قتل 42 شخصاً على الأقل في اشتباكات شوارع في مدينة أوديسا، جنوبيأوكرانيا، بين جماعات موالية ومعارضة لروسيا، وانتهى الأمر بحصار موالين لموسكو في مبنى اشعلت فيه النيران، فيما أطلق موالون لروسيا شرقي أوكرانيا سراح 7 مراقبين عسكريين أوروبيين أمس، بعدما احتجزوهم ثمانية أيام، ومضت كييف في عملية عسكرية لانتزاع السيطرة على المنطقة . وانتهت الاشتباكات في أوديسا المطلة على البحر الأسود باشتعال النيران في مبنى نقابة العمال، وأصبحت أسوأ تطور في أوكرانيا، ووسعت الاشتباكات نطاق العنف من معقل الانفصاليين شرقي أوكرانيا إلى منطقة بعيدة عن الحدود مع روسيا ما ينذر بتفشي الاضطرابات على نطاق أكبر . ووضع أشخاص الزهور بالقرب من الأبواب المحترقة لنقابة العمال وأضاءوا الشموع، واختفت ملامح مخيم محترق لمتظاهرين موالين لروسيا، وتحدث البعض عن الذعر الذي أصابهم بسبب ما حدث، وفي مستشفى قريب اصطف سكان للتبرع بالدم، وقال أوليغ كونستاتينوف وهو صحافي محلي إن الرصاص كان يتطاير وأضاف "أصبت في ذراعي ثم أصبت في الظهر والساق" . وقال الكرملين إن الحكومة المؤقتة في كييف وداعميها في الغرب مسؤولون عما حدث، فيما قال جهاز الأمن في أوكرانيا إن جماعات مسلحة من منطقة تراسدنيستريا الانفصالية في مولدوفا ومجموعات روسية تعمل على تأجيج اضطرابات أوديسا، وقال وزير الداخلية الأوكراني أرسين افاكوف في رسالة عبر فيسبوك "لن نتوقف"، وأضاف أن القوات الأوكرانية فرضت سيطرتها على برج بث تلفزيوني في كراماتورسك قرب سلافيانسك . وكانت وسائل اعلام روسية أفادت أن قتالا يدور قرب كراماتورسك ونقلت عن مصادر طبية قولها إن شخصا قتل وأصيب ،9 وقال الانفصاليون إن ثلاثة مقاتلين ومدنيين اثنين قتلوا أثناء تقدم القوات الأوكرانية، وذكرت الداخلية أن قوات أوكرانية استعادت السيطرة على مقر أمني في البلدة، وعرض التلفزيون لقطات لحاملات جند مدرعة تجوب البلدة . ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله "كييف ورعاتها الغربيون يتسببون في إراقة الدماء ويتحملون المسؤولية المباشرة عنها"، وأضاف أن أعمال العنف تجعل خطة السلطات لإجراء انتخابات رئاسية في 25 مايو/أيار تبدو "سخيفة" . وقال بيترو لوتسيوك قائد الشرطة المحلية اليوم إن أكثر من 130 شخصاً اعتقلوا وقد يواجهون اتهامات من ارتكاب أعمال شغب إلى الشروع في قتل . وأعلن الرئيس الأوكراني المؤقت ألكسندر تورتشينوف الحداد رسمياً يومين، على ضحايا أوديسا، وقال في بيان "كان الثاني من مايو/أيار يوماً مأساوياً في أوكرانيا"، وأكد "علينا استخلاص النتائج الصحيحة من هذه المأساة التي تبدو وفقاً لجميع الأدلة الظاهرة على أنها وقعت نتيجة استفزاز من الخارج"، واحتجز انفصاليون مراقبين عسكريين كانوا في مهمة تابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في الرابع من إبريل/نيسان، وأكد فياتشيسلاف بونوماريوف زعيم الانفصاليين إطلاق سراح المراقبين الغربيين وخمس رهائن أوكرانيين من دون شروط، وقال "كما وعدتهم احتفلنا بعيد ميلادي ثم غادروا، كما قلت كانوا ضيوفي" . وأعلن المبعوث الروسي فلاديمير لوكين الإفراج عن المراقبين، وقال إن "جميع الأشخاص ال12 الواردة أسماؤهم على القائمة التي بحوزتي قد أطلق سراحهم" . وقال الكولونيل اكسيل شنيدر "إننا مسرورون للإفراج عنا ونحن في صحة جيدة"، وأضاف "سنغادر سلافيانسك مع المبعوث الروسي الخاص ونأمل في أن نتمكن من مغادرة دونيتسك للعودة إلى بلادنا في أسرع وقت ممكن" . ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولاياتالمتحدة إلى حث سلطات كييف على وقف عملياتها العسكرية فوراً، خلال محادثة هاتفية مع نظيره الأمريكي جون كيري، وقال إن "القيام بعملية تأديبية في جنوب شرق أوكرانيا يغرق البلاد في نزاع بين إخوة" . وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن "أشخاصاً عزل أحرقوا أحياء في أوديسا"، وأضاف "من الواضح أنه في ظل عمليات عسكرية وحملة تأديبية وجرائم جماعية، من العبث التحدث عن انتخابات"، وتابع "لا نستطيع للأسف الإعراب عن تعازينا لسلطات كييف لأنها ليست موجودة بصفتها سلطة"، وأكد أن "روسيا فقدت نفوذها على الميليشيات والمسلحين لأنه سيكون من المتعذر إقناع المقاومة ونزع سلاحها ووقفها في إطار التهديد المباشر على حياة" أفرادها . ورحب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالإفراج عن المراقبين، لكنه قال إن نزع فتيل الأزمة يحتاج إلى مزيد من التحركات . وأعلن الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين قلق إزاء ما يحدث ويتلقى مناشدات من سكان المنطقة لمساعدتهم، وقالت الخارجية الروسية في بيان إن وزير الخارجية سيرغي لافروف والرئيس السويسري ديديه بوركهالتر "أكدا ضرورة الوفاء الكامل بإعلان جنيف" . وأعرب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن صدمته حيال أحداث الشغب وكارثة الحريق التي وقعت في مدينة أوديسا جنوبيأوكرانيا، وقال إن "مأساة" أوديسا يجب أن "تكون دعوة للاستيقاظ، فالعنف لا يحل محله سوى العنف المضاد" . وحذر وكيل أمين عام الأممالمتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، من أن التطورات الأخيرة شرقي وجنوبيأوكرانيا تهدد وحدة البلاد، مجدداً التأكيد على أن الحل الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لإنهاء هذه الأزمة" . (وكالات) الخليج الامارتية