دبي - محمد ولد محمد سالم: افتتح محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، مساء أمس الأول، في غاليري أجياد في مركز دبي المالي العالمي معرضا فنيا للفنان التشكيلي الإماراتي عبد القادر الريس، وذلك بالتزامن مع افتتاح صالة "أجياد" التابعة لغاليري هنر . ضم المعرض 12 لوحة فنية من الحجم الكبير، اشتغلت على اللون وعكست تحولاً جديداً في تجربة هذا الفنان الرائد، الذي صنع عبر مشواره الطويل بصمته الخاصة المرتكزة على اللون وتمايزات الضوء مع اتصال مستمر بمنزع واقعي، يجرب الريس في أعماله الجديدة التجريد، لكنه يبقي عينه مفتوحة على الواقع، ففي لوحة من الحجم الكبير يلعب الريس لعبته ما بين الواقع والتجريد، فهو يقسمها إلى مستويين أفقيين، في المستوى القريب وهو الأسفل نشر اللون الأزرق بكثافة، وبعثر على سطحه ضربات لونية بالأبيض والأصفر وكل ألوان الطيف، فبدا وكأنه سطح البحر حين ينكسر ضوء الشمس على الماء وقت الضحى، وفي الأعلى رسم باللون الرمادي والبني والأصفر بدرجاته شكلاً لحافة جبل يطل على ذلك السطح المائي، وبدت ألوان الصخر شفّافة لأقصى حد، بما يظهر دقه الفنان في تمثيل حجم الضوء المنسكب على واجهة الصخر لحظة الضحى، هذا التمايز اللوني والشفّافية العالية يجعلان المتفرج ينسى تفاصيل المشهد الواقعي، ليغيب في تجريد لوني آسر . الانتقال من الواقع إلى التجريد تمثله لوحة أخرى تلتقط لحظة المغرب بعد أن تغيب الشمس ويكتسي الأفق بالصفرة وتتحول أشكال الطبيعة والعمران إلى كتل لونية، يقتنصها الفنان بريشته، مقسماً لوحته إلى مستويين يسيطر في الأعلى الأصفر الشفّاف، وفي الأسفل مزيج من الألوان يرمز لأشكال الطبيعة، وتبدو في أسفل اللوحة في المستوى القريب جداً شجرة تلاشت أوراقها تحت حزمة ضوء الغروب، وتحولت أغصانها إلى الأصفر الشفاف، بينما تلوّن جذعها بألوان زرقاء داكنة، ما ترك في اللوحة أثراً لمنظر واقعي، يحيل على التجريد الذي حصل في الواقع في تلك اللحظة، وبالتقنية نفسها رسم الريس لوحة ثانية اختفت منها الشجرة . في تجربة أخرى يركز الريس على تجريب جمالية حرف الهاء، بكتابتها بطرق شتى على خلفية لونية بتدريجات الأزرق، محاولا استكشاف إمكانات هذا الحرف في الضوء والعتمة، مع الشفافية والكثافة، ويقول الريس عن هذه التجربة، إنه مارسها مع الواو، وسوف يواصل في ذلك، وهو يسعى من خلالها إلى استكشاف العلاقة بين اللون والحرف والضوء . وفي تصريح للخليج على هامش معرضه الحالي قال الريس: "أنا أركز على عنصرين أرى أنهما الأساس في نجاح اللوحة، وهما اللون واختيار اللحظة المناسبة، أو الوقت المناسب للألوان، ومعرفة كمية الضوء والظل الذي ينبغي أن تظهر به مختلف مستويات اللوحة، واتجاهي إلى التجريد هو اتجاه محسوب ومضبوط بقواعد فنية راسخة . الخليج الامارتية