الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    الخطوط الجوية اليمنية تصدر توضيحا هاما    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العقل والقرآن

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ}[الأنفال:22]، ويقول عز من قائل {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}[الحج:46] فأي عقلية ينشئها القرآن الكريم؟ وما الآثار التي ترتبت على النزعة العقلية؟ وما المسالك التي تعطل وظيفة العقل؟
"العقل القرآني" وهذا محور الحوار في هذا اللقاء مع فضيلة الدكتور حسن الشافعي أستاذ الفلسفة الإسلامية في كلية دار العلوم وعضو مجمع اللغة العربية بالقاهرة، والدكتور عبد المجيد النجار الأمين العام المساعد للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، والمستضافين في برنامج "الشريعة والحياة"
معنى العقل في القرآن ودلالة الحديث عنه
* فضيلة الدكتور حسن، القرآن الكريم امتلأ بخطاب العقل يعني 49 آية تتحدث بشكل صريح مئات الآيات تتحدث بشكل غير صريح عن العقل، ما دلالة كل ذلك؟
- لا شك أنه كما تفضلتم ترد صيغة العقل ببنية مختلفة أو ببنى مختلفة في القرآن الكريم تصل إلى نحو خمسين وإن كان المتصل بالملكات الإنسانية أوسع من ذلك. الملاحظات التي يلاحظها المفسرون والمفكرون حول موقف القرآن الكريم من العقل أو حديثه عن العقل أو خطابه عن العقل كما تفضلتم يتميز بأشياء منها أولا أنه يتكلم عن العقل في حالة العمل، لا يتكلم عن العقل كلاما من حيث التكوين الفيزيق ولا الميتافيزيقي ويلفت النظر عن ذلك ويوجه التفكير إلى العقل في حالة العمل، فهو يتكلم يتدبرون، يعقلون، يتفكرون، ينظرون، وليس النظر إلا النظر العقلي، ليس مجرد إذا أمر الله تعالى الإنسان {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ..}[الملك:4] يغمض وينظر مرة أخرى، ولكن أن يعيد التفكير والنظر في الموضوع محل التأمل مرة أخرى، فهذه الطريقة القرآنية في ترك الكلام عن حقيقة العقل أو ماهية العقل إلى عمل العقل التدبر والتأمل والتفكر والنظر إلى آخره له قيمة وهو أن المهم في الأمر هو استخدام هذه القوة التي منح الله تبارك وتعالى للإنسان والتي ناط بها التكليف، يعني لا يجب على العبد أي شيء إلا بشروط منها أن يبلغ وأن يبلغ رشيدا وأن تبلغه الدعوة فإذا تأملها بعقله واهتدى إلى الحق في ذلك كما يقول كل علماء المسلمين في العقيدة إن أول واجب على المكلف معرفة الله تعالى ومعنى ذلك أنه عليه أن يتوصل بتأمله وتفكيره، نعم قالوا إن من يتصادف أن يعرف الحق ولو بأن ينشأ في بيئة تهديه إلى ذلك أو أن يصادف ولو واقعة في حياته تلفته إلى الجانب الروحي من الحياة لكن الأساس في التوجه إلى الله عز وجل الخطوة الأولى هي خطوة عقلية ويكفي أن برهان كل رسول يتمثل في معجزته، ولكن المعجزة واقعة، إن طريقة دلالة المعجزة على صدق الرسول فتلك خطوة عقلية.
* إذاً الهدف الأساس هو استخدام هذه المنحة الإلهية العقل التي كانت تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، فضيلة الدكتورعبد المجيد النجار أيضا هناك حديث عن عقل إسلامي، عقل يوناني، عقل فلسفي، عقل أوروبي وغير ذلك، يعني عن أي عقل يتحدث القرآن الكريم؟
- الحقيقة العقل في ذاته كملكة خلقها الله تعالى في الإنسان ليعرف الحقيقة بها هو عقل واحد عند جميع بني البشر، حتى قيل أو قال بعضهم إن الله تعالى كان عادلا في كل شيء ومن عدله أن قسم بين بني البشر ملكة العقل. ولكن المقصود بما كنت تذكر من عقل إسلامي وعقل يوناني إلى آخره، المقصود ليس هو العقل من حيث ذاته وإنما هو الطريقة والمنهجية التي يسلكها العقل في الخطوات التي يبحث من خلالها عن الحقيقة فهذه الطريقة وهذه المنهجية هي التي تختلف بين ثقافة وأخرى بين حضارة وأخرى بين فلسفة وأخرى، ومن هنا كان للإسلام منهجية خاصة به في استعمال العقل فقيل عقل إسلامي من هذا المنظور وقيل من هذا المنظور أيضا عقل فلسفي وعقل يوناني إلى آخره، فالتفرقة هذه في الأسلوب والمنهجية وليست في ذات العقل كملكة.
* فضيلة الدكتور الشافعي ربما سبق أن ذكرتم أن القرآن الكريم تحدث عن العقل بصيغ الفعل المتعددة، تحدث عن أولي الألباب تحدث عن التفكر عن التبصر تحدث عن التدبر والنظر، نعم تحدث عن كل ذلك، يعني ما العلاقة بين كل هذه المصطلحات؟
- العلاقة في الحقيقة في تقديري إن مما يلفت نظرنا في الآية التي افتتحتم بها الكلام أن القرآن يتكلم عن القلب والواقع أن اللغة العربية إذا وصفت الإنسان بالذكاء فيقال فلان ذكي القلب لا يقال ذكي العقل، هذا في أصل اللغة، فالقلب هو مجموع الملكات الإنسانية، ملكات الوعي الإنسانية والعقل يعني ضرب منه لأن لدى الإنسان في الحقيقة ملكات عديدة للوعي بذاته وبما حوله، تلك هي وظائف العقل، أن يدرك بيئته نفسه وما حوله ولذلك فإن أول درجات الإدراك تأتي من الإدراك الحسي ولمس الأشياء ولا يعرف الطفل أمه أولا إلا بلمس مورد اللبن منه ورائحتها فهي كلها ملكات حسية، ولكن تنمو الشخصية النفسية الذاتية للإنسان فتأتي الملكات النفسية الحب والبغض والكراهية ونحو ذلك والعواطف التي تنبني عليها ثم يأتي بعد ذلك تجريد الأفكار وهو ما يسمى عادة بالعقل وإن كان كل أولئك عقلى ويأتي فوق ذلك كله الوعي الروحي وما يصل في المختارين من عباد الله إلى الوحي والتلقي عن الله ذاته، فالعقل يشمل كل ذلك بمصطلح القلب، فالمستوى الأول له هو الإدراك الحسي وهو الذي يستخدمه القرآن بمصطلح الصدر، ثم يأتي بعد ذلك الإدراك الداخلي الذاتي سواء عن طريق المعاني التي غرست في النفس من الفطرة وهو ما يدرك، كل إنسان يدرك أنه موجود وكل إنسان يدرك أنه لا يمكن أن يجتمع النقيضان بأن يكون هو موجودا ومعدوما في وقت واحد، إلى نحو ذلك، فهذه الحقائق الفطرية الموجودة في الإنسان التي يستخدمها بعد ذلك في بناء أفكاره هو ما يسمى بالإدراك الذاتي أو الإدراك القلبي، ولكن من معاني القلب "اللب" ولذلك تجد أن القرآن يلفت النظر إلى أولي الألباب ويقول الذين لا يدرها إلا.. آية لأولي الألباب وهذا هو الجانب الروحي من الإنسان اللب الداخلي والعمق الداخلي وإن كان القرآن يتكلم عما وراء ذلك أيضا فيتكلم عن الوعي وما تحت الوعي وفوق الوعي، وتقول الآية في سورية طه {..يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}[طه:7] فالسر هو ما تعلمه وتخفيه عن الآخرين ولكنه ما هو أخفى من السر؟ ما لا يعلمه الإنسان عن نفسه، ولذلك من أدعية النبي صلى الله عليه وسلم يقول "وما أنت أعلم به مني" فسواء أخذتها بأفعال التفضيل يعني أكثر علما أو أوضح علما أو هو العلم الأصلي، وما تعلمه في وما أعرفه عن نفسي وذلك هو ما دون الوعي. مجموع ملكات الإنسان المتعلقة بالوعي هي العقل أو القلب بالمصطلح القرآني.
العقل في الوعي الديني والمواقف من الفلسفة والترجمة
* فضيلة الدكتور النجار يعني عندما نتحدث بالقرآن الكريم بالإسلام بشكل عام عن العقل نجد هناك قيمة كبيرة عن العقل في وعينا الديني وفي تراثنا الإسلامي، ولكن أيضا في الوعي الديني ثمة خوف من العقل، هناك ربما تحقير للعقل في بعض المواقع على خلاف ما يقدم القرآن الكريم العقل، كيف تفسرون ذلك؟
- أظن أن هذا كان من بعض المسلمين ومن بعض الفرق رد فعل يتمثل في تخوفهم مما ظهر في التاريخ الفكري الإسلامي من آراء ومن أفكار وربما من فلسفات طبيعتها أنها تخالف الشرع، تخالف أحكام الشرع وربما أحيانا خالفات بعض الثوابت من أحكام الشرع وذلك باسم العقل أو تحت عنوان العقل والتفكير، فكان هناك نوع من الاحتراز والتحفظ على العقل بهذا المفهوم لكن بصفة عامة لا نجد في الحضارة الإسلامية وفي التاريخ الفكري الإسلامي ما يستنقص العقل بمعنى العقل الذي بالمعنى الذي كنا نشرحه منذ حين، بل هذا التاريخ الفكري منذ بدأ المسلمون إلى اليوم هم يعلون من شأن العقل بفهمومه الصحيح ويجعلونه في أعلى مرتبة من مراتب الوعي والإدراك الإنساني.
* نعم على الطرف الآخر فضيلة الدكتور يعني كما يوجد هناك أناس يحقرون العقل هناك أناس ربما ألهوا العقل وجعلوه الحاكم والسلطان على كل شيء.
- هو هذا الطرف المقابل، هناك بعض الناس في عصرنا خاصة وربما بعض الأفراد في تاريخ سابق باسم العقل أهدروا أحكام الشرع باعتبار أن العقل هو القيم على الشرع وهو الحاكم عليه فيقال العقل هو الذي يحكم في هذه القضية وفي تلك وجاؤوا بتعلات وبتبريرات لاستبعاد الشرع في حكمه في القضية التي يقولون إنها عقلية، ومن هنا جاءت هذه الفئة أو نشأت هذه الفئة قديما وحديثا التي تعلي من شأن العقل إعلاء غير صحيح لتجعله فوق النقل أو فوق الشرع وحاكما على الشرع وهذا يعتبر أحد طرفي التطرف إذا شئت في مقابل أولئك الذين يهملون العقل ويقللون من شأنه، والحقيقة إن الإسلام وإن مجمل المسيرة التاريخية للفكر الإسلامي تضع العقل في مساره الصحيح في مساره الوسطي الذي وضعه فيه القرآن الكريم.
* عندما نتحدث عن العقل فضيلة الدكتور حسن لا يغيب عنا أن نتحدث عن ذروة العقل وهي الفلسفة، يعني العرب لم يعرفوا الفلسفة كما عرفتها الحضارات الأخرى، كيف يمكن تفسير ذلك؟
- لو أذنت لي أولا الفلسفة كما تفضل الأستاذ الدكتور النجار واحدة من حيث الأصل أو من حيث المبدأ الذي تنبثق منه، وهو النظر أو الوعي بالواقع عن طريق العقل، والقرآن في هذا الصدد يجعل للعقل مكانة عليا وأساس الإيمان أصلا كما أسلفت هو العقل وأنا أذكر في هذا الصدد مثالا واحدا، القرآن يعبر عن الدليل العقلي والبرهان بعبارة السلطان، السلطة، السلطة في الإنسان ليست للقوة ولا هي للبدن ولا هي للإمكانات الأخرى المادية وإنما هي للبرهان العقلي، يقول الله تعالى على لسان أهل الكهف {هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ..}[الكهف:15] وفي آيات كثيرة أخرى، فالسلطان في لغة القرآن هو لغة البرهان، قلما يأتي السطان بمعنى الحاكم، قليلا ربما 10% أو 5% ، فالسلطة الحقيقية في القرآن إنما هي للعقل وهذا هو التفلسف الإسلامي لأنه ما دام كل شيء قائما على العقل حتى عقيدة المرء الدينية. وأنا أعجب لمن يدرسون الإسلام ويتشككون في أنه دين عقلي، بعض المستشرقين كانوا يعيبون الإسلام لأنه دين عقلي ويقولون الدين يقوم على العاطفة ويقوم على التسليم ثم بعد ذلك التأمل، لكن المسألة بالنسبة للإسلام مقلوبة، غاية الأمر أن المسلمين لما نقلوا الفلسفة الإغريقية أو ترجموها تأثر بعضهم بها، ولكن أنا أريد أن ألفت النظر إلى شيء، ما آثره المسلمون في التأثر بالفلسفة الإغريقية كان فلسفة أرسطو، لم يتأثروا كثيرا بأفلاطون مع أن أفلاطون قريب من الروح الدينية وكان يسمى الفيلسوف الملائكي، ولكن أرسطو ومنطق أرسطو العقلاني الصوري هو الذي شاع بين المسلمين ودخل في علم الكلام وفي أصول الفقه، لماذا؟ لأن طابع التفكر الأرسطي العقلانية، أرسطو يختلف عن السابقين سواء عن شيخهم سقراط أو عن أفلاطون أو عمن قبل سقراط وذلك بالإعلاء من شأن التفكير العقلي والأساليب العقلية. المسألة جاءت من الآتي، هو أن الحداثة الأوروبية التي بدأت في القرن 17، 18 ألهت العقل كما عبرت ثم جاءت بعدها ما يسمى ما بعد الحداثة وقالت كل مصدر من مصادر المعرفة حتى الأسطورة حتى الخرافة حتى أي شيء، وهذا ما يزال يغلب على الفكر والفن الأوروبي حتى الآن، فبعض أهلنا في الشرق على عادتنا في التأثر بالغربيين بعد جيل أو جيلين يتشبثون الآن بما يقولوه مما بعد الحداثة. لا بد من الحد من هيمنة العقل، أنا موافق تماما على ما قاله الأستاذ عبد المجيد ولكن أذكر سببا آخر للمشكلة، الأوروبيون قالوا هذا بعد أن شبعوا عقلا وبعد أن بلغ بهم الأمر إلى الملل من التفكير العقلي فبحثوا عن مصادر أخرى للمعرفة، نحن لم نشبع بعد من التفكير العقلي بل لم نستخدمه كما ينبغي، الفارق بين الإنتاج الفكري الإسلامي في الشؤون الإنسانية الآن -وأنا أعترف- وبين التفكير الغربي أن التفكير الغربي أكثر دقة وعقلانية وربطا وإحكاما من بعض التفكير العاطفي الذي يغلب على المشهد الفكري الإسلامي، نحن بحاجة إلى جرعة عقلية ولسنا بحاجة إلى الثورة على العقل في تقديري.
* نعم فضيلة الدكتور يعني يحيل كثير من الدارسين النهضة الإسلامية الأولى إلى حركة الترجمة التي سادت في عهد المأمون، آخرون يرون أن هذا الأمر يعود إلى المناخ العقلي الذي أرساه القرآن الكريم، كيف ترون الأمر؟
- هناك من يبالغ في تأثير الترجمة في عصر المأمون حتى إن بعض أساتذتنا في مصر كالدكتور علي سامي النشار كان يسمي ذلك الفتنة اليونانية يعني إن المسلمين قد تأثروا بمفكري الإغريق حتى انحرفت العقلية الإسلامية، كلمة عقلية لا يوجد كما قال الدكتور عبد المجيد عقل شرقي وعقل غربي ولا عقل مسلم وعقل غير مسلم، وإنما العقلية..
منهجية بناء العقل القرآني وأهمية إعادة الاعتبار له
* فضيلة الدكتور عبدا لمجيد أمام كل ما تقدم يعني ما أهمية إعادة الاعتبار للعقل القرآني اليوم.
- أنا أريد أولا بصفة سريعة أن أعرف هذا العقل القرآني الذي تحدثنا عنه منذ حين إذ قلنا إننا نسميه عقلا قرآنيا باعتبار المنهجية التي يدفع ويوجه القرآن إلى أن تكون منهجية للعقل، فالعقل القرآني بهذا المعنى هو عقل متصف بضرب أو بعدد من القواعد المنهجية أذكر منها سريعا الواقعية حيث يوجه القرآن الكريم العقل الإنساني إلى أن يكون منطلقه في مسيرته المعرفية من الواقع {قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ..}[يونس:101] ثم بعد ذلك يصل إلى الحقائق التي هي فوق الواقع ومنها على سبيل المثال أيضا النقدية والمقارنة أن يكون هذا العقل ليس عقلا خطيا ينظر إلى سمت واحد وإنما ينظر إلى المتقابلات وربما حتى إلى المتناقضات ليقارن بينها ولينقد وليصل من خلال ذلك إلى الحقيقة، وأن يكون هذا العقل عقلا موضوعيا لا يتدخل فيه الهوى ولا يوجهه الهوى ولا توجهه العادات والتقاليد الموروثة، هذه بعض القواعد المنهجية أرساها القرآن الكريم لحركة ولمسيرة العقل. العقل القرآني بهذا المعنى له أهمية كبيرة جدا في زمننا الحاضر لأن هذا العقل هو الذي أنشأ الحضارة الإسلامية في تجربتها التاريخية، الحضارة الإسلامية بمنجزاتها العظيمة المادية والمعنوية المتمثلة في الفنون والعلوم إلى آخره هي حضارة من نتاج العقل القرآني وليست هي حضارة من نتاج العقل الفلسفي الذي ينقله أو ترجمه المسلمون كما كنت تشير منذ حين، فهي نتيجة للعقل القرآني بهذه المواصفات، انطلق هذا العقل القرآني في واقعيته إلى الكون فبدأ يكتشف قوانين هذا الكون وحقائق هذا الكون فنشأت من ذلك حركة العلوم في مظاهرها المختلفة واتجه هذا العقل القرآني إلى الشعوب وبني الإنسان في مظاهرهم المختلفة فنشأت العلوم الإنسانية وهكذا في شتى مجالات الحضارة الإنسانية. بهذا العقل القرآني بهذه المواصفات والذي نحتاجه اليوم ليحدث لنا النهضة الحضارية من جديد، لماذا؟ لأنه ما تخلفت الحضارة الإسلامية وما ضعفت إلا لانحراف المسلمين عن العقلية القرآنية أو في العقلية القرآنية لانحرافهم في هذه المواصفات، أصبحت هذه العقلية وأصبح العقل المسلم في هذه العهود عهود الانحدار عقلية أحيانا خرافية وأحيانا أسطورية تعطل الأسباب ولا تنطلق في العلم ولا تنطلق في النظر إلى الواقع الكوني، أصبح النظر في الواقع الكوني كأنما هو أمر دوني، وإنما النظر في المجردات هو التعقل الحقيقي تأثرا أحيانا بالفلسفة اليونانية أو التأمل الروحي هو الذي ينتج التأمل الروحي تأثرا بالتصوف، نحن الآن نعاني مشاكل حضارية واجتماعية جراء عدم استعمال العقل القرآني الاستعمال الحقيقي الذي نص عليه ووجه إليه القرآن، فها نحن نرى كثيرا من الجماعات وكثيرا من الناس عقليتهم عقلية خطية على معنى أنها عقلية ترى الحق واحدا وتذهب في خط مستقيم دون أن تلتفت إلى اليمين وإلى اليسار ودن أن ترى في ساحة فيها المتقابلات وفيها المتناقضات لتقارن ولتنفذ من خلال ذلك إلى الحقيقة.
* هل يتعدد الحق؟
- الحق، قد يتعدد والحق واحد، ولكن عندنا في الشريعة الإسلامية الفقه يبحث عن الحق ولكن الأحكام الفقهية قد تتعدد بحسب المكان والزمان والظروف، بهذا المعنى قد يتعدد الحق في هذا المجال يعني بالذات.
* إذاً فضيلة الدكتورحسن يعني كما تقدم الدكتور عبد المجيد النجار معظم مشكلاتنا اليوم هي بسبب تعطيل العقل القرآني عدم استخدام هذا العقل القرآني، ما المنهجية التي يرسيها القرآن الكريم في بناء العقل والتعقل في شتى المجالات الحياتي والفكرية والإيمانية؟
- في الحقيقة بدا من إجاباتي السابقة أنني أكاد أتخذ موقفا مقابلا لما يقرره الأستاذ الدكتور النجار.
* جميل أن نسمع رأيين.
- وربما كان الأحرى هو العكس ولكن هذا ما حدث، فالمفروض أنني أقرب إلى المحافظة وهو أقرب إلى الفكر الأوروبي والفكر الإنساني المعاصر وهو أدرى مني به، ولكن في الحقيقة الذي انتهت إليه المناقشة هو ولا بأس كما قلتم بأن تتكامل الأفكار. بعض المفكرين العرب المعاصرين يقول إن الفلسفة الإغريقية هي فلسفة الياقات البيضاء، يعني هي فلسفة كما قال الدكتور تنزع إلى التجريد وإلى التعلق بالكليات وإلى البحث عن ماهيات الأمور ولذلك فإن الانقلاب الذي حدث في الفكر الأوروبي كما أشرت من بعيد في مرحلة الحداثة يعني في القرنين 17، 18 تقريبا، كان إصرارا على العقل أو انكارا للعقل الارسطوطاليسي النظري وبحثا عن العقل ولكن عن نوع تجريبي يكشف عن حقائق الكون ولذلك نشأ ما يعرف بالمنطق الحديث، والمنطق الحديث فيما يرى أيضا بعد المفكرين المسلمين ليست هذه فكرة جديدة وإنما منذ قرابة قرن كامل الشيخ مصطفى عبد الرازق وهو شيخ للأزهر أيضا وكان أول أستاذ عربي للفلسفة في جامعة القاهرة أشرف على البحث الذي نال به درجة الماجستير الدكتور علي سامي النشار ذكرناه منذ قليل بعنوان "مناهج البحث عند مفكري الإسلام" وجوهر هذه الرسالة هو أن علم أصول الفقه يمثل ما نعتبره العقلية القرآنية وهو يمثل الجدل الصاعد أو الفكرة التي تبدأ من الجزئيات والأفراد ثم تنتهي إلى القواعد الكلية وليس العكس، فإن التفكير الارسطوطاليس في النهاية تفكير صوري وتفكير شكلي تجريدي يعني يبدأ من القاعدة الكلية، كل إنسان يموت وسقراط إنسان إذاً سقراط يموت وهكذا.
حدود العقل ومعطلاته
* دكتور حسن الشافعي يعني هل هناك حدود يقف العقل عندها؟ يعني ورد النهي عن التفكر في ذات الله، هل العقل يقف أمام الغيبيات ولا يعمل في هذا المجال؟
- الحدود يعني التي حذر الشرع بشأنها سواء كان كتابا أو سنة تتعلق بما لا يمكن للعقل أن يتوصل إليه، يعني هناك ليست ضد العقل ولكن فوق العقل، فكل ما هو ضد العقل لا يقبله شرع الإسلام، لا بد من أن تكون الأمور مقبولة أساسا عقليا كما اتفقنا لأن.. هو النظر والتأمل والسلطان الحقيقي على حياة الإنسان ولكن يجب أن يعرف الإنسان أنه في النهاية محدود القوى وأنه كما أن قواه المادية محدودة فكذلك قواه الإدراكية محدودة، فالقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم حذر مثلا من التفكر في ذات الله، يعني محاولة معرفة -كما تعبر بعض الأديان الأخرى- الشخصية الإلهية من الداخل، هذا ما لا يمكن أن نعرف أو ما إذا كان هناك ماهية لله تعالى وعناصر مكونة للفكرة الإلهية أو للذات الألهية، ولذلك التعبير الإسلامي الذات الإلهية وليس الشخصية الإلهية لأن الشخصية عناصر، فهذا ما نهى عنه. شيء آخر، القدر حكمة القدر، الواقع أن كل شيء يمكن أن نلتمس له حكمة سواء في أحكام الله تعالى -وهذا موضوع إجماع المسلمين- أو في أفعاله تعالى ولكن في بعض الأفعال، كل واحد يتأثر عادة بما يعود عليه بالنفع ولذلك فقد ينظر إلى مصلحته وضرره ومن ثم يحكم على الأشياء بالحسن والقبح أو يحكم بأنها موافقة للحكمة أو مخالفة للحكمة، ولكن الحكمة الكونية الكلية للوجود هذه أشد صعوبة ولا يستطيع أن يدركها إلا إله، فلذلك محاولة معرفة الحكمة التفصيلية في كل حادث من أحداث الكون أو معرفة الحقائق الإلهية كمعرفة الذات الإلهية هذا فقط هو ما حذر الوحي منه، ولكن ما سواء ذلك للعقل كامل.. بل واجبه، لا يجوز، طريقة العلماء المسلمين في التوصل إلى العقيدة هو العالم حتى إنهم قالوا في محاولة تقريبة إن العالم علامة على وجود خالقه فهو كما قلنا في الأحكام الشرعية الفقهية من المنهج الجزئي الذي ينتقل إلى الكليات والقياس كذلك في باب العقيدة فإنهم يتخذون من الواقع الكوني دليلا على وجود الله عز وجل..
* وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد.
- على أنه الواحد، وهذا هو صميم المنهج العقلي الحقيقي مع الاعتراف بحدود هذا العقل.
* فضيلة الدكتور عبد المجيد النجار يعني من تعطيل العقل كذلك تقليد الآباء والكبراء والأجداد تقديسهم، القرآن ذم ذلك، كيف توضحون هذه المسألة؟
- هذا يندرج ضمن التوجيه القرآني للمنهجية العقلية التي ينبغي أن يسلكها المسلم والإنسان بصفة عامة لكي ينتهي إلى الحقيقة، فالقرآن الكريم لم يكتف أن وجه الناس إلى أن يستعملوا العقل وإنما وجههم إلى أن يستعملوا العقل ووجههم إلى الطريقة وإلى المنهجية التي يستعملون بها هذا العقل، ومن أبرز ما جاء في القرآن الكريم من تنبيه إلى معطلات العقل نجد أمرين اثنين،ا الأمر الأول هو أن يكون هذا العقل معطل بالتقليد، تقليد الآباء والأجداد في عاداتهم وفي تقاليدهم الموروثة، هذه العادات والتقاليد الموروثة قد تكون أحيانا بل هي في كثير من الأحيان شبه مصادرة على العقل في أن يكون له حركة حرة في النظر تفضي به تفاعلا مع معطيات الواقع إلى أن يدرك الحقيقة بصفة موضوعية وإنما تكون هذه العادات موجهة للعقل توجيها مسبقا إلى هذه الناحية أو إلى هذه الناحية فينتهي العقل إلى ضلال أو إلى أن ينتهي إلى الباطل ولا ينتهي إلى الحقيقة، ومن هنا جاء القرآن يؤكد تأكيدا متكررا في مواضع كثيرة من آياته إلى ألا يتبع الإنسان هذه العادات والتقاليد التي تفعل في العقل هذا الفعل الموجه المصادر لحرية النظر. والأمر الثاني الذي نبه إليه القرآن تنبيها مؤكدا ومكررا أيضا محذرا من الاستعمال غير الرشيد للعقل هو سيطرة الهوى على العقل، الإنسان له شهوات وغرائز كثيرة طعام وشراب وهوى حب الأقارب وكره الأعداء وغير ذلك من الأهواء وهذه الأهواء كثيرا جدا ما تسطو على العقل فيكون لها سلطان على هذا العقل تحجب عنه الحقيقة بل توجهه إلى وجهة تنتهي به إلى الباطل ولهذا جاء القرآن ينبه المسلم وينبه الإنسان إلى التحرر من هذا الهوى ويذم من جعل إلهه هواه، وهذا ما شرحه الإمام محمد عبده شرحا جميلا جدا حينما قال في بعض أصناف من الناس إنك حينما تحدثهم وتجادلهم يجعلون أصابعهم في آذانهم حذر أن يخالط الدليل أذهانهم لأن هذه المخالطة تمنعهم من الشهوات ومن تحقيق الشهوات التي توجه العقول توجيها نحو نتيجة معروفة ومرسومة مسبقا، فهذا هو التوجيه القرآني في هذا الشأن.
* فضيلة الدكتور حسن يعني تارة يتم تعطيل العقل أيضا باسم النقل، مشكلة النقل والعقل مشكلة عويصة تمتد عمقا في التاريخ وهي ما زالت مستمرة ربما إلى حد ما إلى يومنا الحاضر، كيف يمكن التعامل مع هذه المسألة، هل العقل حاكم على النقل أم النقل حاكم على العقل؟ كيف يمكن التوفيق والتوازن؟
- لا بد من التوفيق وفي الحقيقة كما تفضلتم تنوعت أو تعددت صور التعامل مع الوحي أو مع النص فكان هناك من يتشبثون بالحرية وعرفوا في تاريخنا بالحشوية يعني هؤلاء الذين لا يحكمون العقل ولكن يفهمون النصوص فهما حرفيا دون التأمل في دلالاتها، وهناك على الصعيد الآخر من تنصلوا من الوحي وتمسحوا في معاني لا تؤدي إليها اللغة العربية ولا تؤدي إليها قوانين الدلالات، فقالوا بالتأويل الباطني المطلق وأصبح الحج نوعا من الولاء للحاكم وأصبحت الصلاة ضربا من التفكير فيه، وأصبحت الزكاة نفقة تقدم للطائفة أو للفرقة وليس للمحتاجين إلى غير ذلك من التأويلات. الواقع إن العلاج إنما يأتي من اتباع مقياسين، مقياس اللغة العربية لأن الكتاب والسنة نزل أو تلي بالعربية أول الأمر، الشيء الثاني قواعد علم أصول الفقه..
المصدر قناة (الجزيرة )


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.