أطلق وزير الدفاع المصري المستقيل، عبدالفتاح السيسي، عبر إنهائه خدمته في القوات المسلحة، وإعلان اعتزامه الترشح للرئاسة، مباراة التنافس على سدة الحكم في مصر، وذلك قبل بدء فتح باب الترشح رسمياً، وعزز مشهد انطلاق مقدمات انتخابات الرئاسة المصرية، إعلان القيادي الناصري، حمدين صباحي، اعتزامه الترشح، بعد أن استنكف زملاؤه في الدورة السابقة، عبدالمنعم أبوالفتوح وخالد علي، النزول، وفيما أكدت مصادر في حملة السيسي ل«الإمارات اليوم»، الالتزام بقواعد منافسة انتخابية مشرفة، شكا أنصار صباحي تجاوزات ذات مغزى، ورهن مراقبون اشتداد المعركة الانتخابية بنزول شخصيات ذات وزن، ولو في اللحظات الأخير. وتفصيلاً، أطلقت استقالة المشير عبدالفتاح السيسي «فعلياً» معركة الانتخابات الرئاسية المصرية. وقال السيسي في بيان بثه التلفزيون المصري، أعلن فيه ترشحه للرئاسة عقب استقالته، إن «أسلوب إدارته حملته سيكون غير تقليدي، وإنهم سيعملون بأسلوب يختلف عن النمط السائد». وقال مصدر في الحملة لوسائل إعلامية إن «السيسي لن يعقد مؤتمرات جماهيرية، ولن يقوم بجولات ميدانية، وإن تواصله مع الجماهير سيتم من خلال الشخصيات العامة التي ستدير الحملة». طرف ثالت المعركة الانتخابية الرئاسية في مصر لن تأخذ زخمها وشكلها الجدي إلا بنزول طرف ثالث، يوسع من مساحة الخيارات، وإلا بحدوث نقاش حقيقي للبرامج السياسية. والشارع المصري ينتظر ما هو أبعد من المناظرة العابرة، بل يطمح إلى نقاش تفصيلي لبرنامج كل مرشح. أسماء سياسية الدوائر السياسية تترقب نزول أسماء سياسية ذات رصيد شعبي معقول، خصوصاً بعد إعلان عبدالمنعم أبوالفتوح، والفريق سامي عنان، وأحمد شفيق، وخالد علي، عدم خوض السباق الرئاسي، الذين كانت لهم أسهم كبيرة في الشارع المصري بغض النظر عن خلفية أي منهم السياسية. على الطرف المقابل، شكّكت حملة حمدين صباحي، بحدود هذا الالتزام ودقته. وقال المتحدث الرسمي باسم حملة حمدين صباحي، أحمد عاطف ل«الإمارات اليوم»، إن «حملتهم تعرضت لجملة اعتقالات وملاحقات ومضايقات، حتى من قبل ان تبدأ حملة السيسي بنزول الشارع». وأقرّ عاطف بأن «بعض هذه الممارسات ربما كانت فردية، ولا تعبر عن منطق عام، لكن ترجمتها في الواقع وعلى الأرض تمثل انتهاكاً للديمقراطية، ومساساً بنزاهة الانتخابات، وعلى حملة السيسي، خصوصاً بعد إعلان ترشحه، تحمل المسؤولية كاملة». وقال عاطف «انه قد تكون هناك أطراف في الدولة المصرية أو فلولها تتصرف من تلقاء نفسها أو بوتيرة انتقامية أو بمنطق قديم، لكننا لا نريد الخوض في تفاصيل، ومطلوب توفير بيئة انتخابية سليمة ونظيفة وشفافة، ولن نتخاذل عن التصدي لأي ممارسات ضدنا». وحول برنامج حمدين صباحي، وجوهر اختلافه عن برنامج السيسي، قال عاطف إن «برنامج صباحي يشبه مسيرته السياسية المنحازة منذ بواكير شبابه إلى العدل الاجتماعي، على اساس من إيمانه بالتجربة الناصرية، وقد تجلى ذلك في اعتقاله 17 مرة طوال حياته دفاعاً عن هذه المبادئ، وتصديه للانفتاح الاستهلاكي في عهد السادات، لدرجة مواجهة شخصه قبيل انتفاضة 1977، ودفاعه عن فقراء الفلاحين أثناء نظر قانون المالك والمستأجر». ونوه عاطف بأن «برنامج حمدين يتضمن ايضاً علاوة على الدفاع عن العدل الاجتماعي، مشروعات اقتصادية كبرى ومتوسطة، كما يتضمن مشروعاً قومياً يعتمد على الطاقة الشمسية، أعده خبراء ومهندسون عالميون، يعتبرون الطاقة الشمسية في مصر يمكن ان تمثل ثروة تنقل البلاد، على شاكلة ما أحدثه النفط من تطور في الخليج العربي». في الإطار ذاته، قالت الناطقة الرسمية باسم التيار الشعبي، الممثل للتوجه الناصري، هبة ياسين، ل«الإمارات اليوم»، إن «حملة صباحي وشخصه تعرضا لحملة منظمة في القاهرة والمحافظات، ومازالا، وما لم يتخذ موقفاً حاسماً ضد هذه التجاوزات الخطيرة خصوصاً الاعتقالات غير المبررة، فلن يقتنع أحد بجدية ونزاهة الانتخابات». وأقرّت ياسين بأن بث تقرير سياسي عن مسيرة حمدين صباحي، عقب إلقاء السيسي خطابه، حمل شيئاً من التكافؤ، لكن مع ملاحظة أن قطع التلفزيون الحكومي إرساله، وضم كل القنوات لنقل خطاب مرشح رئاسي هو خطاب السيسي، يمثل بداية غير مشجعة، ويجسد انتهاكاً لمبدأ التكافؤ وأصول المنافسة الديمقراطية، كما أن التقريرالخاص بصباحي بثّ في القناة الأولى فقط، كما انه لم يركز على السنوات الاخيرة لنضاله في الحقبة المباركية، مكتفياً بتسليط مجمل الأضواء على سنواته الطلابية الأولى». وكانت مصادر في التلفزيون المصري قالت لوسائل إعلامية، إن رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون، صفاء صالح، أعدت تقرير صباحي منذ أربعة ايام، وطلبت عرضه في كل القنوات التلفزيونية، عقب خطاب السيسي مباشرة، لكن كل رؤساء القنوات رفضوا، بحجة عدم المواءمة، فاضطرت بالاكتفاء بعرضه في القناة الأولى. وحول برنامج حمدين صباحي، والفرق بينه وبين برنامج السيسي، قالت ياسين «نحن لا نعرف بعد برنامج السيسي كي نقارن، لكن الجميع يعرف انحياز حمدين، كناصري، للعدالة الاجتماعية، وجديدنا هذه المرة، أن هذا الانحياز سيترجم لالتزامات واضحة، وليس عبارات انشائية أمام الشعب المصري، كما ان البرنامج سيضع خطوطه العريضة كاتب ومفكر استراتيجي مهم في مصر، هو د.وحيد عبدالمجيد». على صعيد متصل، قال سياسيون ومحللون في مصر ل«الإمارات اليوم»، إن المعركة الانتخابية الرئاسية في مصر لن تأخذ زخمها وشكلها الجدي إلا بنزول طرف ثالث، يوسع من مساحة الخيارات، وإلا بحدوث نقاش حقيقي للبرامج السياسية. وقالت أمينة الحزب الاشتراكي، كريمة الحفناوي أن «الشارع ينتظر ما هو أبعد من المناظرة العابرة بين السيسي وصباحي، بل يطمح إلى نقاش تفصيلي لكل منهما في برنامجه ومعاونيه وفريقه الرئاسي ومنهجية أدائه». على صعيد الترشيحات الجديدة، تترقب الدوائر السياسية نزول أسماء سياسية ذات رصيد شعبي معقول، خصوصاً بعد اعلان د.عبدالمنعم أبوالفتوح، والفريق سامي عنان، وأحمد شفيق، وخالد علي، عدم خوض السباق الرئاسي، الذين كانت لهم اسهم كبيرة في الشارع المصري، بغض النظر عن الخلفية السياسية لأي منهم. وقال الأمين العام لائتلاف شباب القبائل العربية حمدي كويله، وعضو حملة عنان السابقة، في بيان تلقت «الإمارات اليوم» نسخة منه «إن الائتلاف يجري اتصالات مع رموز القبائل لإقناع الفريق عنان بالترشح للرئاسة، وان الفريق عنان لم يعلن انسحابه من السباق الرئاسي، وإنما اعلن عدم ترشحه في المرحلة السابقة، نظراً لان الفريق عنان تعرض لحملة إعلامية شرسه ضده، كما تعرض لعملية اغتيال». وانتقد البيان «الحملة الإعلامية الممنهجة التي تعرض لها الفريق عنان من قبل بعض الإعلاميين، ثم بعد اعلان عدم ترشحه اعتذر الاعلاميون نفسهم عن الإساءات، وجعلوا يؤكدون انه بطل ورمز من رموز الجيش، ونظراً لأن المرحلة صعبة وحرجة، فإننا مازلنا نصر على ترشيح الفريق عنان لرئاسة الجمهورية، واذا لم يترشح فإننا لن ننتخب أحداً غيره، ولن نشارك في المرحلة القادمة نهائياً». لكن مسؤولين في حملة عنان (السابقة) هاتفتهم «الإمارات اليوم»، قللوا من أهمية بيان وكيله، واعتبروا أن انسحاب عنان من السباق الرئاسي اصبح نهائياً وفي ذمة التاريخ. في السياق نفسه، قال وكيل مؤسسي حزب «العيش والحرية» موسى أبوقرين، وهو الحزب الذي ينتمي إليه خالد علي، ل«الإمارات اليوم»، إن «الانسحاب من السباق الرئاسي كان القرار الصحيح في غياب الضمانات، وإن موقفنا واضح من الرفض المتساوي لمخاطر انزلاق مصر إلى دولة دينية أو عسكرية أو بوليسية، ومن مخاطر عودة الفلول او زواج المال بالسياسة». في هذا الاتجاه، تلخص السباق الرئاسي حتى اللحظة في احتمالية إعلان رئيس المخابرات السابق، اللواء مراد موافي ترشحه، حيث تؤكد تقارير إعلامية ذلك، علاوة على المحامي المعروف مرتضى منصور، والأستاذ الجامعي أحمد المختار. وهاتفت «الإمارات اليوم» الصحافي المقرب من مرتضى منصور، أحمد الخضري، فاكتفى بالقول «إنه ليس لديه الحق في الإعلان عن موقف»، لكن بحسب رأيه فإن اهتمام مرتضى منصور بالعمل العام وارد ومتوصل. الامارات اليوم