نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    تعيين شاب "يمني" قائدا للشرطة في مدينة أمريكية    الوية العمالقة توجه رسالة نارية لمقاتلي الحوثي    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    وفاة ثلاثة أشخاص من أسرة واحدة في حادث مروري بمحافظة عمران (صور)    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    التفاؤل رغم كآبة الواقع    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    انهيار وشيك للبنوك التجارية في صنعاء.. وخبير اقتصادي يحذر: هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



: دياسين : ينفي أعتزاله العمل السياسي و يشيد بمخرجات الحوار ويتجاهل تقييم الوضع الحالي وموقف الحزب من التجاوزات ..
نشر في الجنوب ميديا يوم 21 - 04 - 2014

ويقول وثيقة حل القضية الجنوبية ينقصها تنظيم العلاقة بين الدولتين السابقتين ببعض
دياسين : ينفي أعتزاله العمل السياسي و يشيد بمخرجات الحوار ويتجاهل تقييم الوضع الحالي وموقف الحزب من التجاوزات ..
المصيرأون لاين/صنعاء/خاص:
أكد الدكتور ياسين نعمان بأن خروجه من اليمن لعلاج ,وعودته القريبة لمواصلة العمل السياسي و قيادة الحزب الاشتراكي حتى انعقاد المجلس الوطني قريباً، وهي المحطة التي يمكن لأي قيادي أن يترجل عندها ويسلم الراية لآخرين.
وحذر الدكتور ياسين من تخطي مخرجات الحوار وشدد على ضرورة صياغة الدستور القادم بما يتفق كلياً معها, موضحاً بأن اليمن بالحوار استطاع أن يسجل تجربة خاصة به،
وأعتبر الدكتور ياسين بأن المشكلة الأساسية والتي تحتاج إلى حل جذري تنتظم في إطاره علاقة الدولتين السابقتين ببعض، فهذا الموضوع جرى إغفاله في شكل الدولة وهو ما يناقض الجزء الأول من وثيقة الحل الذي تحدث بوضوح عن هذه الإشكالية عندما تحدث عن الدولة الاتحادية. ومن العجيب أن أصحاب الستة الأقاليم الذين اتهموا مشروع الإقليمين بالانفصال هم أنفسهم تحدثوا عن إقليمين في الجنوب وأربعة في الشمال. وقارن .
وفي سياق متصل تناول الدكتور ياسين في كتاب يصدره قريباً بعنوان«عبور المضيق» في نقد أولي للتجربة تناولت كثيراً من الأسباب الخاصة بتكديس السلاح، ومحاولات الانقلاب على الحوار باستخدام أدوات النظام القديم، وكيف جرى نقل القضية الجنوبية من مائدة الحوار إلى يد السلطة في أشد اللحظات حاجة لدعم الحوار الذي كان قد تعرّض لضغوط جمة هدفت إلى إفشاله وإدخال البلاد من جديد في سديم المجهول .
يتردد أن مغادرة الدكتور ياسين سعيد نعمان اليمن كان لغرض تلقي العلاج، فيما فسّر على أنه انسحاب من الحياة السياسية؟ لماذا غادرتم اليمن؟ ومتى العودة؟
خرجت للعلاج، والحمد لله. قالوا إنني انسحبت من الحياة السياسية، غير صحيح، عليّ أن أواصل قيادة الحزب الاشتراكي حتى انعقاد المجلس الوطني قريباً، وهي المحطة التي يمكن لأي قيادي أن يترجل عندها ويسلم الراية لآخرين.
الدكتور ياسين ربّما يمثل العامل المشترك الأكبر بين الأحزاب.. ومكانتك عند الناس البسطاء وعند الشباب هي الغالبة.. داخل معظم الأحزاب أنت موجود وغيابك يؤثر عليهم.. دعك من النّخب والساسة والحسابات المدروسة عندهم، لكن هناك من هو أهم منهم وهم القطاع الأكبر من الناس، ماذا تقول لهم؟
لم أحترف السياسة حتى أترك لها مساحة من أي نوع لتقرير خياراتي السياسية والفكرية والاجتماعية، كانت السياسة بالنسبة لي وسيلة لتحقيق قناعات غالباً ما استخدمت فيها أدواتي الثقافية والأدبية والقيم التي أنا مؤمن بها، وفي مقدمتها الانحياز لمصالح الفقراء والتعبير عن هموم الناس، وتعلمت داخل الحزب الاشتراكي كثيراً في هذا المسار. ولذلك لا أقيس نجاحي أو إخفاقي من خلال مواقف النّخب، ولكن من علاقتي بهذه الفئات الاجتماعية التي أجدها أقرب إلى نفسي ربما ستلاحظ ذلك من خلال أبطال الروايات التي صدرت لي حتى الآن أو التي ستصدر، وأيضاً الكتابات السياسية والثقافية المتنوعة .
دعنا نعود لرؤية الحزب الاشتراكي للفيدرالية من إقليمين (شمالي وجنوبي)، ودعني أنساق أكاديمياً وراء ما ذهبتم إليه، وأستشهد بطرح أكاديمي لدى واحد من منظري الفيدرالية هو الانجليزي «دايسي»، الذي وضع شرطين لتشكل الدولة الفدرالية: الأول وجود عدة دول «وثيقة الارتباط ببعضها محلياً وتاريخياً وعرقياً أو ما شابه يجعلها قادرة على أن تحمل - في نظر سكانها - هوية وطنية مشتركة». والشرط الثاني «الرغبة الوطنية في الوحدة الوطنية والتصميم على المحافظة على استقلال كل دولة في الاتحاد».. مع أن هناك من قال بغير هذا الكلام من مفكِّرين ومنظرين، وهناك من يرى ضرورة وجود دراسات ديمغرافية وجغرافية وتاريخية واقتصادية عند إقامة فيدرالية اتحادية.. فعلى أي منطلقات تستند رؤية الحزب الاشتراكي، مع العلم أن هذه الرؤية لم تستند إلى أية دراسات مسحية؟
رؤية الحزب الاشتراكي بشأن شكل الدولة قامت بالاستناد إلى حقيقة أن هناك قضية في الجنوب تكونت ببُعدها السياسي بسبب فشل الوحدة الاندماجية التي تمت سلمياً بين دولتي الشمال والجنوب عام 1990، وانتهت إلى حرب 1994التي أعقبها توسيع نفوذ نظام الجمهورية العربية اليمنية بالقوة العسكرية على الرقعة الجغرافية التي كانت تحمل اسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. أي أن الشروط والأسس التي قامت عليها الوحدة انتهت من الناحية العملية، ولم تستطع أدوات القوّة العسكرية الجديدة أن تخلق على الأرض شروط استمرار بقاء تلك الوحدة بالصيغة التي أسفرت عنها الحرب. كان لا بُد والناس يتحاورون أن يتم تصحيح هذا الوضع، سواء ذلك الذي تمثل في الوحدة الاندماجية الفاشلة، أو ذلك الذي رتبته حرب 1994. للأسف البعض ظل مشدوداً إلى الوضع الذي استقرت عليه الأمور بحرب 94، وأراد أن ينطلق من هذه المحطة لإصلاح جزئي يعالج فيه بعض أخطائه دون أن يعترف بأن هناك قضية من غير الممكن تجاوزها أو دفنها بترتيبات لا تنطبق إلا على الشمال بمفرده أو الجنوب بمفرده كدولتين سابقتين يمكن أن نعالج مشكلة الإدارة المركزية في أي منهما، أما المشكلة الأساسية والتي تحتاج إلى حل جذري تنتظم في إطاره علاقة الدولتين السابقتين ببعض، فهذا الموضوع جرى إغفاله في شكل الدولة وهو ما يناقض الجزء الأول من وثيقة الحل الذي تحدث بوضوح عن هذه الإشكالية عندما تحدث عن الدولة الاتحادية. ومن العجيب أن أصحاب الستة الأقاليم الذين اتهموا مشروع الإقليمين بالانفصال هم أنفسهم تحدثوا عن إقليمين في الجنوب وأربعة في الشمال. وقارن .
لا يجب أن نتخطى الحوار الذي جسد التوافق الوطني..هناك تسوية سياسية قامت على قاعدة التغيير. والسؤال هنا: ما هو التغيير الذي شملته التسوية؟
قلت سابقاً لقد تركنا الأيديولوجيا كلقاء مشترك ونزلنا إلى الواقع.. الآن وبعد مشاركة المشترك في حكومة الوفاق بينه وبين المؤتمر عادت بعض أصوات الأيديولوجيا إلى الارتفاع هنا وهناك.. ما تعليقكم؟
كثيراً ما تحدثت عن الأيديولوجيا بمفهوم «الدوغما»، التي ترفض الآخر وتتعسفه، ولا تقبل بالتعايش إلا مع نفسها، ثم ينتهي بها المطاف إلى الصراع الداخلي كما تقول كثير من التجارب التاريخية. هذا النوع من الأيديولوجيا تجاوزته التجربة السياسية اليمنية في صورة مكوناتها التي نشأت أيديولوجياً وانتقلت جميعها إلى العمل السياسي. بقيت مخلفات هنا وهناك تقاوم هذا الانتقال، وتبطئ في أحيان كثيرة عملية التحول والتفاهم، وتعطل أحيانا تصحيح المسارات وكثير من المحطات التاريخية التي تشكل بثقلها رهانات ضخمة أمام قدرة هذه القوى على تجاوزها والسير إلى الأمام. بالطبع، لا أقصد بالتجاوز هنا إخراجها من معادلة الإصلاحات الجذرية التي يتوجب على هذه القوى القيام بها. بدون هذه الإصلاحات الضخمة والجريئة ستجد هذه القوى نفسها محاصرة بهذه المحطات، كلما سارت إلى الأمام خطوة شدتها إلى الوراء أميالاً .
الثورة كعملية تغيير مستمرة من تغيير النظام إلى ما بعد بناء الدولة وتحقق الاستقرار والرفاهية للشعب مرت بمراحل المظاهرات والاحتجاجات وأدت إلى اندلاع انتفاضة أطاحت بالنظام وهي تمر اليوم بعد مؤتمر الحوار بخفوت صوتها، في الوقت الذي تتصاعد فيه إرهاصات لحرب أهلية قادمة من صعدة، مع انتشار الجماعات المسلحة في مناطق كثيرة، مرة في إب وأخرى في حضرموت وثالثة في عدن مع تفاوت في تسميات تلك الجماعات حيث توصف بعضها بأنها إرهابية ويتم مواجهتها، فيما يغض الطرف عن الأخرى لحسابات سياسية..
السؤال: ما الذي يجب على الناس أن يفعلوه لاستمرار ثورتهم؟ وكيف يتجاوزن مطبّات الجماعات المسلحة التي ترفض الانخراط في العملية السياسية؟
لا يجب أن نتخطى الحوار الذي جسد التوافق الوطني، هناك تسوية سياسية قامت على قاعدة التغيير. والسؤال ما هو التغيير الذي شملته التسوية؟ والجواب هو أن هذا التغيير تمثل في مستويين: المستوى الأول كان نقل السلطة من الرئيس السابق إلى رئيس توافقي منتخب، وتشكيل حكومة وفاق وطني من الأطراف التي وقعت على المبادرة والآلية التنفيذية. واشتمل هذا المستوى على قضايا جوهرية في عملية التغيير اعتبرت مهاماً يجب إنجازها خلال المرحلة الانتقالية مثل الحل العادل للقضية الجنوبية، وحل قضية صعدة، وهيكلة الجيش والأمن وتهيئة البلاد وإعدادها لتطبيق الحكم الرشيد وغيرها من المهام المرتبطة بمغادرة الماضي من خلال تطبيق قانون للعدالة الانتقالية ثم المصالحة الوطنية. أما المستوى الثاني للتغيير فهو ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار والمتعلق بالعقد الاجتماعي لبناء الدولة، والسؤال لماذا نعود إلى المربع الأول الذي كانت عليه البلاد قبل الثورة وقبل التسوية وقبل الحوار؟ ولمصلحة من يتم ذلك؟ لا بُد أن نبحث في الأسباب. شخصياً أجبت على هذه الأسئلة في كتاب انتهيت منه مؤخراً وسأصدره قريباً -إن شاء الله- بعنوان «عبور المضيق» في نقد أولي للتجربة تناولت كثيراً من الأسباب الخاصة بتكديس السلاح، ومحاولات الانقلاب على الحوار باستخدام أدوات النظام القديم، وكيف جرى نقل القضية الجنوبية من مائدة الحوار إلى يد السلطة في أشد اللحظات حاجة لدعم الحوار الذي كان قد تعرّض لضغوط جمة هدفت إلى إفشاله وإدخال البلاد من جديد في سديم المجهول .
ضمن ما يعرف ب»صراع الأجيال» تتعالى اليوم في اليمن أصوات شابة من داخل كل الأحزاب تطالب بتولي دفة قيادة أحزابها، استمرار الوضع غير المستقر في البلد ربما يجعل مثل هذه الأصوات تقوم بتغيير قيادات الأحزاب والدولة على السواء.. ألا ترون كقيادات حكيمة لها تاريخها العريق أن أفضل طريقة لصراع الأجيال هي تأهيل الأجيال الجديدة لخوض تجربة قيادة الأحزاب والسلطة؟
تشويه الخصم لجأت إليه الأحزاب الفاشية والنازية في تاريخ العمل السياسي.. وممارسة التشويه تعبّر عن حالة من الضعف النفسي تحتاج في كثير من الحالات إلى علاج
لست مع مصطلح صراع الأجيال، نحتاج إلى تعبير يجسّد الحاجة إلى التكامل والتواصل بين الأجيال فيما يشبه رياضة سباق التتابع، كل جيل يسلم الراية للذي بعده ليواصل المشوار. لا أعتقد أن المشكلة اليوم تكمن في أن جيل «الشيوخ» لا يريد أن يخلي مواقعه لجيل الشباب. المشكلة تكمن في كيفية تنظيم وإدارة عملية الانتقال حتى لا تبدو المسألة وكأنّ جيلاّ يهجر جيلاً آخر. الأسلوب التحريضي يوسّع الهُوة، فلكل جيل تضحياته، وله منجزاته، وله أخطاؤه .. يقول الروائي الشهير الداغستاني رسول حمزاتوف: لا تطلق النار على الماضي حتى لا يطلق المستقبل مدافعه عليك. طبعا لا بد من أن يأخذ جيل الشباب مكانه الطبيعي وعلى وجه السرعة في الأحزاب وفي الدولة ومنظمات المجتمع المدني وغيرها من المواقع. رأيت الشباب في الحوار شعلة متقدة، لديهم الوعي الناضج بمشاكل البلاد، وكان لهم إسهامات فعالة في إنتاج الحلول.. الوحيدون الذين كانوا يتطلعون نحو المستقبل بدون حمولات الماضي .
انتهى مؤتمر الحوار الوطني بوثيقة مخرجات توافقية.. وحالياً تنتظر البلاد قولبتها وفق دستور جديد.. فهل سيكون الدستور المنتظر بمستوى تطلعاتكم وتطلعات اليمنيين بشكل عام نحو المستقبل المنشود؟
الدستور يجب أن يُصاغ بما يتفق كُلية مع مخرجات الحوار الوطني، وأي خروج عن هذا سيعد مخالفاً لما أجمع عليه الحوار. وأعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها اليمن دستور سلطة التغلّب. الدولة العربية الحديثة هي دولة الغلبة بكل معنى الكلمة، ولم تعرف مفهوم العقد الاجتماعي في تاريخ تجاربها الثورية وغير الثورية. اليمن بالحوار استطاع أن يسجل تجربة خاصة به، المهم هو أن تصل إلى الشاطئ بسلام .
تتعالى بين الحين والآخر أصوات تنتقد، أو بالأحرى تحرّض، ضد الأحزاب والحزبية عموماً.. ونال الحزب الاشتراكي نصيب منها.. هل ذلك يصب في مصلحة الأحزاب لإصلاح أدائها، أم أنه يصب – كما يرى آخرون - في مصلحة الجماعات المسلحة التي ترى في الحزبية والعمل السياسي نوعاً من إضاعة الوقت، وأن ما تقوم به من استخدام للسلاح واللجوء للعنف هو السبيل الوحيد للخلاص وتحقيق الأهداف؟
شهدنا خلال الفترة الماضية تحريضاً ضد الأحزاب، بعضه ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، وبعضه حق يُراد به باطل، وبعضه مسحوب من لسانه، بتعبير إخواننا المصريين. لا يمكن أن نتحدث عن ديمقراطية تعددية من غير أحزاب. يمكن أن تنتقد أداء الأحزاب، لكن أن تجعل من الواقع الصعب الذي تعيشه دعوة لتصفية العمل الحزبي على أساس أنه ما ينفعش ويضر أكثر مما يفيد. دعوات تثير أكثر من سؤال، ولا أعتقد أنها بريئة.
في المقابل شهدنا محاولات تشويه متعمدة بالحق والباطل للخصم السياسي أو الغريم السياسي، وهو بالطبع شريك سياسي، وإلصاق التهم به ومحاولة التحريض عليه محلياً وإقليمياً ودولياً من خلال تصريحات بعض السياسيين وعبر وسائل إعلام حزبية وتابعة، وفق بروجندات يعتقد أنها تلبِّي مخططاً إقليمياً وربما دولياً.. كيف تفسرون مثل هذه الحالة؟
تشويه الخصم لجأت إليه الأحزاب الفاشية والنازية في تاريخ العمل السياسي. جوبلز في ألمانيا الهتلرية كوّن مدرسة لا تضاهيها أخرى في تشويه الخصوم، وفي تاريخنا الإسلامي شوه الفرس الذين كانوا في بلاط العباسيين كثيراً من الخلفاء العباسيين وقدموهم على أنهم أصحاب مجون فقط، على الرغم أن سيرهم في واقع الأمر كانت تختلف عن ذلك كلية. التشويه عمل قبيح لا يمارسه إلا أصحاب الفعل القبيح. كل صاحب فعل جميل وفكر جميل لا يمكن أن يمارس التشويه. وهناك فرق شاسع بين النقد والتشويه. والمتحامل لا يستطيع أن يمارس النقد؛ لأن لغته ووضعه النفسي لا يساعدانه إلا على التشويه.. ولذلك نجده في البداية يُسيء إلى خصمه، لكنه بعد ذلك يبدأ رحلة الإساءة إلى نفسه. مُمارسة التشويه تعبّر عن حالة من الضعف النفسي تحتاج في كثير من الحالات إلى علاج .
على المشترك أن يقيم تجربته في ضوء ما عاشه من وقائع منذ مشاركته في السلطة شريطة أن يكون التقييم جاداً ومسؤولاً وشفافاً.. لقد أنجز مهمة تاريخية في نضاله السياسي ومن الخطأ ن يذهب ذلك دون أن يحدث تراكماً إيجابياً على الحياة السياسية
ما تقييمك لأداء المشترك مؤخراً؟ وماذا عن تطويره خطة عمل للمرحلة القادمة تختص بإستراتيجية بناء الدولة؟
المشترك يحتاج أن يقيم تجربته في ضوء ما عاشه من وقائع منذ مشاركته في السلطة، شريطة أن يكون التقييم جاداً ومسؤولاً وشفافاً. أنجز مهمة تاريخية في نضاله السياسي، ومن الخطأ أن يذهب ذلك دون أن يحدث تراكماً إيجابياً على الحياة السياسية. لا يجب أن تدفن هذه التجربة بتلك الخفة التي يتعامل بها بعض الطارئين معها، وهم الذين لم يروا في المشترك سوى سلّم لتبوؤ المناصب، أو من كان يراه سلماً للعبور أو لتصفية حسابات أو .. أو.. المشترك نهج معاصر في العمل السياسي لم يكن قادراً عليه سوى القوى التي تتسنّم صدارة مسيرة التغيير، ويبقى أن تثبت ذلك في مسيرة البناء .
أنا دائماً أطرح فكرة لا مشكلة في الاختلاف حول كل ما هو خارج اليمن ما يهمني هو الاتفاق على بناء الدولة في اليمن.. كيف تنظر إلى خارطة تحالفات العالم بعد مُضي ثلاثة أعوام على الربيع العربي، انقلاب مصر، وتحول سوريا إلى معركة ضد الشعب السوري، احتلال روسيا للقرم؟
اتفق تماماً معك في هذه النقطة، ولا أضيف لها شيئاً، فتعبيرك هو الأكمل .
إشترك الأن في قائمتنا البريدية
المزيد من : حوارات وتقارير
المصير اونلاين


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.