تجددت الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية بين مقاتلي المعارضة من جهة، وجنود النظام ومقاتلين فلسطينيين من جهة أخرى، وأفادت تقارير بأن أحمد جبريل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة المؤيدة للأسد، غادر المخيم. فجأة ودون سابق إنذار، تسارعت الأحداث على أطراف مخيم اليرموك الفلسطيني في قلب العاصمة السورية دمشق، مع توارد الأنباء حول انهيار وشيك وسريع لقوات أحمد جبريل، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، وإرسال تعزيزات كبيرة من قبل الأمن السوري والشبيحة لاقتحام المخيم في حال انهيار قوات جبريل التي تخوض اشتباكات عنيفة على حدود المخيم التقليدية. وأفادت تقارير بأن أحمد جبريل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة المؤيدة للأسد، غادر المخيم. انشقاقات كبيرة يتردد الناشطون في تأكيدها وتتراوح ما بين 60- 150 عنصراً من عناصر القيادة العامة انشقوا وألقوا سلاحهم وتم تأمينهم من قبل عناصر الجيش الحر الذي يهاجم حواجز لجان جبريل على أطراف المخيم انطلاقاً من الأحياء السورية الفلسطينية المختلطة، كالحجر الأسود والقدم والتضامن، وهو ما رفع حالة الاستنفار بين صفوف الأمن السوري وشبيحته، بانتظار ما ستسفر عنه الأمور. امبراطورية جبريل يذكر أن لدى القيادة العامة مقرات على شكل مزارع ومعامل رخام ومنتجات زراعية في طرطوس، وهناك بعض الشاليهات لهم في منطقة كسب السياحية، كما أنه لهم امبراطورية كبيرة على شكل برادات تخزين للمنتجات الزراعية في درعا وغيرها من المناطق السورية، ما ساعد جبريل على تكوين امبراطورية مالية واستشراء الفساد بين عناصره، ويقول النشطاء إن نائبه الأقل انخراطاً في الشأن السوري، والمعروف باعتداله (بالمقارنة مع جبريل نفسه)، الدكتور طلال ناجي، يسعى لتأمين ملجأ آمن له خارج دمشق بعد أن وصلت الاشتباكات إلى كثير من حواجز اللجان الشعبية التي شكلها جبريل ومراكزه الأمنية. لواء العاصفة لواء العاصفة، الذي تردد اسمه كمشارك فاعل في الأحداث الأخيرة، ونسب إليه الفضل في مواجهة لجان جبريل، كما يسميها الثوار والفلسطينيون في المخيمات، هو تنظيم فلسطيني مسلح قوامه مدنيون انضموا إلى الجيش الحر لمواجهة تجاوزات جبريل في المخيمات، والعمل على تحرير المخيمات من جماعته، وبحسب تسريبات من نشطاء فلسطينيين موالين للثورة السورية، لا يمكن أن تطلق على هذه المجموعة تسمية (لواء) بسبب قلة أعداد منتسبيها، إلا أن ما يميزهم كونهم عبارة عن مدنيين فلسطينيين سبق أن حملوا السلاح إبان خدمتهم العسكرية في جيش التحرير الفلسطيني، وهم شباب متحمسون لإثبات عدم تمثيل أحمد جبريل ولجانه الشعبية لمجمل الشعب الفلسطيني في موقفهم من الثورة السورية. تحييد جيش التحرير وحتى الآن لم يتم توريط جيش التحرير الفلسطيني، وهو القوة الفلسطينية الوحيدة التي تمتلك سلاحاً فردياً ومتوسطاً، بالإضافة إلى جماعة أحمد جبريل، في الحرب الدائرة في سوريا، رغم تابعيته للجيش النظامي، وجرى منذ فترة قريبة في منطقة حران العواميد التي سيطر عليها الجيش الحر مؤخراً، اتفاق لتحييد جيش التحرير الموجود في المنطقة ذاتها وعدم الاشتراك في الاشتباكات إلى جانب الجيش النظامي، وهو ما أدى إلى وقوفه متفرجاً وتجنيبه الاشتراك في المعركة للسيطرة على منطقة حران العواميد. اشتباكات عنيفة ولا تزال منطقة مخيم اليرموك ومخيم فلسطين المتداخلتان جغرافياً مع أحياء دمشق الجنوبية (الحجر الأسود والتضامن والقدم) والمختلطة ديمغرافياً بين الفلسطينيين والسوريين، تشهد اشتباكات عنيفة حتى الساعة، وفي انتظار ما ستسفر عن الاشتباكات التي يتوقع أن تنهار فيها عناصر جبريل أمام الهجوم الكاسح الذي يشنه عناصر الجيش الحر من سوريين وفلسطينيين، يتوقع أن يقوم الجيش النظامي والأمن والشبيحة باقتحام المخيم في حال سقوطه، لا سيما أن سقوطه يعني سيطرة الثوار على الأحياء الجنوبية لمدينة دمشق بالكامل، وقطع طريق الإمدادات باتجاه اتوتستراد دمشق- درعا الدولي، والمنطقة الجنوبية من سوريا برمتها، فيما تتزايد حالات النزوح الجماعي من المخيم في ظل الاشتباكات الجارية، وتتعاظم الأزمة الإنسانية داخل المخيمات وبالذات أزمة الخبز والمحروقات في ظل شتاء قارس، ومعارك لا ترحم أحداً.