الفاتيكان: اطلق البابا بنديكتوس السادس عشر على حسابه الجديد في موقع تويتر، تغريداته الاول الى جميع انحاء العالم، وبارك "متابعيه" الذين بلغ عددهم 1.2 مليون شخص، رافعا بذلك تحدي شبكات التواصل الاجتماعي، التي غالبا ما يستخدمها متابعو الانترنت الشبان لتوجيه انتقادات قاسية الى الكنيسة. وكتب البابا في تغريدته الاولى على حسابه الذي تخطى عند الساعة 15:00 ت غ، 1.2 مليون "متابع": "اصدقائي الاعزاء، يسعدني ان اتواصل معكم عبر تويتر. اشكر لكم اجوبتكم السخية. ابارككم جميعًا من كل قلبي". وفي الدقائق الاربعين، التي تلت اطلاق التغريدة الاولى، اعيد بث التغريدة في نسختها الانكليزية 15.600 مرة. وتغريدات البابا تبث بسبع لغات اخرى، هي الايطالية والاسبانية والبرتغالية والالمانية والفرنسية والعربية والبولندية. واحصي 780 الف متابع بالانكليزية و234 الفا بالاسبانية و115 الفا بالايطالية قبل الساعة 15,00 ت غ. ولم يبلغ عدد الناطقين باللغة الالمانية -لغة البابا- الا 22 الفا، اقل بقليل من الناطقين باللغة الفرنسية (24 الفا) والناطقين باللغة البرتغالية (30 الفا). اما الناطقون باللغة البولندية فبلغ عددهم 11,500 والعربية تسعة الاف. وفي تغريدتين اخريين، اجاب البابا عن اسئلة. واعطى توصيات حول افضل طريقة لعيش "سنة الايمان"، "الحوار مع يسوع في الصلاة، والإصغاء الى يسوع، الذي يتحدث معك في الانجيل، ولقاء المسيح الموجود في الاخر المحتاج". وردا على سؤال "كيف نعيش في عالم خال من الرجاء؟"، رد البابا "فلنتأكد من ان المؤمن ليس وحيدا. الله هو الصخرة الصلبة التي نبني عليها حياتنا". وبعدما بارك 4500 مؤمن في العالم اجمع في قاعة بولس السادس خلال اللقاء الاسبوعي، بعث البابا (85 عاما) برسالته الاولى من لوح الكتروني قدمه إليه مسؤولون من المجلس الحبري لوسائل الاتصال الاجتماعية وشبان ومسؤولة تويتر للابتكار الاجتماعي كلير دياز-اورتيز. وقد وضع اللوح على طاولة مغطاة بقطعة من قماش احمر. وبعدما اطلع على طريقة تشغيل اللوح، اعاد بنديكتوس السادس عشر الذي كان يبتسم وقد بدت على وجهه علامات الانشراح الطفيف والتردد ايضا حيال تقنية لا يتحكم فيها، وضع نظارتيه وضغط باصبعه على الملمس الذي اتاح به ارسال التغريدة الاولى لبابا في التاريخ. ومبدئيا، لا "يتابع" البابا احدًا على التويتر. ومنذ الكشف عن امر الحساب الحبري، طرح الاف الاشخاص مجموعات من الاسئلة على البابا. وارسلت طلبات -جدية واحيانا ساخرة وانتقادية وجارحة- الى كلمة مفتاح مخصصة لهذه الغاية. انطلاقا من هذا النموذج، جمعت امانة سر دولة الفاتيكان بعضا من تلك الطلبات المتصلة بالايمان وسلمتها الى البابا. ويأمل البابا في ان يساعد وجوده على تويتر بلدانًا علمانية في اوروبا على تقبل "البشارة الجديدة". وفي كلمته الاسبوعية عبر راديو الفاتيكان، كشف المتحدث باسم الكرسي الرسولي الاب فيديريكو لومباردي اهمية هذا التحدي، مستعينا بمثل الزارع في الانجيل، وقال "يمكن الترحيب بتغريدة او رفضها، والبذار يقع على الارض الصخرية او في الاشواك وتختنق. ويمكن ان تقع ايضا في ارض خصبة وتؤتي ثمارها وتتكاثر". ولاحظ الاب لومباردي ان "140 حرفا، شيء قليل" لكن "معظم ايات الانجيل اقصر. وشيء من الاقتضاب امر ليس سيئا".ويستخدم التويتر في الوقت الراهن ثمانية كرادلة وعشرات الاساقفة ومئات الكهنة والراهبات. وقد تأخرت الكنيسة قليلا عن المجموعات الانجيلية. واعتبر الاب انطونيو سبادارو مدير مجلة تشيفيلتا كاتوليكا وأحد اوائل الذين استخدموا التويتر في الكنيسة، ان "البيئة الشخصية للناس عالم مجزأ، وفي هذا الاطار، من الضروري بعث رسائل تنطوي على معان وحكمة وعمق واقتضاب". وخلص الاب لومباردي الى القول ان هذه التغريدات "هي جهاز جديد في خدمة الانجيل". ودائما ما شجع بنديكتوس السادس عشر هذا الحضور على شبكات التواصل الاجتماعي حرصا منه على الشفافية بعد مسلسل الفضائح كتلك المتعلقة بتعديات الكهنة على الاطفال.