GMT 14:08 2014 الثلائاء 1 أبريل GMT 14:10 2014 الثلائاء 1 أبريل :آخر تحديث الصَدَأُ الأول.. في البدء كانت ظُلمة.. وبردٌ لا يُطاق. يرى نفسه وسط العراء. سماءٌ رماديّة، وأفقٌ مُوحشٌ حدّ الحيرة، ضبابٌ يخيّم على المساحات الممتدة مع البصر. رائحة البرد والدخان، لون السماء والأشباح، تتراقص في مسرح مفتوح. أغمض عينيه، فرأى ظلمة قاسية. أحسّ بالوحشة، فعاد إلى المشهد الصَدَأُ الثاني.. تحرّكَ من سكونه، أدرك أنه يستطيع، دار حول نفسه، طاقةٌ ما بداخله تطلب ذلك، لم يعرف التالي.. فتوقف الصَدَأُ الثالث.. أحسّ بلسعات في جسده، وحافزٌ يهمس ( تَحَرّكْ.. تَحَرّكْ ). لم يفهم، هو لايعرف أيّ شيء، لكن قدمه اليمنى تحررت وخطت، نظرَ إليها مستغرباً، وفوجئ بالأخرى تتحرك، فتغيّر المكان، وبالكاد خفّت اللسعات.. فانطلق الصَدَأُ الرابع.. وصل إلى الماء، تغير اللّون أمامه، خطى نحوه، تفاجأ بالرخوة، واختفت قدماه، أراد أن يُكمل، لكن البرد أعاقه، فتوقف وسط الماء، ليس يدري كيف يصنع، هو لا يعرف الرجوع أو الإلتفاف، فتذكر أنه دار على نفسه ذات لحظة، لكن مشهد الماء ظلّ أمامه، أخرى وأخرى، والمشهد لايتغير، حتى سمعَ صوتاً يخترقه، دار على نفسه، هو لا يعرف غير هذه الصَدَأُ الخامس.. أتتْ إليه ولمستْ كتفه، أغمض عينيه، لكن، لم يستوحش هذه المرة، فقد رأى نوراً وشمَّ عِطراً. سحبت يده وأدارته نحو البريّة. أخذته معها.. في الطريق توقفت، رأته لا يعرف المكان والزمان، لا يعرف الأشياء. احتضنته ببطء وهدوء. عيناه على السماء في سؤال. أحس بدفء جسدها يموج في برد جسده. مدّت كفها لتغلق عينيه، ومسحت على وجهه الصَدَأُ السادس.. أجلسته عند النار، اقترب منها، فأحسّ بخطر، تسمّر متألماً، سحبته فانسحب. كانا هناك، عند كهفٍ وصخر وعشب يملأ المكان. ثم صارت ظلمةٌ وصوت رعيد، برقٌ مرتجف فوق الغيوم الرمادية الصَدَأُ السابع.. جلبت له عشبة الخبّاز، سحبت يده ووضعته في كفه، رفعت كفّه إلى فمه، فشمها وقضمها.. أراد المزيد الصَدَأُ الثامن.. ثقل رأسه، انطرح قرب النار، قام من مقامه رافضاً، المشهد الذي أمامه يريحه، شبح وجهها خلف خيوط النار المتراقصة، وذرات الجمر المتطايرة. قامت إليه، جلست عنده، وسحبت رأسه إلى حجرها الصَدَأُ التاسع.. لم تك إلّا لحظات، فرأى في غفوته، طلاسم وأبخرة تتصاعد، صورٌ لا يفهمها، صراخ من جحيم وأنغامٌ من فردوس نور. صوتٌ يدعوه للصعود، للقدوم إلى لحظة الوجود.. استفاق مرتجفاً، استفاق حائراً، يبحث بعينيه عن جواب الصَدَأُ الأخير.. ابتسمت، أدركت أنّه في حيرة.. أخذت كفه حتى لامسَ خدّها، فابتسم.. في البدء.. تنفس الحُبّ [email protected] ايلاف