قال فضيلة الشيخ أحمد البوعينين إن الإحسان إلى اليتيم خلق إسلامي رفيع حثنا الدين الحنيف عليه وندبنا إليه، بل وجعله من أفضل الأعمال وأزكاها قال تعالى "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ" وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس: إذا تحدثنا على اليتيم فلابد أن نتحدث على النبي صلى الله عليه وسلم رغم أنه انتقل صلى الله عليه وسلم في أطوار الرعاية الأولى بين حنان الأم الذي لم يدم سوى ست سنين من عمره المبارك بين رعاية الجد عبد المطلب والتي لم تدم بعد فقد الوالدة سوى عامين ثم كانت الكفالة من عمه أبي طالب حتى شب عن الطوق ودخل في سن الشباب صلى الله عليه وسلم. وقال: أرد الله تبارك وتعالى أن ينشأ صلى الله عليه وسلم سيد الناس يتيماً قال تعالى "أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى"، وقد حث الإسلام على رعاية اليتيم لأنه جزء من قوة الأمة وعنصر من عناصر الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، وأمر الله تبارك وتعالى بإكرامهم ونهى عن قهرهم وإذلالهم.. "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ" وجعل الإسلام بر اليتيم وتربيته والقيام على شؤونه من معالم الإيمان الكامل وبرفقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ زُرَارَةَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَفَرَّجَ بَيْنَهُمَا شَيْئًا". حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ، ثنا أَبُو الأَسْوَدِ، ثنا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ مَسَحَ رَأْسَ الْيَتِيمِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنْ رَأْسِهِ حَسَنَةً ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ يَتِيمٌ أَوْ يَتِيمَةٌ لَهُ أَوْ لِغَيْرِهِ كُنْتُ أَنَا وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ هَكَذَا"، وَنَصَبَ إِصْبَعَيْنِ وَقَرَنَهُمَا. وتابع الشيخ البوعينين: شدد الإسلام على المحافظة على أموال اليتامى وأكل أموالهم من السبع الموبقات رَوَى البُخارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أبِي هُريرةَ أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم قالَ: اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبقاتِ، قيلَ: ومَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللهِ، والسِّحرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الّتي حرَّمَ اللهُ إِلاّ بالحَقِّ، وَأَكْلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَقَذْفُ المُحْصَنَاتِ المُؤْمِنَاتِ الغَافِلاتِ". وقال تعالى "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً". وتحدث عن فوائد كفالة اليتيم فقال: كفالة اليتيم من قبل المسلم تؤدي إلى مصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة وكفى بذلك شرفا وفخرا كما أن كفالة اليتيم تعود على صاحبها بالخير الجزيل والفضل العظيم في الحياة الدنيا فضلا عن الآخرة. وأشار إلى أن كفالة اليتيم والإنفاق عليه وتربيته والعناية به تدل على طبع سليم وفطرة نقية وقلب رحوم كما أن كفالة اليتيم والمسح على رأس اليتيم وتطييب خاطره تؤدي إلى ترقيق القلوب وتزيل القسوة عنه. ونوه إلى أن كفالة اليتيم تساهم في بناء مجتمع خال من الحقد والكراهية وتسود فيه روح المحبة والمودة كما أنها من الأخلاق الحميدة التي أقرها الإسلام وامتدح أهلها. وأضاف إن كفالة اليتيم تزكي مال المسلم وتطهره وتجعل هذا المال نعم المال الصاحب للمسلم. جريدة الراية القطرية