أصبحت القارة العجوز وتحديداً لقب أبطال الدوري في قبضة العاصمة الإسبانية مدريد بعد نجاح اتلتيكو في اللحاق بالريال إلى نهائي الأندية الأوروبية أبطال الدوري عقب فوزه على تشيلسي في ملعب الأخير بثلاثة أهداف لهدف ، متأهلاً لمواجهة جاره في المدينة في النهائي الذي سيجرى على ملعب النور التابع لبنفيكا البرتغالي في 24 مايو الجاري. ووجه دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو الشكر إلى أمهات لاعبي فريقه لإنجابهم هؤلاء الأبناء الشجعان الذين نجحوا في قلب تأخرهم والفوز 3-1. وبعد انتهاء ذهاب قبل نهائي البطولة الأوروبية الأولى للأندية بالتعادل السلبي في مدريد في الأسبوع الماضي تقدم تشيلسي بهدف حمل توقيع لاعبه الاسباني فرناندو توريس في الدقيقة 36 من لقاء الإياب في العاصمة البريطانية. إلا أن الضيوف رفضوا الاستسلام وردوا بثلاثة أهداف من ادريان لوبيز ودييجو كوستا واردا توران كانت كافية لضمان ظهورهم في نهائي البطولة لأول مرة منذ 1974 في مواجهة يتوقع أن تكون مثيرة امام جارهم الثري ريال مدريد. وقال سيميوني في مؤتمر صحافي وقد بدا عليه التأثر «أود أن أقدم الشكر إلى أمهات هؤلاء اللاعبين الموجودين في أتلتيكو مدريد لأنهن انجبن رجالاً». وأضاف المدرب الأرجنتيني قوله «لقد سيطر اللاعبون على المباراة في مواجهة فريق قوي صاحب تاريخ كبير في دوري الأبطال وهذا أمر يسعدني كثيراً». وأردف سيميوني اللاعب السابق قائلاً «علينا تقدير جهودهم لأنه من دون هذه الجهود ما تسنى لنا الوصول الى ما نحن فيه». لكن سيميوني في الوقت نفسه حذر لاعبيه من الإفراط في الاحتفال قائلاً انه يتعين عليهم الاستعداد للمباراة المحلية المقبلة بعد غد في مواجهة ليفانتي. وقال سيميوني «غداً علينا التركيز فقط على مباراة ليفانتي وهي في غاية الأهمية». وينفرد أتلتيكو مدريد بصدارة الدوري الأسباني برصيد 88 نقطة من 35 مباراة متفوقا بفارق ست نقاط على برشلونة حامل اللقب واقرب ملاحقيه في حين يحتل ريال مدريد الذي لعب 34 مباراة المركز الثالث برصيد 82 نقطة. دقيقة فاصلة من ناحيته يعتقد جوزيه مورينيو مدرب تشيلسي أن هزيمة فريقه على يد اتلتيكو سببها دقيقة « مجنونة» في الشوط الثاني وخبرة حارس شاب استعاره النادي الاسباني من تشيلسي نفسه. وأظهر حارس اتلتيكو تيبو كورتوا المعار من تشيلسي رد فعل هائلا لينقذ ضربة رأس من جون تيري بعد ساعة من اللعب. وبعدها بأقل من دقيقة عرقل صمويل إيتو مهاجم تشيلسي دييجو كوستا مهاجم اتلتيكو الذي نفذ بنفسه ركلة الجزاء ليمنح فريقه التقدم 2-1. وقال مورينيو للصحافيين «الفارق كان دقيقة واحدة مجنونة في الشوط الثاني حيث أنقذ حارس فرصة محققة وبدلاً من أن تصبح النتيجة 2-1 لتشيلسي احتسبت ركلة جزاء وأصبحت 2-1 لاتلتيكو. هذه الدقيقة غيرت المباراة تماماً». حسرة لويز وأبدى البرازيلي ديفيد لويز مدافع تشيلسي أسفه على عدم «قتل» فريقه لمباراة وصرح لويز عقب الخسارة والخروج «أتلتيكو فريق كبير، لكن كان بإمكاننا قتل المباراة في الشوط الأول، كنا مسيطرين حتى الدقيقة 40 ، ثم أهدينا لهم هدفاً ساعدهم على الانتفاضة». وامتدح لاعب السيليساو مدرب أتلتيكو الأرجنتيني دييجو سيميوني والفلسفة التي طبقها مع فريقه، مبيناً «يجب التحلي بالتواضع والاعتراف بأفضلية الخصم وبقدرات مدربه». ضرب من الجنون ووصف لاعب وسط أتلتيكو مدريد، البرتغالي تياغو مينديش، تأهل فريقه لنهائي الأبطال بأنه «ضرب من الجنون»، مؤكداً أن الفريق الإسباني استحق كل ما حققه هذا الموسم وفي الأعوام الماضية. وصرح : وصلنا أخيراً للنهائي، بالنسبة لنا ولجماهيرنا هذا أمر من الجنون، الفريق يستحق كل ما أنجزه هذا الموسم وفي الأعوام الماضية. حقيقي أننا لم نفز بشيء بعد ومازلنا نفكر الآن فقط في مباراة ليفانتي القادمة بالليغا، لكننا سعداء للغاية. وأعرب مينديش «كنا واثقين من إمكانية الصعود على حساب تشيلسي للنهائي في ستامفورد بريدج، كنا دائماً نؤمن بإمكانية الفوز هنا في لندن، وشعرنا بأن التعادل السلبي في الذهاب لم يكن سيئاً. كنا نعلم بأن تسجيل هدف لنا سيغير كل شيء». وعن نهائي لشبونة أمام الجار ريال مدريد، قال «إنه حلم بالنسبة لي أن أخوض هذا النهائي في بلادي، لكنه أيضاً نفس الأمر بالنسبة لريال مدريد. مازال النهائي بعيداً وتفكيرنا سينصب فقط على مواجهة ليفانتي، لأن هذا سيكون أول نهائي لنا». رد فعل جيد وأكد البلجيكي تيبو كورتوا، حارس أتلتيكو أن رد فعل فريقه بعد التأخر بهدف أمام تشيلسي الإنجليزي في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا كان «جيداً للغاية»، في المباراة التي انتهت لصالح «الروخيبلانكوس» بثلاثة أهداف مقابل واحد. وقال كورتوا، : «أعتقد أن تشيلسي لعب بشراسة هجومية أكبر مقارنة بمباراة الذهاب. لم نكن محظوظين في كرة كوكي في البداية. لقد عانينا، وسجلوا هدفاً» نتيجة خطأ دفاعي. وتابع «ولكن رد فعلنا كان جيداً للغاية. خضنا شوط المباراة الثاني للفوز، وليس للدفاع. في النهاية سنذهب إلى لشبونة، وهذا هو الأهم». وقلل كورتوا من أهمية مديح المدير الفني لتشيلسي الإنجليزي جوزيه مورينيو، الذي وصف الحارس ب«الحاسم». وأوضح «حاولت الدفاع عن مرماي خاصة في الكرات العرضية، التي يتميز بها تشيلسي. لم يكن التصدي لكرة جون تيري صعباً، ولكنه كان هاماً. بعد ذلك تصديت لبعض الكرات بعد أن حسمنا المباراة. لقد كنا أقوياء في الدفاع وبحالة جيدة في الهجوم». وحول ملعب ستامفورد بريدج، قال «انه ملعب أسطوري استضاف المباريات الهامة والتي تحمل نكهة خاصة. أرحل بشعور جيد للغاية». سيموني مهندس الحلم الجديد لأتلتيكو مدريد لم يكن احتضان دييجو كوستا مهاجم نادي أتلتيكو مدريد لمدربه الأرجنتيني دييجو سيميوني بعد إحرازه للهدف الثاني لفريقه من ضربة جزاء في مباراته أمام تشيلسي أول من أمس مجرد تعبير عن فرحته بالهدف فقط، ولكنه يدل في الوقت نفسه عن مدى إيمان لاعبي المدير الفني الأرجنتيني به. القليل من جماهير أتلتيكو مدريد هم من حلموا بالإنجاز الذي حققه فريقهم أول من أمس منذ أن وصل سيموني لقيادة الفريق عام 2011.. حيث كان مجرد التفكير في الوصول إلى نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا يعد ضرباً من الجنون والهذيان، ولكن تمكن المدرب الأرجنتيني بعد عامين ونصف العام من محو السمعة السيئة للفريق، الذي اشتهر ب «الفريق الخاسر»، حيث أعاد سيميوني أتلتيكو إلى سابق عهده الرائع عندما كان لاعباً في صفوف الفريق وقاده للفوز بالثنائية (الدوري والكأس) عام 1996. ونجح أتلتيكو في الوصول للمباراة النهائية للبطولة الأوروبية بمسماها القديم مرة واحدة في تاريخه عام 1974. وكان يقود الفريق في ذلك التاريخ البعيد نجمه لويس أراغونيس الذي أحرز الهدف الوحيد لأتلتيكو في المباراة النهائية الأولى في الدقيقة 114، عندما نجح في التعادل مع بايرن ميونيخ الألماني قبل أن يخسر في مباراة الإعادة بأربعة أهداف نظيفة. ذكريات أراغونيس واستعادت جماهير أتلتيكو ذكريات الزمن الجميل مع أراغونيس، عندما تمكن فريقها من الفوز على تشيلسي الإنجليزي 3 - 1. وأصبح أراجونيس فيما بعد المدير الفني للفريق الإسباني وقاده للفوز بلقب بطولة الدوري المحلي عام 1977، والتي تعتبر البطولة الأخيرة في تاريخ أتلتيكو قبل أن يفوز بالثنائية عام 1996. ويفصل فريق سيميوني عن التتويج بلقب بطولة الدوري الإسباني الفوز في مباراتين فقط، بالإضافة إلى أنه يمتلك الفرصة في الفوز بلقب البطولة الأوروبية الأشهر عندما يقابل ريال مدريد في 24 مايو الجاري في لشبونة. ولا يرضي طموح سيميوني، الذي كان يتمتع بشراهة كبيرة للفوز عندما كان لاعباً، الوصول للمباراة النهائية فقط، فلا يعتبر الوصول للنهائي هو اللحظة الأروع لسيميوني خلال مشواره الرياضي كما يعتقد البعض. لحظة جميلة وقال سيميوني «هذه لحظة جميلة ومهمة، تسعدني كثيراً المسؤولية الملقاة على عاتقنا لأن الكثير من الناس أنفقوا نقودهم من أجل الوصول إلى هنا لمشاهدة المباراة، ونحن نقدر مدى صعوبة هذا بالنسبة لهم». ورد سيميوني على سؤال إذا ما كان يعتبر نفسه واحداً من أفضل المدربين في العالم؟ قائلًا «هذا ليس وقت التفكير في مثل هذه الأشياء بل هو وقت التعامل مع الواقع». البيان الاماراتية