نددت روسيا، أمس، بشدة، بعملية عسكرية أطلقها الجيش الأوكراني فجراً قرب سلافيانسك، معقل الموالين لروسيا شرقي البلاد، وقتل عسكريان أوكرانيان وأسقطت مروحيتان خلال العملية كما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية، متهمة "مجموعات تخريب محترفة" و"عسكريين أو مرتزقة" . وكتب وزير الداخلية الأوكراني أرسين افاكوف الذي قال إنه كان في المكان مع وزير الدفاع مخائيلو كوفال وقائد الحرس الوطني، على صفحته على "فيس بوك" إن السلطات الأوكرانية تطالب "الإرهابيين بالإفراج عن الرهائن وإلقاء السلاح وأن يخلوا المباني"، وأضاف أن "المرحلة العملانية" من العملية العسكرية أطلقت عند الساعة 4،30 فجرا في سلافيانساك وكراماتورسك . وقتل 3 أشخاص وأصيب آخرون في اشتباكات بين القوات الأوكرانية والانفصاليين في سلافيانسك، وقالت وزارة الدفاع إن جنديين قتلا وأصيب عدد آخر بعدما أسقط انفصاليون مروحيتين هجوميتين من طراز "مي-24" بصواريخ أرض جو، وأضافت أن مروحية نقل طراز "مي-8" تعرضت لطلقات نارية، وقال جهاز أمن الدولة الأوكراني إنه تم احتجاز طيار كرهينة، وأضاف أن أحد أفراد الأطقم الطبية أصيب عندما تعرضت مروحية إنقاذ لأعيرة نارية، وقال الانفصاليون إن ناشطا على الأقل قتل وأصيب آخر في هجوم عند متاريس خارج سلافيانسك، وأكدت حكومة كييف في وقت لاحق اقتحام تسعة متاريس أقامها المتمردون على حدود المدينة . وفي بلدة أندريفكا على بعد كيلومترات من سلافيانسك، شاهد مراسل وكالة "فرانس برس" رتلاً من عشر مدرعات أوكرانية متوقفة بعدما قامت بتدمير نقطة تفتيش، واحتشد بعض السكان وهتفوا في وجه الجنود "عودوا إلى منازلكم" و"عار عليكم" وأطلق الجنود النار في الهواء لتفريق الحشود . وتوعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما روسيا بعقوبات جديدة إذا حدث ما يعرقل الانتخابات في أوكرانيا في 25 من الشهر الحالي، وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل "إذا شاهدنا عرقلة أو زعزعة استقرار من شأنها عرقلة إجراء الانتخابات لن يكون أمامنا سوى فرض عقوبات قاسية جديدة" . وحذرت ميركل من أن أوروبا على استعداد لإطلاق "المرحلة 3" من العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، التي تعارضها مؤسسات عدة، وقالت "نحن مستعدون لمثل هذه المرحلة" . وكرر الزعيمان تأكيد تفضيلهما تسوية دبلوماسية للأزمة، وحثا المجموعات المسلحة المؤيدة لروسيا على الانسحاب من المباني التي تحتلها، وقال أوباما إنه أمر مشين أن تحتجز الميليشيات مراقبين دوليين، وأكد أنهما متحدان في رغبتهما في فرض عقوبات على روسيا بسبب ممارساتها، وأضاف أن على روسيا أن تعمل لتأمين إطلاق سراح المراقبين على الفور . واستنكرت موسكو العملية العسكرية التي تستهدف الموالين لروسيا في سلافيانسك، معتبرة أنها تجر أوكرانيا "إلى الكارثة"، ودعت الغرب إلى العدول عن "سياساته الهدامة"، وعبرت الخارجية الروسية في بيان عن "سخطها بعد بدء عملية انتقامية في سلافيانسك بمشاركة عناصر من حركة برافي سكتور" القومية المتطرفة . واعتبر الكرملين أن القوات الأوكرانية تشن "هجوما انتقاميا" يوجه الضربة القاضية لاتفاق جنيف، وصرح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "من خلال استخدام الطيران لإطلاق النار على تجمعات مدنية، شن نظام كييف هجوما انتقاميا يقضي على الأمل الأخير بتطبيق اتفاق جنيف"، وأضاف أن موسكو أرسلت الخميس، مبعوثها فلاديمير لوكين إلى شرقي أوكرانيا للمشاركة في المفاوضات للإفراج عن مراقبي منظمة الأمن والتعاون المحتجزين منذ أسبوع في سلافيانسك، وتابع "منذ بدء العملية الانتقامية، فقد الجانب الروسي الاتصال معه" . وكانت المتحدثة باسم الانفصاليين قالت سابقا "انه هجوم شامل"، مؤكدة أنه تم إسقاط مروحية للجيش الأوكراني، وأضافت أن "مدينة بيلباسيفكا يحتلها" عسكريون أوكرانيون . في دونيتسك، المدينة الكبرى في المناطق الشرقية، هاجم نحو 300 متظاهر مقر النيابة الإقليمية، ورشق المهاجمون بالحجارة المبنى ونحو مئة شرطي كانوا يدافعون عن المقر، ورد هؤلاء باستخدام القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، وتعرض شرطيون للضرب ولنزع أسلحتهم . وكان الرئيس الانتقالي اولكسندر تورتشينوف أعاد العمل بنظام الخدمة العسكرية الإجبارية بعدما اعتبر أن وحدة أراضي أوكرانيا مهددة، وجاء في بيان للرئاسة أنه تم اتخاذ هذا الإجراء الذي يبدأ تنفيذه فوراً "بالنظر إلى تدهور الوضع في الشرق والجنوب، وتنامي قوة الوحدات المسلحة المؤيدة لروسيا والسيطرة على مبان إدارية عامة، ما يهدد وحدة أراضي" البلاد . وطلبت روسيا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي على خلفية الأزمة الأوكرانية، وأوضح دبلوماسيون أن الطلب الروسي جاء على خلفية "التصعيد الخطير للعنف في شرق أوكرانيا" . وهذا الاجتماع هو ال13 منذ بدء الأزمة الأوكرانية، ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن المتحدث باسم ممثلية روسيا لدى الأممالمتحدة ألكسي زايتسيف، أن مجلس الأمن سيعقد جلسة لتثبيت برنامج عمله لشهر مايو/أيار، يعقبها على الفور جلسة لبحث الوضع في أوكرانيا . ودعت روسيا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إلى العمل لوقف العملية العسكرية شرق أوكرانيا، وصرح ممثل روسيا الدائم لدى المنظمة اندريه كلين بأن بلاده دعت المنظمة إلى العمل على وقف "عملية عقابية" تقوم بها سلطات كييف، وأعلنت موسكو أن مرتزقة أجانب يقاتلون في صفوف الجيش الأوكراني، وقالت الخارجية الروسية "لدينا معلومات بأنه تم خلال العملية التي ينفّذها الجيش الأوكراني، وتنظيمات قومية متطرفة غير شرعية التقاط محادثات عبر أجهزة الاتصال بين ناطقين باللغة الإنجليزية"، مشدّدة على عدم السماح بأي تدخل خارجي في أوكرانيا . وقال رئيس لجنة مجلس النواب (الدوما) لشؤون رابطة الدول المستقلة ليونيد سلوتسكي، إن العملية العسكرية التي تقوم بها السلطات الأوكرانية في مدينة سلافيانسك تثير الشكوك حول شرعية الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها نهاية الشهر . ودعا رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف السلطات إلى "التوقف عن قتل مواطنيها"، وكتب على فيسبوك إن "اللجوء إلى القوة دليل عجز إجرامي من سلطات الأمر الواقع"، وإن "السلطات يجب أن تعود إلى رشدها وتتوقف عن قتل مواطنيها، وإلا فإن البلد سيواجه مصيراً محزناً" . من جهته، قال الاتحاد الأوروبي إنه يتابع الأحداث بقلق متزايد، وقالت مايا كوجيانجيتش المتحدثة باسم كاثرين آشتون منسقة السياسة الخارجية إن الاتحاد يدعو إلى وضع نهاية لكل "الإجراءات غير المشروعة" للجماعات الانفصالية، وأضافت أن "المباني التي احتلت يتعين مغادرتها والإفراج عن جميع المحتجزين بطريقة غير مشروعة ومن بينهم مراقبون من منظمة الأمن والتعاون" . وأعلن وزير الدفاع الليتواني يوزاس أوليكاس أن 5 سفن لحلف الأطلسي وصلت إلى مرفأ كلايبيدا الليتواني على البلطيق لتعزيز الدفاع، وهي أربع كاسحات ألغام وسفينة دعم ترفع أعلام النرويج وهولندا وبلجيكا واستونيا، ورأى أن تعزيز وجود الأطلسي "إجراء ردع" إزاء روسيا . وأعلنت الخارجية الألمانية أن سلطات غربية أجرت اتصالاً مباشراً مع المراقبين العسكريين الذين يحتجزهم نشطاء موالون لروسيا، وطالب وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير ونظيره السويسري ديديه بوركهالتر الذي يرأس أيضاً منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالإفراج غير المشروط عن المراقبين . وأعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن روسيا قد تخفض شحنات الغاز إلى أوكرانيا إذا لم تتسلم منها دفعة مالية مسبقة في مايو . (وكالات) وزير الدفاع الأمريكي: على دول "الناتو" زيادة النفقات العسكرية قال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل في خطاب نشرت منه مقتطفات إن الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "الناتو" تحتاج إلى زيادة الإنفاق العسكري بسبب الإجراءات التي تتخذها روسيا في أوكرانيا . وأضاف هاغل في مقتطفات من كلمة عن حلف شمال الأطلسي في مركز ويلسون أذاعتها وزارة الدفاع "يجب أن نشهد التزامات مالية متجددة من كل الأعضاء في حلف شمال الأطلسي" . (رويترز) الخليج الامارتية
