الرياض: بدأ ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز اليوم الخميس زيارة رسمية لجمهورية الصين الشعبية، تلبية لدعوة تلقاها من نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية لي يوان تشاو. وقال الأمير سلمان لدى وصوله إلى بكين أن زيارته تأتي في إطار العلاقات الوثيقة المتنامية بين البلدين، وتؤكد الرغبة في تعزيزها، وتطويرها، مؤكداً "أن العلاقات بين البلدين قد شهدت نقلة نوعية مميزة على إثر الزيارتين التاريخيتين التي قام بهما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود - حفظة الله - إلى الصين عام 1998 م، و عام 2006 م، وكذلك الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - عام 2000م, حيث ساهمت في تعزيز العلاقات في مختلف الأصعدة انطلاقا من حرص قيادتي البلدين على تنميتها تلبية لتطلعات الشعبين الصديقين، بما يعزز المصالح المشتركة للبلدين". وكشف الأمير سلمان "أن الزيارة تأتي في إطار حرص المملكة على توطيد التعاون بين البلدين في كافة المجالات، وتعزيز التشاور والتنسيق بينهما في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ودعم التنمية إقليميًا ودوليًا" . وعبر ولي العهد عن "سعادته البالغة لقيامه بهذه الزيارة المهمة للصين، وأنه سيتشرف بنقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، لفخامة السيد شي جين بينغ رئيس الجمهورية، ودولة السيد لي يوان تشاو نائب رئيس الجمهورية، ودولة السيد لي كه تشيانق رئيس مجلس الدولة". وكانت "إيلاف"، أشارت في وقت سابق إلى هذه الزيارة، وبحسب المعلومات فإن مسؤولين سعوديين تواجدوا في الصين منذ أكثر من أسبوع لترتيب جدول الزيارة الهامة للأمير سلمان، الذي يرافقه وفد رفيع المستوى للعمل على تعزيز العلاقات مع الصين في مختلف المجالات. وسيطرح السعوديون ونظرائهم في الصين كل الملفات على طاولة البحث والتنسيق وفي كل المجالات، سياسية وعسكرية واقتصادية، فيما تنتظر عواصم كثيرة في العالم ما سيرشح عن هذه الزيارة المهمة وخصوصا انعكاسها على ملفات المنطقة المشتعلة والراكدة أيضاً. وترتبط السعودية مع الصين بعلاقات وثيقة على كافة المستويات، ومن المتوقع أن يتم تعزيزها خلال الزيارة المرتقبة عبر إبرام سلسلة اتفاقيات، تأتي في إطار سعي المملكة للاتجاه شرقاً في علاقاتها وتحالفاتها. وكان الأمير سلمان انتهى قبل أيام فقط من جولة آسيوية وصفت بالتاريخية، بدأت بباكستان ثم الهند فاليابان وأخيراً جزر المالديف، وتم خلال الزيارات إبرام اتفاقيات وصفقات سياسية وعسكرية واقتصادية. ويأتي التوجه السعودي نحو الشرق الآسيوي انطلاقاً من رؤية الملك عبدالله لترسيخ هذه العلاقات بما يخدم مصالح المملكة العليا ومساهمتها الجادة في تكريس السلم والأمن في العالم. كما يأتي ذلك بحسب مراقبين ليمثل رسالة سياسية لقدرة المملكة على تنويع وتقوية مصادر تحالفاتها الدولية شرقاً مثل ماهو في الغرب. وحققت زيارة ولي العهد لباكستان والهند واليابان وكذلك جزر المالديف، نجاحات كبيرة للدبلوماسية السعودية وفقاً للعديد من الصحف العالمية التي أبرزت تفاصيلها، مؤكدة أن المملكة باتت تبحث عن مصالحها بشكل ذكي عبر تعزيز علاقاتها مع دول الشرق الآسيوي. وتعتبر السعودية أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وأفريقيا خلال السنوات العشر الأخيرة، وهي أكبر دولة مصدرة للنفط للصين، ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين، 36.6 مليار دولار سنوياً، منها واردات نفطية للصين بنحو 27 مليون طن من الخام، في حين يعمل في السعودية أكثر من 21 ألف عامل صيني. وعلى مستوى الاستثمار، يوجد ما يزيد على 140 شركة صينية تعمل في المملكة في مجالات الإنشاء والاتصالات والبنية التحتية والبتروكيميائيات وغيرها، فضلاً عن تزايد الاستثمارات المتبادلة بين الجانبين؛ وهو ما أسهم بشكل واضح في وجود طفرة اقتصادية في الآونة الأخيرة في البلدين. ايلاف