زارت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مخيم الزعتري للاجئين السوريين، ومخيم الهلال الأحمر الإماراتي في الأردن، بهدف التوصل إلى أفضل السبل لتخفيف المعاناة ووقع الكارثة عن كبر عدد من اللاجئين. وقالت سموها بعد لقائها الطلاب والأمهات والمعلمين في مدرسة في مخيم الزعتري «لا أعتقد أن المهم ما سنقوله للاجئين، لكن المهم ما سيقوله اللاجئون لنا، فهم الوحيدون الذين يعون أبعاد الأزمة، لأن تجربتهم المريرة تتعدى العناوين الصحافية الرنانة والأرقام الصادمة التي تطالعنا بها المنظمات والمؤسسات المعنية بين فترة وأخرى، إلى المعايشة اليومية لوقع كابوس اللجوء». وأشارت إلى أن المشكلة الكبرى تكمن في أن هؤلاء الأطفال اللاجئين لن ينجحوا في تحصيلهم العلمي في ظل ظروف الجوع والمرض والطقس البارد، وصدمة الحرب التي يعيشونها. وأضافت «تبرز الحاجة ملحة إلى تحسين أوضاعهم المعيشية للارتقاء بالعملية التعليمية لهم. وأود أن ألفت هنا إلى أنني تأثرت بشجاعة مجموعة من النساء قابلتهن في المخيم، أكدن أنهن ضحين بكل شيء لأنهن يردن أن يحكم على أطفالهن ليس بظروف لجوئهم ولكن بإنجازاتهم في الحياة». دعم مستمر قالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي «يحتاج اللاجئون السوريون إلى كل أشكال الدعم والمؤازرة، وبعد زيارتي لمخيمات اللاجئين، أود التعبير عن فخري واعتزازي بما تقدمه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي من عمل عظيم ومشرّف تحت مظلة حملة (قلوبنا مع أهل الشام)، لرعاية وخدمة العائلات المحتاجة، وأتمنى أن تسهم الجهود المبذولة في توفير ملاجئ أخرى لأكثر العائلات حاجة، وهذا ما يسعى إليه فريق الهلال الأحمر في الأردن، وبفضل دعم وتوجيهات قيادتنا الحكيمة، سنبقى إلى جانب الشعب السوري في أزمته». كما التقت سمو الشيخة جواهر القاسمي عدداً من النساء والأطفال في مخيم الزعتري، حيث استمعت منهم إلى هموم اللجوء والتحديات التي يواجهونها، وأبرز ملامح الحياة الصعبة التي يحيونها في ظل ظروف اللجوء، إذ تركزت الاحتياجات في توفير سكن أفضل يواكب المعايير الإنسانية الأساسية وتعزيز الصحة العامة، وتقديم الرعاية الصحية المناسبة لهم. واحتل الشأن التعليمي الاهتمام الرئيس لسموها خلال الزيارة، حيث أرادت الوقوف على حجم الاحتياج الحقيقي للمدارس والمعلمين والكتب. وقامت سموها بجولة في مدرسة للاجئين واستمعت إلى آمال واحتياجات الطلاب. وقد ألهمت تلك الزيارة قيام وفد من الشرطة النسائية الإماراتية برئاسة الرائد أمينة البلوشي، برفقة وفد الهلال الأحمر، بزيارة مخيمات اللاجئين في الأردن، للاطلاع على سير العمل من أجل المساهمة في تحسين واقع الخدمات الطبية هناك. وأضافت سموها «لقد أكد موظفو الهلال الأحمر حرصهم الدائم على مواصلة جهودهم الرامية للتخفيف قدر المستطاع من معاناة اللاجئين، وتفعيل أوجه التعاون مع المنظمات الدولية، وتحديداً مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في سبيل توفير ملاجئ للعائلات، ومرافق تعليمية للأطفال خارج مخيم الهلال الأحمر. ويحدوني اعتقاد راسخ بقدرة الهلال الأحمر الإماراتي على تحمل هذه المسؤولية العظيمة والتعاون مع المنظمات العاملة في الأردن، بما يخدم رؤيتنا في زيادة المساعدات للاجئين وتأمين احتياجاتهم الأساسية، وعلى رأسها التعليم». ومن الأمثلة الحية التي تمثل عنواناً للتضحية ومساعدة الآخرين، الدكتور سيف الكعبي، مواطن إماراتي تطوع في بعثات الهلال الأحمر الإماراتي الموجودة في الأردن واليمن والباكستان، حيث يقول «لقد استقلت من وظيفتي وهجرت حياة الرفاهية في أبوظبي، لأن أولئك اللاجئين بحاجة إلى يد المساعدة، لذا توّلد لدي شعور منبعه القلب ودافعه الحب بضرورة الوقوف إلى جانب أولئك المحتاجين». وعلى غرار حملة القلب الكبير، لعبت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي دوراً أساسياً في إنقاذ عدد لا يحصى من اللاجئين من فصل الشتاء، فقد قامت بجمع 120 مليون درهم إماراتي. كما قامت الهيئة برئاسة الدكتور حمدان المزروعي بإرسال 18 شحنة من أبوظبي إلى الأردن ولبنان، محمّلة بما يزيد على 3000 طن من الغذاء والمأوى والمستلزمات الطبية للمخيم الإماراتي الأردني بمنطقة مريجيب الفهود ومخيم الزعتري. وحذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أنطونيو غوتيريس، من أنه مع نهاية العام الجاري سيفوق عدد النازحين السوريين في الداخل أعداد السوريين ممن لايزالون يعيشون في منازل. وتأتي زيارة سمو الشيخة جواهر القاسمي في أعقاب الإعلان عن إطلاق المرحلة الثالثة من حملة «القلب الكبير»، والمتمثلة في «مرحلة التعليم» والتي تستمر حتى السابع من شهر مايو المقبل، إذ تغطي التبرعات العديد من الاحتياجات الإنسانية بدءاً من قصيرة الأمد كالطعام وصولاً للاحتياجات طويلة الأمد كالتعليم والتمكين. وتوجهت الحملة بدعوة الجهات المانحة من أفراد وشركات للمشاركة في إرسال التبرعات عبر حملة «سلام يا صغار» التي أطلقتها سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي. ومن بين الشخصيات المعروفة التي زارت مخيم الزعتري الباكستانية الناشطة في مجال حقوق الإنسان، مالالا يوسفزاي، التي تعرضت لهجوم مسلح من قبل حركة طالبان لمناصرتها حقوق الفتيات في التعليم، حيث غدت مالالا رمزاً عالمياً لحق الأطفال في التعلم. والتي قالت بدورها «أعتقد أن العالم على شفا خسارة جيل كامل من الأطفال السوريين، الذي يشكل بدوره خطراً يتهددنا جميعاً إذا تجاهلناه، لأن الأمر لا يتعلق فقط بمستقبلهم، ولكن بمستقبلنا ومستقبل العالم أجمع». الامارات اليوم