اطلعت على ما كتبه الأخ أحمد العرفج يوم السبت الموافق 29/4/1435ه بجريدة المدينة بعنوان: (الأقوال الفصيحة في وصف مجتمع النصيحة). حيث يقول إن المتابع لكلام كثير من السعوديين والسعوديات سيلحظ انتشار ظاهرة الوعظ وإسداء النصائح والتسرع في الأحكام وإصدار الفتاوى. والأخ أحمد أورد أمثلة كثيرة منها أنه يقول كان في مجلس من المجالس فسأل أحدهم شخصًا يجلس بجواره أين تعمل فأجابه في البنك، فقال السائل: الله يهديك اسمع كلامي فأنا لك ناصح اتركه لأنه قائم على الربا والربا حرام ويسترسل الأخ أحمد في الكلام ويقول: نحن مجتمع (ويقصد المجتمع السعودي) مولع بالوعظ وإسداء النصائح وممارسة الوصاية على الآخرين وكأننا أعرف بدنياهم منهم. أيضًا أورد الأخ أحمد أمثلة كثيرة كلها فيها يمقت الناصح والنصيحة، وأنا هنا أقول للأخ أحمد أنا أيضًا لك يا أحمد ناصح أمين وسؤالي لك لماذا تمقت النصح من الآخرين وهو ليس موجهًا لك فكيف لو كان موجهًا لك، ماذا تعمل، وماذا تصنع، فالنصيحة ليست عيبًا ويجب على الآخر أن يتقبلها بصدر رحب ويثني على من أسدى له النصيحة فذلك الشخص الذي نصح أخاه وقال له اترك العمل بالبنك لأن العمل بالبنك حرام واستشهدت به أكيد أنه مستند على فتوى شرعية ولو بحثت في فتاوى علمائنا الأجلاء أمثال الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، يرحمهما الله، لبانت لك الحقيقة، أيضًا النصيحة تعتبر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس عيبًا كثرة الناصحين والناصحات في هذا البلد المعطاء، ويكفينا قول الله سبحانه وتعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون). ويقول الله سبحانه وتعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة). ويقول الله سبحانه وتعالى: (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون). ويقول الله سبحانه وتعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله.. إلى آخر الآية). فتلك آيات قرآنية عظيمة تحث على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهل نتعظ؟! وفي الختام، أوصي نفسي والأخ أحمد في اقتناء كتاب بعنوان: (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصوله وضوابطه وآدابه للمؤلف/ خالد عثمان السبت. هذا وبالله التوفيق. عليثة عواد الجهني - جدة صحيفة المدينة