تتصاعد الضغوط على الحكومة البريطانية للتصدي لظاهرة تجنيد الشابات صغيرات السن للقيام بأعمال إجرامية، وهو ما بات يُعرف بظاهرة «عصابات الفتيات»، وذلك بعد دراسة حكومية كشفت النقاب عن حقائق صادمة في هذا الشأن، من بينها تعرض بعض الفتيات إلى الاغتصاب المتكرر من شباب في مرحلة المراهقة، وإجبارهن على تهريب مخدرات أو أسلحة. ووفق تقارير فإن نحو 2500 طفل سقطوا ضحايا للاستغلال الجنسي من قبل عناصر إجرامية. والدراسة تحمل عنوان الفتيات والعصابات، وأعدتها المنظمة الخيرية للشبان في المناطق الحضرية، بالتعاون مع مركز العدالة الاجتماعية، وهو منظمة خيرية تابعة للحكومة وقد تضمنت مفاجآت مروعة للدوائر الرسمية في المملكة المتحدة، بعدما اتهمت مديري بعض المدارس بغض الطرف عن ممارسات العصابات التي تدور في مدارسهم، ومن بينها الاستغلال الجنسي للطالبات، وذلك من أجل المحافظة على سمعة المدارس التي يديرونها. وجاء فيها إن أعضاء العصابات يستغلون مسألة أن الفتيات لا يخضعن عادة لعمليات التفتيش الأمنية التي يتعرض لها الشبان والرجال من جانب عناصر الشرطة البريطانية، ولذا يلجؤون لتكليف المراهقات بتهريب أي مواد ممنوعة يرغبون في نقلها من مكان لآخر. وعادة ما تصف السلطات البريطانية الفتيات المتورطات في أعمال إجرامية بالمجرمات الخفيات، في إشارة إلى صعوبة اقتفاء أثرهن، وهو ما يعود بنظر نشطاء حقوقيين إلى أن الشرطة تركز شبهاتها على الصبية والشبان المجرمين بشكل أكبر. نسبة ضئيلة وتشير الأرقام إلى أن نسبة الفتيات اللواتي يتعرض للتفتيش من قبل قوات الأمن لدواعي الاشتباه لا تتجاوز 3 % في بعض المناطق، بينما تتراوح في مناطق أخرى بين 5 % و6 %. وقالت مصادر حقوقية في تصريحات لها إن أعداداً متزايدة من الفتيات البريطانيات ينخرطن في عالم من الأنشطة الإجرامية ويتعرضن للاستغلال. وليس بوسعنا التلكؤ في التحرك أكثر من ذلك. وفي السياق نفسه، دعا معدو الدراسة حكومة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتلك الممارسات، ووجهوا انتقادات للسلطات التي اتهموها بالتقصير في محاربة ثقافة الجريمة المنتشرة في داخل المدن منذ أعمال الشغب التي هزت بريطانيا قبل ثلاث سنوات. واستندت الدراسة إلى إفادات أدلى بها أعضاء سابقون في عصابات إجرامية وعناصر في الشرطة إلى جانب مسؤولين في جمعيات خيرية معنية بمحاربة الجريمة في أوساط الشباب. وورد في إفادة إحدى المجرمات السابقات أن صديقة لها اختطفت تقريباً بعد خروجها من المدرسة على يد رفيقها وثلاثة من أصدقائه، حيث اصطحبوها إلى مجمع سكني مجاور تحت تهديد سكين كانت بحوزة أحدهم. وأشارت الفتاة إلى أن صديقتها قد اغتصبت من قبل الصبية الأربعة، بل استدعوا لاحقاً أصدقاء لهم، ليصل عددهم إلى تسعة شاركوا في الاعتداء عليها بدورهم، وأحد هؤلاء كان في سن الثانية عشرة. مواجهة العنف وجُمعت بعض الإفادات من مناطق أطلقت فيها الحكومة برنامجاً لمواجهة أعمال العنف، سواء تلك التي يقدم عليها الشبان أو تقوم بها العصابات، وذلك إثر الشغب الذي اندلع في أغسطس عام 2011 في منطقة توتنهام شمالي لندن؛ عقب مقتل شاب في عقده الثالث برصاص شرطة العاصمة. وفي تلك الآونة، اتسعت رقعة العنف لتمتد إلى مناطق أخرى في إنجلترا، وشملت مصادمات أوقعت عشرات الجرحى، وكذلك عمليات إحراق لبعض المباني والمحال التجارية، ما دفع رئيس الوزراء إلى قطع رحلة كان يقوم بها إلى فرنسا، وأرغم البرلمان البريطاني على عقد جلسة طارئة لبحث الوضع. وأظهرت اللقطات التلفزيونية والتغطيات الصحافية أن الفتيات شاركن في أعمال الشغب والإحراق والسلب والنهب للمتاجر والمحال، وهو ما بدا مفاجئاً في ذلك الوقت لقطاعات واسعة من البريطانيين. وتفيد تقارير صدرت أخيراً، في بريطانيا أن نحو 2500 طفل سقطوا ضحايا للاستغلال الجنسي من قبل عناصر في عصابات إجرامية، فيما يشكل قرابة 16 ألفاً و500 آخرون ضحايا محتملين لمثل ذلك الاستغلال. غير أن فتيات تعرضن من قبل للتجنيد من قبل بعض العصابات، يؤكدن أن مثل تلك الأرقام ليست إلا «قمة جبل الجليد»، قائلات إن الأرقام الحقيقية أكبر من ذلك بكثير. عدم التفتيش أعضاء العصابات يستغلون مسألة عدم خضوع الفتيات لعمليات التفتيش الأمنية التي يتعرض لها الشبان والرجال من جانب عناصر الشرطة البيان الاماراتية