تامر عبد الحميد (دبي) - عرض للمخرج المصري محمد خان فيلم «فتاة المصنع» ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان «دبي السينمائي» في دورته العاشرة، وكان الفيلم حديث الساحة السينمائية بين الحضور وصناع الأفلام في «أروقة المهرجان» نظراً لقصة الفيلم الجميلة التي أعجب بها الكثير وحول تجربته وعودته إلى صناعة الأفلام السينمائية، أكد خان أنه فكر في البداية في تقديم فيلم يواصل فيه نظريته التي تبناها في أفلام عدة، والتي تتلخص في أن المرأة الشرقية والمصرية بالتحديد أقوى مما يظن الكثيرون، لذلك اتفق مع وسام سليمان كاتبة السيناريو ورفيقته في مشاريع مختلفة، على أنه يريد تقديم فيلم عن فتاة من طبقة شعبية تعمل في مصنع ملابس. من هنا جاءت الفكرة التي تحمست لها وسام التي لم تختلط من قبل بهذا العالم الذي لا تعرف عنه شيئاً، هذا ما أشار إليه المخرج محمد خان، موضحاً: لأنها لا تريد أن تكتب عنهم بعيداً من دون الاختلاط بهم، قررت خوض التجربة الأصعب في حياتها وعملت في مصنع ملابس شبيه لما كتبت عنه. تجربة فتاة المصنع وأوضح خان، أن مدير المصنع صديقه، وهو الوحيد الذي كان يعلم بحقيقة أمر وسام، إنما جميع الفتيات العاملات في المصنع لم يعرفن شيئاً عن نية وسام في العمل معهن من أجل كتابة سيناريو عن فتاة المصنع، حتى تستطع التعامل معهن ومعرفة أسلوبهن وطريقة حياتهن، لكي تقترب من نموذج الفتاة التي تنزل من بيتها في الصباح الباكر وتعمل في اليوم ما يزيد على 12ساعة، وتعود للبيت لتجد ما يتبقى لها من أعمال. وحول اختياره لأبطال العمل في الفيلم، أكد خان أنه لم يتردد في اختيار الممثل هاني عادل، وهو أحد أعضاء فريق وسط البلد الموسيقي، لتجسيد دور المهندس مشرف المصنع التي تقع «هيام» في حبه والتي تقوم بدورها الممثلة ياسمين رئيس، إنما الأخيرة فكنت أفكر في البداية بترشيح الفنانة والمطربة «روبي» لهذا الدور، وكانت ياسمين ستقدم أحد الأدوار الأخرى، لكن انشغالات روبي الأخرى منعها من المشاركة، الأمر الذي جعلني أفكر في ترشيح دور «هيام» لياسمين، واكتشفت بعد ذلك أنها كانت الأنسب لهذا الدور. وعن تقديمه مقاطع غنائية للفنانة الراحلة السندريلا سعاد حسني، أوضح خان أنه يحبها من الناحية الشخصية كثيراً، وأراد في هذا الفيلم أن يعيد إحياء ذكراها للناس، من خلال بعض الأغاني التي أدتها بصوتها فقط من دون موسيقى، مصرحاً في الوقت نفسه أن تقديم هذه المقاطع لسعاد كان «ندراً» عليه وحققه في هذا الفيلم. وأشار خان أن قصة فيلم «فتاة المصنع» ستلمس قلوب كل المشاهدين في البلاد العربية، لاسيما أن أحداثه تدور حول الفتاة هيام العاملة في مصنع ملابس، وتعيش في منطقة عشوائية بسيطة مع والدتها وزوجها وأختها الأصغر التي تعمل معها في المصنع نفسه، وتقع في حب المهندس الجديد المشرف على العمال، وتظن أنه يبادلها المشاعر نفسها، لكنها تصطدم بتغيره معها ورفضه لهذه العلاقة لأنها من مستوى اجتماعي أقل. تمويل «إنجاز» وفي الجانب المتعلق باشتراك فيلمه في المسابقة الرسمية من «دبي السينمائي» في دورته العاشرة، قال خان: أعيش قصة حب مع هذا المهرجان الذي استطاع خلال هذه السنوات القليلة بعكس المهرجانات العالمية والدولية الكبرى، أن يحقق نجاحاً وانتشاراً ويكون حديث كل مسؤولي المهرجانات الأخرى المنافسة، من خلال تقديمه للعديد من البرامج المهمة وورش العمل المميزة وكذلك دعمه الدائم لصناعة السينما، مشيراً إلى أنه حصل على تمويل لفيلمه من قبل مشروع «إنجاز» التابع للمهرجان، ولم يفرضوا عليه أي شروط.