جاء تعيين الامير مقرن بن عبد العزيز اصغر ابناء الملك عبدالعزيز على الاطلاق ولي العهد الثاني للملك عبدالله كمحاولة اخيرة لتأجيل المخاوف بشأن مصير المملكة السعودية بعد وفاة الملك الحالي. الرياض (موقع تزيمي بريس) ومنذ تأسيس المملكة على يد عبدالعزيز كان النظام الوراثي يستند على تولية العهد من الاخ الاكبر الى الاصغر ولابناء الحرائر فقط وليس ابناء الجواري والعبيد - الامير مقرن ابن جارية - ، الا ان هذا النظام محكوم بالزمن فأخوة الملك عبدالله ذو التسعين عاما اصغرهم اصبح عمره 71 عام وهو الامير مقرن ،مما يعني انتهاء حقبة الاخوة الملوك ومفتتحا الصراع بين ابناء الملك الحالي وابناء الاخوة الملوك. من يتتبع الشأن السعودي الداخلي سيعلم ان وليا العهد الاثنان السابقين للملك عبد الله قد توفيا وهما الامير سلطان والامير نايف نتيجة الكبر والمرض وهؤلاء الاثنين اخوة اشقاء اي انهم من ام واحدة هي حصة بن حمد السديري وهم اقوى فرع من ابناء الملك عبد العزيز الذي له ايضا من نفس الزوجة الملك فهد الراحل وسلمان ولي العهد الاول الحالي ووزير الدفاع والمصاب بالزهايمر ويعرفون بالاخوة السديرييين السبعة ومن ابنائهم وزير الداخلية الحالي ونائب وزير الدفاع الحالي الامير سلمان وحاكم المنطقة الشرقية الغنية بالنفط وحاكم المدينةالمنورة وهم في حد ذاتهم من بين 44 ابن للملك عبدالعزيز الاب يشكلون اكبر مجموعة ضغط ، ويسعون بقوة بعد نهاية عصر الاخوة الملوك الى حصر بيت الملك بينهم. الا ان الامر ليس باليسر الذي يتوقعه السديريون ، فيواجه ابناء الاخوة السديريون مشكلة كبيرة وهي الملك عبد الله ، فهذا الملك وحيد امه وهو غير شقيق لاعمامهم الاشقاء وينظر اليه على انه ضعيف الجانب في البيت الملكي، لكن ابنه متعب قائد الحرس الوطني اي الحرس الملكي ، ويحاول عبدالله الذي لم يعد يستطيع ان يقف لمدة 5 دقائق متواصلة ،يحاول وبشتى الطرق تحجيم سطوة السديريين فأنشأ هيئة الييعة سنة 2006 لتقف ضد هيمنة طموحات السديريين وتتكون من جميع الاخوة وابناء الاخ من مختلف زوجات وجاريات الملك عبد العزيز لتكون الجهة الوحيدة في اختيار ولي العهد القادم ، ومن خلالها تمكن الملك عبد الله من تمرير تعيين مقرن بن عبد العزيز الاخ الاصغر الغير شقيق لعبدالله وليا ثانيا للعهد بعد فراغ المنصب لمدة اربع سنوات وهو ما يوضح حجم الازمة المستترة في البيت السعودي. نصل الى مقرن بن عبد العزيز وبغض النظر عن المناصب التي تقلدها فهو ابن جارية يمنية ومنبوذ من قبل الاخوة السديريين الذين رضاهم عبد الله في البداية فعين ثلاثة منهم اولياء للعهد الا ان وفاة اثنان منهم كما سردنا من قبل اضعفهم و فتح المجال لعبد الله ان يعين اخا غير شقيق في مثل ظروفه العائلية من ناحية انه وحيد امه وليس من ابناء عبدالعزيز الاقوياء والاهم ان ابناء السديرية ضده ، مما يعني ان عبدالله بعد اربع سنوات من الصراع الداخلي المكتوم على منصب ولي العهد الثاني الشاغر استطاع تمرير مقرن كولي ثاني للعهد بعد الامير سلمان ابن السديرية ولي العهد الاول العليل صحيا وعقليا وهو ما سيؤدي ان يصبح الامير مقرن ملكا للسعودية بعد وفاة الملك عبدالله مباشرة في مقابل اشاعات تتوارد على تعهد الامير مقرن لعبدالله بتعيين الامير متعب قائد الحرس الوطني ابن عبدالله الحالي وليا للعهد من بعده. ابناء السديريين لم يعجبهم الامر ويحاول الملك عبدالله في المقابل ترضية احفاد حصة السديري فنصب منهم وزير للداخلية واخر وزير للدفاع وثالث حاكم لاغنى اقليم نفطي في البلاد في لعبة يضمن بها الجميع توزان القوى بين الاقوياء، والسؤال المقلق الان ماذا سيحدث في المملكة الهرمة بعد وفاة الملك الحالي وهل سيقبل ابناء السديرية بالصفقة كما خطط لها الملك عبدالله الحالي ام لا ؟!!!. هذا ما ستكشفه الايام القادمة... بقلم خالد السليني /2805/ وكالة الانباء الايرانية