يشوب الغموض مقعد المدرب الأول لفريق كرة القدم في نادي النصر، بعد تسرب أنباء عن رحيل الأورغوياني دانيال خوسيه كارينيو. ووفقا لمصادر مطلعة، كان كارينيو قريبا جدا من مغادرة مقعده إلى فريق العين الإماراتي، بعد أن حقق مع الفريق الأصفر بطولتي الدوري والكأس، جامعا الثنائية للمرة الثانية منذ عام 1981، إلا أن تدخلات من بعض لاعبي النصر أوقفت القرار حتى اللحظة. ويبدو الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر في حيرة من أمره، وأسر الرجل لبعض مستشاريه برغبته في مغادرة كارينيو بعد خلافات حادة بين الرجلين عقب الخروج من كأس الملك على يد الشباب، إلا أن الأمور مالبثت أن عادت إلى الهدوء بينهما مع حسم الفريق لقب دوري المحترفين قبل جولة على الختام. وكان الأمير فيصل بن تركي قد التقى الفرنسي هارفي رينار مدرب سوشو الفرنسي، وبطل أمم إفريقيا 2012 مع زامبيا، في باريس قبيل مواجهة فريقه الاتحاد في الجولة الرابعة والعشرين. وناقش رئيس النصر مع المدرب الفرنسي الصاعد إمكانية تدريبه الفريق الأصفر، إلا أن المدرب لم يظهر حماسة كبيرة خلال الجلسة وطلب مهلة للتفكير ومتابعة الكرة السعودية والنصر. في هذه الأثناء، كان إديجاردو مساعد كارينيو وعقله المدبر في كثير من شؤونه يتلقى اتصالات من ناديين خليجيين، وبحث معهما العرض المالي والشروط الأخرى بما فيها الحوافز والسكن، ما قرب من مغادرة كارينيو العاصمة السعودية أكثر من أي وقت مضى. ويشير مصدر مقرب من الجانبين – رئيس النصر ومدربه – أن المياه تعود إلى مجاريها بين الرجلين، بعد تدخلات من نصراويين بينهم لاعبون ومستشارون للرئيس وأصدقاء للمدرب، وأن اجتماعا سيجمعهما الليلة الأربعاء، لتقريب وجهات النظر أكثر. وطبقا لمصادر قريبة من فيصل بن تركي، يخشى رئيس النصر صاحب الشعبية المتصاعدة حاليا في الأوساط الرياضية، أن يكون كارينيو في موسمه المقبل مع النصر – فيما لو استمر – أقل حماسة مما سبق بعدما حقق بطولتين مع الفريق بعد غياب طويل عن الإنجازات، وتستمر مخاوف رئيس بطل الدوري، فيما لو حضر بديل للأورغوياني ولم يستطع المحافظة على المنجز، عندها سيواجه بالسؤال العريض: كيف تخليت عن مدرب أعاد الفريق إلى الحياة بعد عشرين عاما من الغياب. وكان النادي العاصمي الأصفر قد قدم عرضا جادا ورسميا للفرنسي هارفي رينار، وينتظر إجابته، وهو الذي يعكف الآن على دراسة وضع الفريق ومراقبة لاعبيه، واحتياجاته قبل أن يعلن قراره النهائي. وبدأ هارفي حياته كمدافع في نادي كان الفرنسي، بجانب زين الدين زيدان، لكن مسيرته الرياضية كلاعب شهدت تراجعاً لأندية أقل مستوى حتى أعلن اعتزاله كرة القدم بنهاية القرن الماضي، وتحول بعدها الى عالم التدريب، حيث بدأ مساعداً بنادي غيزهو رينهي الصيني في العام 2001، ثم بعدها لمدرب فريق كامبريدج الإنجليزي الذي يلعب في دوري المقاطعات، وتبعه بتدريب فريق شيربوا للهواة بدوري الهواة الفرنسي. وبعد 7 أعوام من بداية مشواره التدريبي، تولى رينار تدريب فريق محترف لأول مرة، حيث تسلم زمام الأمور الفنية بمنتخب زامبيا بين عامي 2008-2010، وشهد وصول المنتخب الأسمر لدور ربع النهائي بكأس أمم إفريقيا 2010 لأول مرة منذ 14 عاماً، لكنه استقال بعد ذلك وتوجه الى أنغولا ولم يستمر وقرر الاستقالة من جديد. وبقي هارفي من جديد بالقارة السمراء، لكنه اختار العمل في الجزء الشمالي منها وبالتحديد مع نادي اتحاد الجزائر، ثم ما لبث أن ترك الفريق وعاد من جديد الى زامبيا، حيث حقق إنجازاً تاريخياً بحصوله على كأس أمم إفريقيا 2012 لأول مرة وتحول الى بطل قومي في الدولة الصغيرة، لكنه خرج من دور المجموعات بالنسخة اللاحقة وحمّل نفسه مسؤولية الخروج الإفريقي، وبعد ذلك بأشهر تحول لتدريب سوشو الفرنسي في محاولة لإنقاذه من الهبوط، وحتى اللحظة لا تزال محاولاته جارية. وبحسب تاريخه، خسر رينارد 40% من مجموع مبارياته مدربا، وانتصر في 30% وتعادل في 28%، ويمتاز المدرب بروحه الحماسية وقربه من لاعبيه، وأحاديثه الإعلامية المثيرة، ويلقب في أجواء المنافسات الإفريقية التي تعرفه جيدا ب "الثعلب". البيان الاماراتية