الخميس 27 مارس 2014 10:44 صباحاً القى وزيرا يمنيا سابقا تهمة قتل "جنود الأمن والجيش اليمنيين" على عاتق فصيلين من أبرز الفصائل المتصارعة على الساحة اليمنية ومن اكثرها بعدا في الهدف وبعد في الوسيلة ودون ادلة تستند الى معلومات من الاستخبارات او وزارة الداخلية.وقال خالد الرويشان وزير "الثقافة اليمني" في عهد الرئيس السابق علي صالح ان "الحركة الوطنية الجنوبية " وحركة الحوثيين هما من يقتلان عناصر الأمن والجيش اليمنيان. ويأتي اتهام الرويشان للجنوبيين والحوثيين غريب من "وزيرا مدنيا" لوزارة تخص "النخبة المثقفة" لدى البعض كما يأتي توصيفا "للحالة اليمنية" لدى البعض الآخر حيث "المثقفين" يعتمدون الخطاب القبلي والمرتجل مهما بلغت ثقافتهم وحيث لا يلزم المرء ادلة او براهين لإلغاء التهم كيفما شاء.. ويقول الرويشان في منشور له على شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك :"يعرف الحوثي والحراك المسلح أن الجيش والأمن هما في النهاية أساس بناء مشروع الدولة المأمول في اليمن لذلك يقتلون الجنود أينما وجدوهم بحقد وكراهية لا مثيل لها في تاريخ البلاد ." ويتناقض كلام الوزير "الأديب" مع رأي للجهات المعنية بالقضايا الأمنية ومع خبراء أمنيين عرب وأجانب حيث يعتقد هؤلاء ان هناك حرب مفتوحة بين "تنظيم القاعدة" والأمن والجيش اليمني وان العمليات التي تنفذ ضد الجنود يقوم بها التنظيم مستندين الى "تبني" التنظيم للعمليات مصحوب بفيديوهات مسجلة في غالب الأحيان.. ويرى مراقبون للشأن اليمني ان تصريحات كالتي صدرت عن الرويشان تأتي في اطار سياسي بحث لا يستند على قيم البحث والتحري التي تشكل أساس "دولة القانون" التي ينشدها الرويشان في مختلف اطروحاته ومنها منشوره الذي تضمن اتهام الجنوبيين والحوثيين وتبرأة تنظيم القاعدة. وما يدل على صراع سياسي وراء تصريحات كالتي أتى بها الرويشان هو الاتهام المبطن "لإدارة الدولة" بانها تساعد الطرفين على قتل الجنود حيث قال :"لكنّ هذا مجرّد طرف للمعادلة .. فتهاون " الدولة" الغامض وعدم انتقامها لجنودها المغدورين خيانة وطنية بلا إعلان ! وذلك هو الطرف الثاني من المعادلة . هل من تفسير لتهاون الدولة لمقتل جنودها !" فقول الرويشان ان الدولة "وهي هنا" تعني هادي وباسندوة تمارس الخيانة العظمى بتهاونها "الغامض" تجاه ما يحصل هو اتهام مبطن لقادة الدولة بالتنسيق والسكوت مع الطرفين الذين اتهمهما الرويشان بقتل الجنود وهو بهذا يتبنى "خطا سياسيا" معروفا في اليمن لكيل اتهامات "كيدية لأطراف معينة ولا يبحث عن الحقيقة كما يرى متابعين للشأن اليمني في تصريحات الرويشان ومثقفين امثاله. وغالبا ما شكلت التركيبة اليمنية عائق أمام بناء الدولة المدينة حيث ان "المثقف" لا يتورع عن خدمة "الشيخ والعسكري" ولديه استعداد لتقديم قيم المدنية قربان لدى القبيلة كما أن ثقافة "الاتباع" لا تستثني احد وحيث يمكن "لمثقف" يتبع جهة ما قبلية كانت او مركز قوى عسكري ان يتعامى عن تقارير دولية تربط بين تنظيمات اسلامية مسلحة واطراف سياسية وقبلية على الساحة وان يفتح عينيه ليرصد ويحلل ويتهم اطراف تتخذ الطابع السلمي نهجا لها بارتكاب جرائم القتل. ويأتي الربط بين "الحوثيين والجنوبيين" وتحميلهم دم الجنود "غريب" وغير "علمي" فالحوثيين الذي يحملون الطابع المجتمعي لشمال اليمن هم "حركة مسلحة" خاضت 7 حروب ضد الجيش ولديها سجل من القتل المتبادل مع المؤسسة العسكرية كما انها اخضعت مناطق قبلية "كانت عصية " لسيطرتها وهي تملك اسلحة مختلفة منها مدرعات ومجنزرات وكافة انواع الاسلحة التي تتسلح بها الجيوش بينما الجنوبيين "الحراك" يناضل من 7 سنوات بصورة "سلمية" وتأتي فعاليات "المقاومة" عبارة عن مسيرات وندوات وتجمعات بشرية يتخللها الفن الشعبي ومن ابرز وسائل مقاومته "الحشد المليوني" الذي تكرر عشر مرات كما انه يفتقد لوسائل ردع حيث ارتكبت بعض وحدات الجيش "مجازر " ضد مدنيين في الجنوب صنفتها منظمات دولية "كأعمال حرب" ولم تلقى ردا عسكريا من الجنوبيين. جدير بالذكر ان تنظيم القاعدة تبنى عبر اشرطة الفيديو مجمل عمليات قتل جنود الامن والجيش ومداهمة مقراتهما واقتحامها بما فيها مجمع الدفاع وهو التنظيم الذي تتبادل عدد من الاطراف اليمنية التهم "برعايته" حيث قال صالح ان الاخوان المسلمين وابرز جنرالات الجيش يديرون عمليات التنظيم بنما اتهم عضو بشرى التجمع اليمني للإصلاح "الدولة العميقة" لنظام صالح باختراق التنظيم وادارته فيما يصر "الاديب والقاص والوزير المدني" الرويشان الذي ينتمي الى "خولان" على اتهام الجنوبيين والحوثيين في خلط غريب بقتل الجنود ! . عدن الغد