الدوحة - قنا: يشكل لقاء الرئيس السوداني عمر البشير مع قوى سياسية سودانية معارضة مساء اليوم الأحد حدثا مهما في اطار تفاعلات عدة تشهدها الساحة السياسية السودانية في هذه الفترة ، ويجيء هذا اللقاء في اطار سعي الى " توافق وطني" ينتظر ان ينقل السودان من دائرة الصراع الى آفاق المشاركة والتكاتف والوحدة الوطنية والاستقرار والنهضة. وكان الرئيس البشير وجه خطابا الى السودانيين في يناير الماضي حضره في خطوة لافتة قادة معارضون بينهم رئيس "حزب الأمة القومي" السيد الصادق المهدي والأمين العام ل"حزب المؤتمر الشعبي" الدكتور حسن الترابي، ووصفت بعض الأطراف السياسية في السودان تلك الخطوة بانها كسر " حكومي " للجليد مع قوى معارضة بعد سنوات من الصراع ، خاصة أن دكتور الترابي حضر اللقاء بعد سنوات من القطيعة مع الحكم. وتؤشر تأكيدات صادرة عن أطراف حكومية ومعارضة في السودان أن هناك سعيا الى " توافق" استنادا الى قيم الحوار كسبيل للخروج من الأزمات ولاستشراف آفاق حياة سياسية مستقرة بدلا عن استمرار المواجهات السياسية والعسكرية ، وجاءت تصريحات مسؤولين في الخرطوم حول أهداف لقاء البشير مع المعارضة لتؤشر الى أبعاد اللقاء حيث قال وزير الدولة بوزارة الاعلام السيد ياسر يوسف إن " لقاء الرئيس البشير بالقوى السياسية اليوم يهدف الى التشاور حول الاليات المناسبة للحوار الذي دعا له الرئيس في يناير الماضي، و"أن الاجتماع دعت له رئاسة الجمهورية وتم توجيه الدعوة ل 90 حزبا وتنظيما سياسيا ، وأن المؤتمر الوطني ( الحزب الحاكم) ضمن المدعوين وسيجلس في المقعد المخصص له أسوة بالأحزاب الأخرى" في اشارة ضمنية الى أن الرئيس هو رئيس للسودانيين كافة وأنه سيدير الحوار من منظور وطني شامل وليس من زاوية حزبية، أي انه يسعى لتوافق بين السودانيين. وفيما عبر المسؤول الحكومي السوداني عن أمله في مشاركة جميع القوى السياسية بمن فيها المقاطعة للاجتماعات "حتى تقول كلمتها في الاجتماع وتوضح رؤيتها" بدا واضحا أن الاجتماع وهو الأول من نوعه بين الرئيس وقوى سياسية لن تشارك في مداولاته أطراف لا تزال ترى أن هناك خطوات " تهيئة " ضرورية للحوار ، لكن مشاركة قوى تتمتع بثقل سياسي كبير تمثل خطوة نحو الأمام قد تساهم في فك تعقيدات المشهد السوداني . ويعتقد مراقبون أن مشاركة تلك القوى في لقاء الرئيس السوداني ستفتح آفاقا تدعو الحكومة عبر طاولة الحوار الى اتخاذ خطوات ضرورية لنزع فتيل الاحتقانات والشكوك المتبادلة بين الخصوم السياسيين، وفي صدارتها اطلاق المعتقيلين السياسيين وتوفير أوسع أجواء الحرية للقوى السياسية والصحافة السودانية ، كي تلعب دورا ايجابيا يعبر عن آجواء سياسية توافقية بحسب قولهم . جريدة الراية القطرية