انتهت احتفالية اليوم العالمي للكتاب، وتقام كل عام في 23 أبريل، وكانت احتفالية 2014 خجولة في تصنيفي. أمة اقرأ تستطيع أن تكون أكثر سخاء بالتشارك حول الكتاب وجعل احتفاليتها به إبداعية ونموذجية، إلى جانب احتجاجي الصغير على ما احتلته الاحتفالية من مساحة متواضعة صعب أن يكون للكتاب يوم عالمي واحد، وليته يتحول إلى أسبوع عالمي، واقعنا وقسوته يستحقان هذا المتنفس لإنعاش الفعاليات ومنحها الوقت اللازم، ولا أقول للتشبع، فعشاق الكتب ومن شغفهم مرتبط بهذا العالم يعلمون جيداً أن مناهل المعرفة كالماء والهواء، رئة الحياة ولا غنى عنها طوال العام، تعمدت أن يكون مقالي بعد الفعالية لكسر فكرة التوقيت، وتنميط فعل القراءة. الكتب أصدقاء لا يمكن الاحتفال بهم ليوم ثم إعادتهم إلى رفوف مكتباتنا الجميلة. أعتبر نفسي مسلمة باختياري وليس بالوراثة، ولم تهدأ روحي أو تعرف السلام الداخلي حتى اطلعت على ما تيسر من كتب مقارنة الأديان، وفي ظلمات الحيرة والشك ومطالعة كتب الميتافيزيقيا «علوم ما وراء الطبيعة» جاء التأمل والتدبر ليكون مجرد رافد للكتب والإصدارات التي ومع تفاسير القرآن الكريم، والاطلاع على محتوى السنة النبوية انتهت بي إلى منطقة الاستقرار الروحي. تلا قلق البدايات، ذلك الشعور الذي تسقطه الأنثى بمرارة على دينها عندما تتأمل في المجتمع وتراه يكيل لها الممارسات والتناقضات، ولن تفصل بين الواقع وما هو تاريخي من أفعال البشر من دون اطلاع وقراءة مكثفة تفك الارتباط بين راهن المتعايش معه، وما أمرنا به أمراً كمسلمين كالقراءة والتدبر والتأمل. يفترض في هذا التحريض أن يصل بالمطّلع ومن ينهل من العلوم أن ينتهي إلى خلاصات واستنتاج يبدد الحيرة ويبعث الاستقرار في الحياة. الذهاب عبر آفاق الكتب والإصدارات، إذا انتقيت بعناية، أشبه بصمام الآمان عندما يغيب الحوار مع الآخر، الأسرة والنخب التي تتضخم لديها الأنا وبأنانية لا تقدم المفيد، أو تستخدم علوم التنمية الذاتية كما فعل بعض مشاهير أعضاء التنظيم الإرهابي الهالك لتضليل الناس واستلاب عقولهم. القارئ الباحث عبر القراءة عن تحقيق غاية عليه ألا يسمح بوجود وسطاء يؤجر عقله لهم، فحتى من اطلعت على إصداراتهم كانت المعركة بيني وبين سطورهم تحتدم ولا أفوت تدوين وتسجيل اختلافي واعتراضي واحتجاجاتي الصغيرة على الهوامش. أنيروا دروب حياتكم بالاطلاع، وليكن القرآن وتفاسيره والسنة النبوية، خصوصاً ما يتعلق بأساسيات الحياة على رأس القائمة. الأهم اختلفوا كثيراً مع من تطالعون حروفه بدلاً من اختيار التبعية والتسليم، الاختلاف هنا ينطلق من قوة التدبر والتأمل بما يعني نهاية جميلة لتلاحم فكرتين وأكثر من روح تتوق إلى الارتواء المعرفي واستقرار الوجدان، وليس التبعية والاستلاب الفكري. The post يوم الكتاب العالمي .. والأصدقاء appeared first on صحيفة الرؤية. الرؤية الاقتصادية