في مقطعين مصورين، يظهر لاعب سابق في أرسنال البريطاني ملثمًا، حاملًا كلاشينكوفا، يدعو إلى الجهاد في صفوف داعش، التنظيم الذي انضم إليه منذ عامين. حيان الهاجري من الرياض: يبدو أن سوريا لا تجذب فقط المجاهدين الدوليين الذين اعتادوا حياة الجهاد القاسية، أو الشبان الذين تقودهم حميتهم الدينية إلى التورط في الحرب السورية، من باب الجهاد وهو فرض عين على كل مسلم، لمحاربة الطغيان، كما يصوره مجاهدون مهنتهم تجنيد الشبان، وإنما جذبت سوريا أحد كبار لاعبي كرة القدم السابقين في نادي "أرسنال" الانجليزي، الذي عاف حياة الرفاهية والشهرة في بريطانيا ليكون جهاديًا في سوريا، يقاتل في صفوف تنظيم الدولة الاسلامية في العراق الشام – داعش. أبو عيسى في تقرير نشرته صحيفة ميرور البريطانية السبت، قالت الصحفية إن لاعب أرسنال السابق انضم إلى عصابة جهادية لا تعرف الرحمة، مؤلفة من المقاتلين المشاركين في الحرب الدامية في سوريا، بعدما ترعرع لاعبًا في صفوف ريال مدريد الإسباني، إلى جانب النجم كريستيانو رونالدو. وأضافت الصحيفة: "صار اللاعب السابق متطرفًا منذ عامين، محولًا نظره عن حياة كرة القدم، وصوّر نفسه حاملًا بندقية كلاشينكوف ومعلنًا الجهاد ضد الطاغية بشار الأسد، في مقطعي فيديو نشرهما أحد المواقع الالكترونية الخاصة بالجهاديين". اليوم، يسمي هذا اللاعب السابق نفسه أبا عيسى الأندلسي، بعدما لمع نجمه في كرة القدم البرتغالية، قبل أن ينضم إلى نادي أرسنال البريطاني، وهو يظهر مقنّعًا في المقطعين المصورين المنشورين، داعيًا المسلمين إلى الجهاد في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وهو أحد التنظيمات الجهادية التي تتبنى فكر القاعدة، والتي اشتهرت بعمليات القتل وقطع الرؤوس في الرقة، المنطقة التي تسيطر عليها في الشمال السوري. كما ذاع صيتها في قتالها المجموعات الاسلامية الأخرى، وجيش النظام السوري. يدفعون الجزية! في أحد المقطعين اللذين يظهر فيهما أبو عيسى الأندلسي، يقول بلغة إنكليزية ذات لكنة برتغالية: "من المهم أن تحمي أطفالك من أولئك الحيوانات والحثالة البشرية، الذين قال الله عنهم إنهم أسوأ المخلوقات"، متكلمًا عن الجيش السوري. وأحد هذين المقطعين وسيلة لتجنيد المناصرين من أوكرانيا، يقول فيه اللاعب السابق: "نحتاج إلى كل أنواع الدعم لمحاربة الأعداء، فقد احتلينا مدنًا عديدة، نطبق فيها تعاليم الشريعة الاسلامية، وهناك مناطق يدفع لنا الكفار الجزية". وبحسب توصيف ميرور، كانت كلماته حبلى بالكراهية، لا تليق بلاعب رياضي من حجمه. فقد قال: "إن كنت تعيش مع عائلتك في الدول الغربية، لا تستطيع التحكم بأولادك، وفي بعضها يضطر المسلم إلى إرسال أولاده إلى مدارس الكفار، فمن يعلّمهم؟ فقد يكون المعلم مثليًا جنسيًا، أو مروج مخدرات، أو يميل إلى الاعتداء على الأولاد". أضاف: "واجب أن تحموا أولادكم من هذه الحيوانات، من هؤلاء القذرين، الذين يصفهم الله بأنهم أسوأ المخلوقات، أفتفضلون إذاً العيش مع أسوء المخلوقات أم بين المجهدين؟ لا تأكيدات تم نشر المقطعين المصورين على موقع fisyria.com الإلكتروني الجهادي، الناطق بالروسية، والذي يجاهر بدعم تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام. ولم يأت الموقع على ذكر اسم اللاعب الاصلي، إلا أن التعليقات التي أضيفت لاحقًا أكدت أنه لعب في صفوف نادي أرسنال، "لكنه ادرك أن هذه الحياة ليست له، فترك كل شيء وانضم إلى صفوف المجاهدين منذ عامين تقريبًا". وبالرغم من إعلان المرصد السوري لحقوق الانسان عن وجود الآلاف من المقاتلين الأجانب في سوريا، إلا أنه لا يعرف شيئًا عن وجود لاعب أرسنال السابق بينهم. إلا أنه ليس الأول، فنيزار طرابلسي لاعب كرة قدم محترف، لعب في أندية ألمانية، متورط في أعمال إرهابية على صلة بتنظيم القاعدة. لا تأكيد بعد من جانب الدولة الاسلامية، لكن نادي أرسنال أطلق حملة للتحقيق في صحة هذه المسألة. والجدير بالذكر في هذا السياق أن أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، كان أحد كبار مشجعي نادي ارسنال البريطاني، حتى كان المشجعون يغنون ترنيمة فيها: "أووه أسامة بن لادن، يعيش في كابول، ويشجع أرسنول". ايلاف