تتميز سينما المخرج المصري محمد خان بالاهتمام بقضايا المرأة دون اعتماد المباشرة في التعبير عن هذا الأمر. يروي تجربة إنسانية نسائية بسلاسة وبساطة وانسيابية مثل أفلام "أحلام هند وكاميليا" و"سوبر ماركت" و"موعد على العشاء" و"شقة مصر الجديدة" وصولاً إلى فتاة المصنع، كما يقول، "ليس معيباً أن نحب النساء فيدفعنا ذلك للحديث عن همومهنّ الداخلية بهدوء". وبما أن السينما المصرية وجهت بوصلتها في الفترة الأخيرة نحو الأفلام الشعبية والكوميدية فيرى محمد خان أن تقديم فيلمه الجديد "فتاة المصنع" لا يمكن وصفه سوى بال "مغامرة". ويتابع قائلاً: "نعيش فترة سينمائية صعبة. في ظل احتكار سينمائي يدفع لتقديم نوعية واحدة من الأفلام! لذلك يغرد فيلم "فتاة المصنع" خارج هذا الجو، من خلال حديثه عن فتاة فقيرة طموحة، تعاني من ظلم المجتمع وعدم قدرتها على الكشف عن مشاعرها. لكنها ما تلبث أن تكتشف القوة في داخلها. وهذا ما يدفعها للتغلب على المصاعب التي تواجهها. لذلك يختلف فيلم "فتاة المصنع" عن سابقه "شقة مصر الجديدة"، الذي تبحث فيه البطلة غادة عادل عن الحب من خلال معلمتها، أما ياسمين رئيس في "فتاة المصنع" فتكتشف ذاتها من خلال قوة الحب الكامنة في داخلها". استغرق محمد خان وقتاً طويلاً لإنجاز فيلم "فتاة المصنع". وأرجع هذا الأمر إلى "المنافسة السينمائية الصعبة جداً. ويقول:" لذلك طرحنا الفيلم بعدد محدود من النسخ، ودعاية مقوننة حسب الميزانية المتاحة أمامنا. كما استعنا بممثلين ليسوا من نجوم الصف الأول. ويعرض الفيلم في دور عرض معينة. لكن رغم ذلك حقق نجاحاً لافتاً، سواء على صعيد الإيرادات أو النقاد والصحافة، ما يعني أن الفيلم الجيد يفرض نفسه. وكم كنت سعيداً بدهشة الناس عند خروجهم من قاعة السينما بعد انتهاء العرض. وأعتقد أن هذه الدهشة هي التي ترسم طريق نجاح أي عمل سينمائي". أما عن سبب استبداله الفنانة روبي بالممثلة ياسمين رئيس فأرجعه محمد خان إلى "ارتباط روبي بعمل آخر. وهو ما تعارض مع عملها في فيلم "فتاة المصنع" الذي تطلب منها تفرغاً كاملاً. وفي نفس الوقت جاءت ياسمين رئيس لعمل كاستينغ من أجل العمل معي بشكل عام، دون معرفة مسبقة بأنني أبحث عن بطلة لفيلم جديد. كما لفتت نظري في فيلم "واحد صحيح" الذي قدمته منذ فترة، مضافاً إليه أداءها الجيد في الكاستينغ، فحصلت على بطولة الفيلم". إلا أن هذا الأمر لا ينفي علاقة محمد خان الجيدة ب "روبي"، التي يعتبرها على حد تعبيره "ممثلة جيدة"، مدللاً على ذلك بأدائها في مسلسل "بدون ذكر أسماء". ويتابع قائلاً: "للأسف لا يعرف الناس عن روبي سوى وجه الفتاة المغرية. وهذا أمر مغاير لطبيعتها. روبي بنت بلد". رغم ذلك يرى محمد خان أن نجمات الجيل الحالي يختلفن تماماً عن جيل سعاد حسني ونجلاء فتحي ومديحة كامل، الذي تميز كما يقول ب "باحترامه وحبه الحقيقي للسينما والالتزام بالمواعيد، دون بحث عن النجومية، التي باتت اليوم هدف معظم نجمات الجيل الحالي!" سيدتى