انطلاقاً من مبنى مكاتب يطل على "هايد بارك"، تبني تشيري بلير زوجة رئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير، إمبراطورية أعمالها بعيداً عن الأنظار، وتدير شركتين في مجال الاستشارات القانونية والأعمال الخيرية من الطابق العلوي لهذا المبنى في الخفاء، حيث لا توجد أي إشارة أو لوحة تدل على هاتف أو عنوان داخل المبنى أو خارجه لهاتين الشركتين، في تصرف مستغرب يتنافى مع ما تفعله الشركات العاملة عادة في هذا المجال. وفي تقرير نشرته أخيراً صحيفة ديلي تلغراف البريطانية عن مشاريع تشيري التجارية والخيرية، تبين أن الشركتين حققتا أرباحاً جيدة السنة الماضية مع توسع أعمال شركة الاستشارات الدولية في منطقة إفريقيا، واستلام جمعيتها الخيرية منحة بقيمة مليون جنيه إسترليني من إحدى أكبر شركات الاستشارات في العالم. وأفاد التقرير أن شركة الاستشارات القانونية مسجلة رسمياً في شارع "بيكر ستريت" وسط لندن، لكن لا أحد على مكتب الاستقبال في المبنى يعي بوجودها، ذلك أن محاسبي الشركة موجودون هناك فعلياً، فيما شركة المحاماة نفسها وتدعى "أمنية استراتيجي" تشغل الطابق العلوي في مبنى آخر قرب هايد بارك، حيث لا ذكر لأي ممارسة قانونية على لوحة أسماء المقيمين لا في داخل المبنى ولا خارجه. أسباب أمنية تقول الشركة إن أوضاعها بقيت سرية "لأسباب أمنية". لكن صحيفة "ديلي تلغراف" ترى نجاح الشركة انعكاساً لنجاح توني بلير، الذي لديه أيضاً مصالح كثيرة في إفريقيا، بما في ذلك جمعية خيرية تقدم استشارات لحكومات عدة، بما في ذلك الحاكم المستبد لرواندا. وفيما ينفق توني بلير معظم أوقاته عابراً العالم لعقد صفقات أكسبته ثروة طائلة تقدر بحوالي 70 مليون إسترليني، فإن تشيري، وهي أم لأربعة أولاد، مشغولة بمشاريعها الخاصة بتأمين عقود في نيجيرياوغانا وغابون والكاميرون في غرب إفريقيا، وقد فتحت مكتباً لشركتها في واشنطن أخيراً. وتوظف تشيري حالياً عبر المؤسسة الخيرية وشركة المحاماة ومكتبها الخاص 50 موظفاً تقدر مجموع أجورهم بأكثر من مليوني إسترليني في السنة. وهذه المؤسسات جميعها موجودة تحت سقف واحد، كما يعمل أيضاً من المكتب ابنها البكر الذي تزوج أخيراً، إيوان بلير، حيث يساعد في إدارة وكالة توظيف من هذا المكان. وتصف "أمنية استراتيجي" نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها "شركة محاماة دولية رائدة" قادرة على "حل المشكلات المعقدة التي تتطلب نهجاً مبتكراً ومتعدد التخصصات". وحصلت الشركة السنة الماضية من هيئة تنظيم المحاماة على حق تشغيل "بنية أعمال بديلة"، مما سمح لها "بتأمين نطاق أوسع من الخدمات إلى الزبائن" من شركات المحاماة التقليدية. كما تعمل في الشركة حفيدة ديوك أوف ويلنغتون صوفيا ويليزلي خطيبة مغني البوب جيمز بلنت. وكانت تساعد في الأشهر الأخيرة في تشجيع زبائنها الأفارقة في لندن. السوق الإفريقي و"أمنية استراتيجي" كانت تعمل السنة الماضية في الغابون، الدولة الفرنكوفونية الغنية بالنفط على ساحل إفريقيا الغربي. ويفهم أن أمنية تقدم "استشارات استراتيجية" إلى رئيس الغابون علي بونغو أونديمبا الذي انتخب في عام 2009، بعد أن خلف أباه الذي حكم الغابون منذ عام 1967 إلى حين وفاته في عام 2009. ولا تقتصر أعمال تشيري وفريقها في الغابون، فقد أفادت مصادر إعلامية أن شركة "أمنية استراتيجي" مثلت شركة هاتف خليوي كانت قد فازت بعقد لبناء وتشغيل شبكة نطاق عريض في غانا، وأظهرت اهتماماً في الفوز بأعمال في جيبوتي في القرن الأفريقي. كما مثلت تشيري بلير "أمنية استراتيجي" في إحدى المناسبات بنيجيريا أيضاً. والحسابات الخاصة ب "أمنية استراتيجي" التي حصلت عليها صحيفة "ديلي تلغراف" أظهرت 340 ألف جنيه إسترليني نقداً في شهر إبريل السنة الماضية فقط، مما يشير إلى أن الشركة كانت تحقق نجاحاً. والأمر ينطبق أيضاً على مؤسستها الخيرية النسائية، حيث تلقت منحة بقيمة مليون جنيه إسترليني على مدى سنتين، من أكبر شركات الاستشارات في العالم "اسنتور"، لتدير برنامجاً للتدريب على الأعمال في راوندا يضم 15 ألف امرأة. وهذه من أكبر المنح التي تتلقاها الجمعيات الخيرية، وتمثل تحولاً كبيراً عن عام 2009 عندما أجبرت الجمعية على خفض تكاليفها، وأقرضتها تشيري أكثر من ربع مليون إسترليني لموازنة حساباتها. وتشيري المحامية والقاضية التي ستبلغ 60 عاماً هذه السنة تعمل بدوام جزئي، حيث تذهب إلى مكتبها القريب من بيت العائلة في "كونوت سكوير" مرتين في الأسبوع. وكانت قد تعرضت لانتقادات لإنهائها خدمات الموظفة لويز ألين، وهي أم لولدين، وعدم السماح لها بالاستمرار بدوام جزئي، الأمر الذي بدا متناقضاً مع دفاعها عن مرونة عمل النساء في مقالاتها الصحافية. أعمال مزدهرة أفادت مصادر إعلامية أن شركة الاستشارات القانونية "أمنية استراتيجي" لتشيري بلير، تقدم استشارات استراتيجية إلى رئيس الغابون علي بونغو أونديمبا الذي انتخب في عام 2009، بعد أن خلف أباه الذي حكم الغابون منذ عام 1967 إلى حين وفاته في عام 2009. وتوظف أمنية مستشاراً قانونيا في ليبرفيل عاصمة الغابون يدعى ليوني ليغو تم التعرف عليه من موقع شبكة "لينكدن" للأعمال، وهو يدير أيضاً نادياً ليلياً شعبياً في ليبرفيل يدعى "هايب لوانج". والعقد مع الغابون يتضمن صياغة إصلاحات ووضعها في "نصوص قانونية لإدارة أمثل للتنوع البيئي والنظم الإيكولوجية". وقد أبرمت تشيري الصفقة خلال زيارة إلى الغابون مع وفد من "أمنية استراتيجي" السنة الماضية. ولا تقتصر أعمال تشيري وفريقها في الغابون، بل تطال غانا وجيبوتي ونيجيريا. البيان الاماراتية