تطلع القنصل العام لليابان بجدة ماتاهيرو ياماجوتشي أن يكون حجم استثمار بلاده أكبر بالمملكة في القريب العاجل وقال: إن اليابان تتطلع بما لها من خبرات كبيرة وقدرات تكنولوجية هائلة إلى وجود فاعل في مجالات الاستثمار والبنى التحتية كمشروعات القطارات والمترو ومشروعات الشركات الصغيرة والمتوسطة والتدريب التقني بما يخدم مصلحة البلدين. وأكد القنصل العام في حواره مع «المدينة» حرص بلاده على فتح آفاق جديدة من التعاون المشترك مشيرًا إلى أن توجه المملكة نحو تنويع موارد الطاقة والمياه فإن اليابان مستعدة لأن تقدم تكنولوجيا الطاقة المتجددة والطاقة النووية التي تميز بأنها الأكثر أمنًا في العالم، كما توقع أن يواصل القطاع الخاص دوره القوي في ظل ما توليه حكومة المملكة من دعم سخي واهتمام كبير لمنشآت هذ القطاع الحيوي لافتا إلى أن حجم التبادل بين البلدين بلغ نحو 56 مليار دولار، الصادرات اليابانية من السيارات والأدوات الكهربائية ما يقارب 8.4 مليار دولار أمريكي، كما تتطرق إلى آفاق عديدة من التعاون سترى النور قريبا تشمل المدن الذكية وتقنيات ترشيد الكهرباء والمياه فالي نص الحوار: - كم تقدر حجم الاستثمارات اليابانية في المملكة؟ * إن حجم الاستثمارات اليابانية في السعودية بحسب إحصائيات الهيئة السعودية العامة للاستثمار تصل إلى 15 مليار دولار، وبحسب الإحصائيات اليابانية حتى عام 2011 فإن واردات اليابان من النفط تجاوزت ال48 مليار دولار بينما تصل الصادرات اليابانية من السيارات والأدوات الكهربائية إلى المملكة ما يقارب 8.4 مليار دولار أمريكي ليصل حجم التبادل بين البلدين إلى حوالى 56 مليار دولار، وتعمل حوالى 40 شركة يابانية في المنطقة الغربية، كما تم خلال زيارة سمو ولي العهد لليابان توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين هيئة الاستثمار السعودية «SAGIA» ومركز التعاون الياباني للشرق الأوسط «JCCME» فيما يتعلق بتطوير التعاون في مجال الاستثمار المشترك»، وتتطلع اليابان بما لها من خبرات كبيرة وقدرات تكنولوجية هائلة إلى وجود فاعل في مجالات الاستثمار والبنى التحتية كمشروعات القطارات والمترو ومشروعات الشركات الصغيرة والمتوسطة والتدريب التقني وكل مجالات التعاون التي تخدم مصلحة البلدين. - تعاني المملكة من الغش التجاري، كيف ترى حل هذه الأزمة؟ * حل الأزمة يكمن في التعامل مع المنتجات اليابانية عن طريق وكيلها المعتمد بالمملكة وعدم شرائها من مصادر مجهولة». هل نتوقع مشروعات تعاونية تتعلق بالبنية التحتية مع اليابان؟ « إن أسعار الطاقة المعقولة في المملكة تعتبر محفزًا جيدًا للاستثمار الأجنبي، وكما ذكرت فإن اليابان مستعدة لكل مشروعات البنى التحتية والتطوير، إلا أن الشركات اليابانية تفضل الحصول على مثل هذه المشروعات كمشروع متكامل وليس جزءًا من المشروع، لأنها تستطيع أن تقدم ضمانات فقط لمشروعاتها التي تقوم بتركيبها أو معداتها التي تقوم بتشغيلها، وليس لمشروعات أو معدات الآخرين، ورغم أن البعض يعتقد أن تكلفة المشروعات والمنتجات اليابانية عالية، إلا أن هذه الفكرة خاطئة تماما، لأنك ولفترة طويلة لن يتوجب عليك إنفاق المزيد من الأموال للإصلاح أو الصيانة ولن تواجه بمشكلات فنية تكلفك الكثير من الوقت والمال وبعملية حسابية بسيطة جدا فإن ما يبدو أنه رخيص جدًا في البداية هو في الواقع مكلف جدًا في النهاية، أما المنتج الياباني الذي يبدو عالي التكلفة في البداية هو في الواقع رخيص جدًا في النهاية وذلك لاشتهار المنتجات اليابانية بالجودة والمواصفات العالية». «لديك مثال حي في المملكة وفي جدة تحديدًا وهو محطة تحلية المياه التي أشرفت عليها شركة يابانية، هذه المحطة تعمل منذ 35 عامًا أو يزيد أنتجت خلالها ما يقارب مليار متر مكعب من المياه العذبة وما يقارب 55 مليون ميجاوات ساعة من الكهرباء. - ماذا عن التعاون التجاري في المنشآت الصغيرة والمتوسطة؟ * لقد تم وبتشريف سمو ولي العهد ورئيس الوزراء الياباني توقيع عقد لإنشاء شركة لإنتاج الأغشية المستخدمة في مجال تحلية المياه كمشروع مشترك بين شركة أبو نيان القابضة السعودية وشركة توراي اليابانية للصناعات، حيث إن حضور قيادات البلدين للتوقيع على مثل هذه الاتفاقيات وتشريفها لتوقيع اتفاقية حماية الاستثمارات بين البلدين في العام الماضي يدل على اهتمام ورعاية وتشجيع قيادتي البلدين لكل مجالات التعاون والاستثمار بين القطاعين العام والخاص في كلا البلدين، كما تم مؤخرًا توقيع عقد أساسي بين شركة التصنيع الوطنية «تصنيع» وشركة كريستال العالمية من جهة مع شركة «توهو» اليابانية المنتجة لمسحوق التيتانيوم الإسفنج من الجهة الأخرى لتأسيس شركة مشتركة تقوم ببناء منشأة لإنتاج مسحوق التيتانيوم الإسفنج». إلى أي مدى ستصل استثمارات هذه المشروع مستقبلًا؟ * سوف يستثمر المشروع المشترك والذي يقدر ب420 مليون دولار لبناء منشأة في مدينة ينبع الصناعية لتنتج ما يقارب 15.600 طن متري سنويًا. ومن المتوقع أن يبدأ المصنع الجديد إنتاجه التجاري الربع الثاني من عام 2017 مع الانتهاء منه في الربع الأول من عام 2018، أما في مجال قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة فقد اختتم مجلس الأعمال السعودي الياباني دورته الرابعة عشرة بطوكيو بمشاركة أكثر من 200 رجل أعمال من الجانين في أعمال المجلس، حيث أكد الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في مجال المنشآت الصغيرة والمتوسطة، كما أن القنصلية العامة اليابانية تعمل على تواصل مستمر مع الغرفة التجارية الصناعية بجدة من أجل بحث سبل تسهيل وزيادة فرص التعاون في هذا المجال المهم». - كيف يمكن للمملكة سد حاجة الطلب المتزايد على المياه والطاقة؟ * « كما تعلمين فإن اليابان ليس لديها موارد طبيعية كبيرة للحصول على الطاقة والمياه، لذلك اخترعت تقنيات عالية جدًا في مجال ترشيد استهلاك الطاقة والمياه، وينعكس ذلك بالأثر الإيجابي الذي سوف تجنيه المملكة عندما تعتمد التقنية اليابانية في مجال ترشيد المياه والطاقة، كما أن لليابان خبرة كبيرة في مجال المدن الذكية، التي تعتبر ترشيد الطاقة والمياه والبيئة الصحية السليمة من أهم خصائصها. وأضاف: أرى أنه مع توجه المملكة نحو تنويع موارد الطاقة والمياه فإن اليابان مستعدة لأن تقدم تكنولوجيا الطاقة المتجددة والطاقة النووية التي تميز التكنولوجيا اليابانية بأنها الأكثر أمنًا في هذا المجال في العالم. - أي نوع من الخدمات القنصلية تقدم للسائح السعودي والطلاب الذين يرغبون في الدراسة في اليابان؟ * « تقوم القنصلية العامة بالتعاون مع الجمعية السعودية لخريجي وأصدقاء اليابان بتوفير معلومات حول الجامعات اليابانية والمعاهد العليا للراغبين في الدراسة في اليابان، بالإضافة إلى مدهم بالتوجيهات والإرشادات، وكذلك تقوم الجمعية بتقديم بعض دورات اللغة اليابانية، كما يوجد حاليًا أكثر من 400 طالب سعودي يدرسون في اليابان ضمن برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي، بالإضافة إلى ما يزيد عن المائة طالب آخر يدرسون في مختلف التخصصات على نفقتهم الخاصة. أما بالنسبة للسياح فتقوم القنصلية العامة بتوفير المعلومات السياحية بالإضافة إلى إصدار التأشيرات. - حدثنا عن المعهد العالي السعودي الياباني للسيارات، وماذا قدم لحل أزمة البطالة؟ * « إنه لشرف عظيم لي أنني عندما كنت الشخص المسؤول في وزارة الخارجية اليابانية عن إنشاء هذا المعهد، استطعت أن ادفع الوزارة عبر الوكالة اليابانية للتعاون الدولي للانضمام إلى الرباعي المؤسس لهذا المعهد، وفي الأسبوع الماضي قمت بحضور فعاليات مسابقة المهارات الفنية الحادية عشرة بالمعهد، وكم أسعدني أن أرى حَصاد جُهدنِا الكبير من خِلال مواهب وإبداعات طلاب المعهد، وكم شرفني أن بعض الخريجين قد أصبحوا مُوجهين بالمعهد، وهناك نحو 2000 من الشباب السعودي تخرجوا من المعهد بعد أن تم تدريبهم من قبل الخبراء اليابانيين واكتسبوا أخلاقيات العمل اليابانية. هذا إنجاز كبير حقا، ويعتبر إضافة كبيرة لقطاع صناعة السيارات في المملكة ودفعة قوية لسياسة السعودة تُسهم في خلق فرص عمل آمنة ومجزية للشباب السعودي. واختتم القنصل الياباني الحديث بالإشارة إلى أنه سوف تُحيي اليابان في الشهر المقبل ذكرى زلزال تسونامي شرق اليابان الكبير، وقال إنها لفرصة سانحة لتجديد امتناننا وشكرنا لحكومة المملكة العربية السعودية وشعبها الصديق لمساندتهم اليابان في ذلك الوقت العصيب ،ولن ننسى أبدا دعمهم لنا وتعاطفهم الصادق ومشاعرهم النبيلة تجاهنا خلال تلك الكارثة المدمرة. المزيد من الصور : صحيفة المدينة