحدها. كذلك تعاني مناطق بوكمال والميادين والعشيرة والرقة بشكل كبير من النقص في المواد الغذائية والبطاطين والفرش والرعاية الصحية. وأكدت المنظمات الإغاثية على المعاناة الشديدة في وسائل النقل وارتفاع التكلفة إن وجد نظرا لندرة المازوت، وبعد المناطق عن بعضها، وانقطاع الطرق، وعدم وجود شبكات اتصال تسهل التواصل والتعرف على حاجيات النازحين في تلك المناطق. ووزعت قافلة عيد الخيرية الإغاثية 28 ألف سلة غذائية تحتوي على الأصناف الغذائية الأساسية و19 ألف بطانية على النازحين السوريين، في عدد من المدن والمحافظات السورية، ضمن حملة القلوب الدافئة 3، حيث قام وفد المؤسسة بمسح ميداني وزيارة الأسر للتعرف على أحوالها وحجم المعاناة ومدى حاجة كل منها، ووزعت سلال غذائية على الأسر على الحدود التركية السورية في قرية البلانة. وقام الوفد بزيارة المدرسة التي توجد بالقرية والتي تتكون من ثلاث كرافانات صغيرة ويتعلم بها حوالي 150 طالبا، وتم توزيع الأدوات المدرسية والقرطاسية على الطلاب، إضافة إلى الأحذية حيث يعاني أغلب الطلاب من عدم توفرها، نظرا للأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون في قرية البلانة. كما تلمس وفد عيد الخيرية حاجات السوريين الذين يعيشون في القرية منذ سنة تقريبا كانت بعضها سكنا للبهائم والحيوانات، وبعضهم يعيشون في الخيام القديمة، وأفضلهم حالا من يعيشون في كرفانات قديمة وبسيطة، وتفقد الوفد ذوي الإعاقة بالقرية ووزعوا كراسي للمعاقين. كما قام الوفد بتوزيع الإغاثات على 15.000 شخص من النازحين السوريين بمخيم النور في منطقة شمّارين داخل الأراضي السورية وهي على الحدود مع الأراضي التركية، حيث نزحوا من مناطقهم وقراهم إثر تعرضها لقصف قرابة 900 من البراميل المتفجرة، فتركوا بيوتهم وخيامهم وخرجوا في العراء بدلا من موتهم تحت الأنقاض والنيران. ويعيش سكان شمارين في أوضاع معيشية صعبة فهم في منطقة نائية طينية لا يملكون إلا الفرش البسيطة التي ساعدهم بها بعض أهل الخير، ونصبوا خيامهم البسيطة في تلك المنطقة التي تتحول إلى أوحال وطين فور تعرضها للأمطار ويصعب التحرك والتنقل فيها. كما تم توزيع 36 شاحنة محملة بالسلال الغذائية والبطاطين على آلاف النازحين في ريف إدلب وريف حماة والرقة والساحل، وهم بحاجة ماسة إلى مزيد من الغذاء والفرش والبطانيات والرعاية الصحية. وتم دراسة كيفية مساعدة النازحين والتعرف على الوضع الراهن لها، حيث تم تنفيذ بعض المشاريع التنموية البسيطة التي تتعايش بها الأسر وتستطيع من خلال ريعها توفير متطلباتها الأساسية، ومن تلك المشاريع البسيطة البقرة الحلوب والدكان الصغير وغيرها من المشاريع. جريدة الراية القطرية