قال الدكتور ياسين سعيد نعمان امين عام الحزب الاشتراكي اليمني انه سيعود قريباً الى ارض الوطن لمواصلة قيادة الحزب الاشتراكي لحين انعقاد المجلس الوطني باعتباره المحطة التي يمكن فيها لأي قيادي الترجل وتسليم الراية لغيره. وحذر نعمان من مغبة تخطي مخرجات الحوار الذي جسد التوافق الوطني مشدداً على ضرورة تنفيذ تلك المخرجات على أرض الواقع على اساس التسوية السياسية التي قامت على قاعدة التغيير. مشدداً على ضرورة ان يُصاغ الدستور القادم بما يتوافق مع مخرجات الحوار الوطني وقال ان اي خروج على ذلك سيعد مخالفاً لما اجمع عليه الحوار مضيفاً ان عملية صياغة الدستور تعد المرة الاولى التي يتجاوز فيها اليمن دستور ما وصفها بسلطة التغلب. وقال "الدستور يجب أن يُصاغ بما يتفق كُلية مع مخرجات الحوار الوطني، وأي خروج عن هذا سيعد مخالفاً لما أجمع عليه الحوار. وأعتقد أن هذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها اليمن دستور سلطة التغلّب. الدولة العربية الحديثة هي دولة الغلبة بكل معنى الكلمة، ولم تعرف مفهوم العقد الاجتماعي في تاريخ تجاربها الثورية وغير الثورية. اليمن بالحوار استطاع أن يسجل تجربة خاصة به، المهم هو أن تصل إلى الشاطئ بسلام .". وانتقد د. ياسين سعيد نعمان ما تتعرض له بعض الاحزاب من حملات تحريضية وقال " شهدنا خلال الفترة الماضية تحريضاً ضد الأحزاب، بعضه ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، وبعضه حق يُراد به باطل، وبعضه مسحوب من لسانه، بتعبير إخواننا المصريين. لا يمكن أن نتحدث عن ديمقراطية تعددية من غير أحزاب. يمكن أن تنتقد أداء الأحزاب، لكن أن تجعل من الواقع الصعب الذي تعيشه دعوة لتصفية العمل الحزبي على أساس أنه ما ينفعش ويضر أكثر مما يفيد. دعوات تثير أكثر من سؤال، ولا أعتقد أنها بريئة". واشار في حوار ليومية المصدر الى ان عمليات تشوية الخصم لجأت إليه الاحزاب الفاشية والنازية في تاريخ العمل السياسي وقال " تشويه الخصم لجأت إليه الأحزاب الفاشية والنازية في تاريخ العمل السياسي. جوبلز في ألمانيا الهتلرية كوّن مدرسة لا تضاهيها أخرى في تشويه الخصوم، وفي تاريخنا الإسلامي شوه الفرس الذين كانوا في بلاط العباسيين كثيراً من الخلفاء العباسيين وقدموهم على أنهم أصحاب مجون فقط، على الرغم أن سيرهم في واقع الأمر كانت تختلف عن ذلك كلية. التشويه عمل قبيح لا يمارسه إلا أصحاب الفعل القبيح. كل صاحب فعل جميل وفكر جميل لا يمكن أن يمارس التشويه. وهناك فرق شاسع بين النقد والتشويه. والمتحامل لا يستطيع أن يمارس النقد؛ لأن لغته ووضعه النفسي لا يساعدانه إلا على التشويه.. ولذلك نجده في البداية يُسيء إلى خصمه، لكنه بعد ذلك يبدأ رحلة الإساءة إلى نفسه. مُمارسة التشويه تعبّر عن حالة من الضعف النفسي تحتاج في كثير من الحالات إلى علاج". واوضح د. نعمان ان المشترك انجز مهمة تاريخية في نضاله السياسي لافتاً الى انه يحتاج الى تقييم تجربته وتابع قائلاً " المشترك يحتاج أن يقيم تجربته في ضوء ما عاشه من وقائع منذ مشاركته في السلطة، شريطة أن يكون التقييم جاداً ومسؤولاً وشفافاً. أنجز مهمة تاريخية في نضاله السياسي، ومن الخطأ أن يذهب ذلك دون أن يحدث تراكماً إيجابياً على الحياة السياسية. لا يجب أن تدفن هذه التجربة بتلك الخفة التي يتعامل بها بعض الطارئين معها، وهم الذين لم يروا في المشترك سوى سلّم لتبوؤ المناصب، أو من كان يراه سلماً للعبور أو لتصفية حسابات أو المشترك نهج معاصر في العمل السياسي لم يكن قادراً عليه سوى القوى التي تتسنّم صدارة مسيرة التغيير، ويبقى أن تثبت ذلك في مسيرة البناء". وكشف د. نعمان عن انتهائه من تأليف كتاب جديد بعنوان "عبور المضيق" تناول فيه العديد من الاسباب الخاصة بتكديس السلاح ومحاولات الانقلاب على الحوار باستخدام أدوات النظام القديم بالاضافة الى كيفيات نقل القضية الجنوبية من مائدة الحوار الى يد السلطة في أشد اللحظات حاجة الى دعم الحوار الذي تعرض لضغوط بهدف افشاله.