نشرت "سبق" في 22 جمادى الأولى 1435ه خبراً مفاده أن رئيس الديوان الملكي، السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين، تابع (50) حساباً في تويتر، وتواصل معهم، وفاءً بوعده الذي قطعه على نفسه في بيانه الشهير الذي نشره عبر حسابه في تويتر قبل أيام، وتداوله الناس عبر مواقع وبرامج التواصل المجتمعي. هذه المبادرة وغيرها تعكس - في المقام الأول - اهتمام خادم الحرمين الشريفين بشواغل ومطالب المواطنين، وحرصه – حفظه الله - على تقصيها وتحقيقها، وتعكس أيضاً اهتمام معالي الأستاذ خالد التويجري، واستشعاره لهذا الهاجس، ومباشرة تنفيذ تلك الإرادة السامية بنفسه منذ أن شَرُفَ بالعمل رئيساً للديوان وسكرتيراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين. فقبل أن يفتح له حساباً في تويتر يتواصل من خلاله مع المواطنين كان يستقبلهم في الديوان، ويستمع إلى مطالبهم وشواغلهم، ويعالجها وفق الصلاحيات الممنوحة له، أو يقوم بإيصالها إلى الملك. وهذا ليس جديداً، ولا مكرمة منه؛ إذ درج ملوك هذه البلاد – رعاها الله – على هذه السنة الحميدة، التي ورثوها عن والدهم الملك عبد العزيز – رحمه الله – منذ قيام المملكة العربية السعودية، وكلّفوا رجالهم باستقبال المواطنين والاستماع إلى شكاواهم ومظالمهم. وقد تُوجت هذه الممارسة الحكيمة بجعلها حكماً من أحكام النظام الأساسي للحكم؛ إذ نصت المادة (الثالثة والأربعون) منه على أن "مجلس الملك ومجلس ولي العهد مفتوحان لكل مواطن، ولكل من له شكوى أو مظلمة، ومن حق كل فرد مخاطبة السلطات العامة فيما يُعرض له من الشؤون"؛ لتكون بذلك ممارسة تُذكر في بند ما يسمى "أفضل الممارسات" في مجال حقوق الإنسان، وهي الممارسات التي تتفرد بها دولٌ عن دول في حماية وتعزيز حقوق الإنسان، وتحقق نتائج فاعلة. يحسب لعددٍ من المسؤولين، وفي مقدمتهم سمو وزير الداخلية ومعالي رئيس الديوان وغيرهما، أنهم عَمِلوا على تنفيذ هذا المبدأ وفق أدوات هذا العصر ومقتضيات هذه المرحلة مستثمرين التقنية المتقدمة للتواصل مع المواطنين، وتلقي مظالمهم وشكاواهم من خلال برامج مخصصة لذلك، كبرنامج (Vedio Conference) الذي أطلقته وزارة الداخلية، أو من خلال فتح حسابات في تويتر باعتباره الأبرز بين مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي لجأ فيه المسؤولون في بعض الدول إلى إغلاق موقع "تويتر"! ولذلك بُعدٌ آخر، يتمثل في حث المسؤولين على التواصل مع المواطنين، وفتح أبواب مكاتبهم لهم، واستثمار أيسر السبل لتحقيق ذلك. وأتوقع في الأيام القادمة أن يحذو حذوه المسؤولون الذين لم يبادروا بفتح حساباتٍ لهم في تويتر حتى الآن. ولكن ليس هذا هو المطلوب فقط، بل نتطلع إلى تواصلٍ فاعل، يعقبه معالجة فعلية للشكاوى والآراء التي سيتلقونها. صحيفة سبق