أعلن رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي أن دول مجموعة السبع قررت أمس عقد قمة في يونيو/ حزيران في بروكسل تكون بديلاً من قمة مجموعة الثماني في سوتشي التي ألغيت بعد ضم القرم إلى روسيا . واتخذ قادة مجموعة السبع هذا القرار خلال اجتماع في لاهاي عقد بناء على طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفضاً للتدخل الروسي في القرم . ورد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على ذلك، بالقول إنه لا يرى "مأساة كبيرة" في حال إخراج موسكو من مجموعة الثماني بسبب ضمها شبه جزيرة القرم، وقال عقب محادثات منفصلة مع نظيريه الأمريكي جون كيري والأوكراني المؤقت اندري ديشتشيستا "إذا اعتقد شركاؤنا الغربيون أن هذه الصيغة لم تعد مناسبة، فليكن، فنحن لا نحاول التمسك بهذه الصيغة ولا نرى مأساة كبيرة إذا لم تجتمع مجموعة الثماني" . وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعلن أن الولاياتالمتحدة وأوروبا "متحدتان" لجعل روسيا "تدفع ثمناً" بعد تدخلها في أوكرانيا، وأكد أن "حلفاءنا في حلف شمال الأطلسي هم الأقرب لنا في الساحة الدولية، وأوروبا هي حجر زاوية العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم"، فيما قررت أوكرانيا سحب قواتها من القرم، حيث سقطت أغلبية قواعدها العسكرية خلال ثلاثة أسابيع بيد روسيا، وتفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو المنشآت العسكرية . أوكرانيا تسحب قواتها من القرم ولافروف يلتقي نظيره الأوكراني في لاهاي أوباما يؤكد توحد واشنطن وأوروبا لجعل روسيا "تدفع ثمناً" أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس، أن الولاياتالمتحدة وأوروبا "متحدتان" لجعل روسيا "تدفع ثمناً" بعد تدخلها في أوكرانيا، وصرح أمام صحفيين في مستهل زيارة تستمر يومين إلى هولندا، إثر لقاء مع رئيس وزراء هولندا مات روته في أمستردام بأن "أوروبا والولاياتالمتحدة متحدتان في دعم الحكومة والشعب الأوكرانيين، ونحن متحدون لجعل روسيا تدفع ثمناً بسبب الأعمال التي قامت بها حتى الآن" . وأكد أوباما أن "حلفاءنا في حلف شمال الأطلسي هم الأقرب لنا في الساحة الدولية، وأوروبا هي حجر زاوية العلاقات بين الولاياتالمتحدة والعالم" . وقال رئيس الحكومة الهولندي "نرى نحن الاثنان أن محاولة روسيا السيطرة على القرم انتهاك واضح للقانون الدولي، ونحن ندين تلك التصرفات بأشد العبارات" . وعلى الرغم من محاولة أوباما طمأنة الأوروبيين، يسيطر الشك على التحالف بين واشنطن وشركائها في القارة العجوز . وقال أوباما في حديث لصحيفة (فولكسكرانت) الهولندية، إنه يمكن فرض عقوبات إضافية ضد روسيا، وإنه "يجب أن يكون ثمة ثمن في حال استمرارها بتصعيد الأزمة"، مضيفاً "نحن بحاجة للاستعداد لذلك"، واعتبر أنه لا ينبغي أن يختار الشعب في أوكرانيا بين الشرق والغرب، "بل على العكس يجب أن تتمتع أوكرانيا بعلاقات طيبة مع الولاياتالمتحدة، وروسيا، وأوروبا بأسرها"، مجدداً التأكيد أن الشعب الأوكراني هو الذي يجب أن يحدد مستقبل بلاده . وتعهد الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني شي جين بينغ بالتعاون، وقال أوباما في تصريحات للصحفيين قبيل اجتماعهما إنهما سيبحثان الوضع في أوكرانيا ونزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية ومكافحة التغير المناخي، وأضاف أن العلاقات الثنائية لا تقل أهمية عن أي علاقة من هذا النوع في العالم . وأعرب البيت الأبيض عن "القلق الشديد" حيال مخاطر التصعيد الناجم عن انتشار قوات روسية على الحدود الأوكرانية . وأكد عسكري أمريكي في واشنطن أن الوجود العسكري الروسي على الحدود الشرقية لأوكرانيا يتزايد، وأعلن أن "عددهم لا يزال يرتفع، إنهم في حالة تأهب"، ملاحظاً أنه لا توجد مؤشرات إلى اجتياح "وشيك"، وقال "لكن إذا قرروا (الروس) التحرك، فإن ذلك لن يتطلب وقتاً طويلاً" . وأعلن مصدر دبلوماسي روسي في لاهاي أن وزير الخارجية سيرغي لافروف بدأ لقاء مع نظيره الأوكراني أندريه ديشيتسا على هامش قمة الأمن النووي، وذكرت قناة "روسيا اليوم" أن لافروف وديشيتسا بدآ لقاءهما، وأشار دبلوماسي إلى أن الاجتماع جاء بطلب من الجانب الأوكراني . ميدانياً، قررت أوكرانيا سحب قواتها من القرم حيث سقطت أغلبية قواعدها العسكرية خلال ثلاثة أسابيع بين أيدي روسيا، فيما تفقد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو المنشآت العسكرية . وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أن القوات الروسية الخاصة هاجمت ليل الأحد/الاثنين، قاعدة "فيودوسيا" في القرم ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى وأسر ما بين ستين إلى ثمانين جندياً أوكرانياً واقتيد ضباطهم في مروحية بعد المواجهة، وسمح بعد ذلك للجنود بالعودة إلى ثكناتهم . وروى بعضهم أنهم لم يعثروا فيها على أجهزتهم الإلكترونية وغيرها من الأشياء الثمينة، وقد أودعوا أسلحتهم في مستودع لنقلها كما تم الاتفاق مع الروس . وأعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان أن "قائد الكتيبة ديمترو ديلياتنيتسكي ومساعده روستيسلاف لومتيف طرحا أرضاً وتلقيا ضربات على الوجه ثم نقلا على متن مروحية إلى جهة مجهولة"، وأفادت مصادر متطابقة بأن العديد من العسكريين الأوكرانيين تعرضوا للضرب، وقال ناطق باسم وزارة الدفاع إن الجنود رفضوا مغادرة المكان طالما لم يفرج عن ضباطهم . وأفادت الوزارة بأن الروس اشترطوا قبل الإفراج عن العسكريين المحتجزين "رحيل الضباط الأوكرانيين قسرًا من القرم نحو أوكرانيا" . في كييف، أعلن الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف أن القوات الأوكرانية في القرم ستنتشر في الأراضي الأوكرانية، ما يعني عملياً الانسحاب، ويشكل تغييراً في موقف السلطات التي سمحت لعسكرييها بإطلاق النار من أجل الدفاع عن قواعدها في القرم، لكن القرار النهائي يعود إلى قادة القوات على الأرض والقواعد التي سقطت تقريباً من دون قتال بين أيدي الروس الذين سيطروا أيضاً على العديد من بوارج الأسطول الأوكراني رغم احتجاجات كييف والغرب . وأعلن رستم تميرغالييف نائب رئيس وزراء القرم أنه لن تبقى في القرم قوات موالية لأوكرانيا، وقال إن "كل العسكريين الأوكرانيين في القرم انضموا إلى روسيا أو هم في صدد مغادرة أراضي الجمهورية"، وفي غرب القرم كانت بارجة كونستنتان اولتشانسكي راسية في بحيرة دونوزلاف رافعة علم أوكرانيا فيما اقترب منها زورق يحمل علماً روسياً . ووصل وزير الدفاع الروسي إلى القرم لتفقد المنشآت والقوات، وهو أول مسؤول روسي رفيع المستوى يتوجه إلى شبه الجزيرة منذ انضمامها إلى روسيا الأسبوع الماضي، والتقى ضباطاً أوكرانيين انضموا إلى روسيا وأكد لهم أنهم سيحصلون على كل الفوائد الاجتماعية أسوة بغيرهم من الجنود الروس وأنهم سيخدمون في كل مناطق البلاد، وطلب من العسكريين في القرم جمع وإحصاء كل الأسلحة المتوافرة في الثكنات . ولم تشر وسائل الإعلام الروسية الرسمية إلى الهجوم الذي تعرضت له قاعدة أوكرانية في القرم، بينما تشدد السلطات خصوصاً على التحاق متطوعين بالقوات المسلحة الروسية، وتحدثت قناة "روسيا 1" العامة عن انقطاع التيار الكهربائي في القرم وتظاهرات موالية للروس شرق أوكرانيا لكنها لم ترد أي معلومات عن الهجوم الذي شنته قوات روسية على قاعدة فيودوسيا . وهاجم زورق روسي سفينة الإنزال الأوكرانية كونستيانتين اولشانسكي الراسية في بحيرة دونوزلاف، غربي شبه جزيرة القرم، ولدى اقتراب الزورق الروسي سمعت أعيرة نارية وارتفعت سحابة كبيرة من الدخان أمام السفينة، وأوضح متحدث أوكراني أن الأمر يتعلق بستار دخاني أطلقه طاقم السفينة، لكن المهاجمين صعدوا لاحقاً إلى متن اولشانسكي في حين انكفأ أفراد الطاقم إلى داخل السفينة . وعقب انضمام شبه جزيرة القرم لروسيا تتهم القيادة في شبه الجزيرة أوكرانيا بقطع إمدادات الكهرباء عنها، وقال روستم تميرغالييف نائب رئيس حكومة القرم إن القرم يصلها الآن نحو 50% فقط من حجم الإمدادات المتفق عليها، واتهم أوكرانيا بالرغبة في ممارسة ضغوط على شبه الجزيرة عقب انضمامها إلى روسيا . وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن موقف روسيا من بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أوكرانيا هو المؤشر المشجع الوحيد الذي خرج من مكالمة هاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأضاف شتيفن زايبرت "هناك اتفاق بين المستشارة وبوتين على أن بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا هي خطوة موضع ترحيب . وأعلنت السلطات في القرم اعتماد الروبل في شبه الجزيرة، إلا أن المصارف والمحلات التجارية تواصل استخدام العملة الأوكرانية بشكل شبه حصري، وأعلن رئيس وزراء القرم سيرغي اكسيونوف "الدفع بالروبل بات ممكناً اعتبارا من اليوم، الهريفنيا ستظل مستعملة حتى الأول من يناير/كانون الثاني 2016"، وقال نائبه رستم تميرغالييف إن دفع معاشات التقاعد بالروبل سيبدأ مع صرف 300 مليون روبل (6 ملايين يورو) . وأشار حليف للرئيس الروسي يرأس بنكاً شملته العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة إلى أن هذه الخطوة أتت بعكس النتائج المرجوة منها من خلال مساعدته على اكتساب عملاء جدد، واستغل يوري كوفالتشوك رئيس بنك روسيا ظهوراً نادراً في مقابلة تلفزيونية لتوضيح أنه يتعين على الروس الأثرياء الآخرين إظهار وطنيتهم خلال هذه الأزمة . وأعلن النائب الأوكراني سيرغي كيفالوف الذي يترأس اللجنة النيابية المعنية بتطوير العلاقات البرلمانية مع روسيا في مجلس الرادا (البرلمان) الأوكراني، أن جزءاً كبيراً من زملائه لا يزالون مهتمين بالحفاظ على العلاقات الكاملة مع روسيا . (وكالات) تلاميذ القرم أوكرانيون في العطلة . . روس في المدارس أبلغ معلمون في مدرسة بمنطقة القرم التلاميذ الذين عادوا أمس، من عطلة الربيع أنهم يعيشون الآن في دولة جديدة، هي روسيا . فبعد ثلاثة أيام على إقرار موسكو تشريع ضم القرم وسيطرة القوات الروسية على معظم مناطق شبه الجزيرة الواقعة في البحر الأسود، قدمت معلمة في المدرسة رقم 15 بمدينة سيفاستوبول التلاميذ للحكام الجدد لمنطقتهم، وقالت "نبدأ أول دروسنا في بلد جديد تماماً، دعونا ننظر عن قرب في خريطة وطننا الجديد" . وبعد ذلك وقف التلاميذ من أجل النشيد الوطني الروسي وهم ينظرون إلى العلم الروسي الذي ظهر أمامهم على جدار الفصل . ورحبت مديرة المدرسة نينا شيفتسوفا بالتغيير، وقالت "اليوم (أمس) هو الأول في الربع الدراسي الأخير بالمدرسة، التلاميذ خرجوا في إجازة وهم مواطنون في أوكرانيا وعادوا وهم روس، بالطبع هدية كبيرة وفرحة كبيرة" . (رويترز) الخليج الامارتية