بدأت القوات المسلحة الأوكرانية، أمس، "عملية خاصة" ضد الانفصاليين في بلدة كراماتورسك في شرقي البلاد، واقتحم الجيش الأوكراني مطاراً عسكرياً في مدينة كراماتورسك شرقي أوكرانيا، فقتل 4 محتجين وجرح اثنين آخرين، فيما حذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف من أن أوكرانيا تقف على شفير حرب أهلية، واعتبرت موسكو أن العقوبات الغربية الجديدة لا مبرر لها، وأن أثرها سيكون عكسياً . وقال ممثل عن لجان الدفاع الشعبي في مدينة سلافيانسك جنوب شرقي البلاد، إن مدرعات تابعة للجيش الأوكراني شرعت في الدخول إلى المدينة للبدء باقتحامها . وأضاف المصدر، الذي نقلت عنه شبكة "روسيا اليوم" الإخبارية أن أفراد لجان الدفاع الشعبية يستعدون لصد الهجوم . ونقلت وكالة أنباء "نوفوستي" عن المتحدث أن القوات الأوكرانية اقتحمت المطار، و"هناك 4 قتلى وجريحان فيه، كلهم من الميليشيا الشعبية المحلية" . وكان المصدر ذكر أن عسكريين أوكرانيين وصلوا إلى المطار على متن عربة مدرعة وبدأوا مفاوضات مع أفراد لجان الدفاع الشعبي، ثم جرى إطلاق النار فجأة، ما أسفر عن وقوع إصابات، وربما قتلى في صفوف أفراد لجان الدفاع . وكان الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسندر تورتشينوف أعلن بدء العملية العسكرية التي طال انتظارها "لمكافحة الإرهاب" ضد من وصفهم بالانفصاليين الموالين لروسيا شرقي البلاد . وقال تورتشينوف إنه سيتم نشر القوات شمالي منطقة دونيتسك بالقرب من الحدود مع روسيا . وأوضح في حديثه أمام البرلمان الأوكراني، أمس، أن "الهدف (من العملية العسكرية) هو حماية المواطنين من الإرهابيين الذين يحاولون تمزيق الدولة" . وأكد متحدث باسم الانفصاليين أن قوات الحكومة فتحت نيران أسلحتها على النشطاء الموالين لروسيا في منطقة سلافيانسك شرقي البلاد، ما أدى إلى سقوط العديد من المصابين . وكان الجنرال فاليري كروتوف المسؤول الثاني في الأجهزة الأوكرانية الخاصة (الاستخبارات) الذي يقود عملية "مكافحة الإرهاب" هدد بأن الانفصاليين الذين لن يلقوا أسلحتهم "ستتم تصفيتهم" . وحذر رئيس الوزراء الروسي، أمس، من أن أوكرانيا تقف على شفير حرب أهلية . ونقلت عنه وكالات الأنباء الروسية قوله "سأقول باختصار إن أوكرانيا على شفير حرب أهلية، وهذا أمر مخيف" . وقال ميدفيديف إن "من وصلوا إلى السلطة في كييف عن طريق الانقلاب المسلح يحاولون الآن قمع الحركة الاحتجاجية على جريمتهم بحق الدولة"، مشيراً إلى أن "ما يفعله المحتجون في أوكرانيا ليس إلا رد فعل على جريمة انقلابيي كييف" . ورد الرئيس الأوكراني المؤقت، بأن السلطات الأوكرانية لن تسمح بنشوب حرب أهلية في البلاد . من جهة أخرى، قالت روسيا، أمس، إن أي عقوبات جديدة تفرضها الدول الغربية عليها بسبب الأزمة الأوكرانية ستفشل، بعد أن وسع الاتحاد الأوروبي قائمة الأشخاص الذين تفرض عليهم تجميداً للأرصدة وحظراً للتأشيرات . وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نعلن مرة أخرى أن أي عقوبات تفرض على روسيا لن يكون لها مبرر وأثرها سيكون عكسياً" . وفي واشنطن أشار البيت الأبيض ووزارة الخارجية إلى احتمال فرض عقوبات جديدة على روسيا . وكانت أوكرانيا دانت، أمس، "المشاريع العنيفة" التي تقودها روسيا بهدف زعزعة استقرار البلاد، وبادرت إلى إرسال أول كتيبة من الحرس الوطني إلى "الجبهة" في الشرق لمواجهة الانفصاليين، فيما حذرت موسكو من استخدام القوة حتى لا ينسف الحوار المرتقب . وخلال محادثة هاتفية حمل كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين الآخر مسؤولية التوترات في الأزمة الأسوأ بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة . وأوضح أوباما، لنظيره الروسي أن التكلفة ستتزايد ما لم توقف روسيا أفعالها في أوكرانيا، معرباً عن القلق من الدعم الروسي لانفصاليين مؤيدين لموسكو . وجدد تأكيد أهمية سحب روسيا قواتها من الحدود مع أوكرانيا بغية تخفيف حدة التوتر، مشيراً إلى أنه بالرغم من لهجة المسؤولين الروس، تصرفت الحكومة الأوكرانية متحلية بأقصى درجات ضبط النفس . وأكد بوتين، ان الاحتجاجات التي يشهدها جنوب شرقي أوكرانيا هي نتيجة تجاهل كييف مصالح السكان الروس والناطقين بالغة الروسية . من جهتها، واصلت روسيا ضغوطها قبل يومين من محادثات مرتقبة الخميس بين أوكرانياوروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في جنيف . وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، في بكين من أن أي أمر "اجرامي" تصدره السلطات الأوكرانية باستخدام القوة ضد المتمردين الموالين لروسيا . وقال "لا تستطيعون أن ترسلوا الدبابات وتجروا حواراً في الوقت نفسه"، مضيفاً أن "اللجوء إلى القوة من شأنه أن يقضي على الفرصة التي يتيحها اجتماع اللجنة الرباعية في جنيف" . وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسين، أمس "أدعو روسيا إلى خفض الضغط في الأزمة وسحب قواتها من الحدود من أجل الكف عن زعزعة استقرار أوكرانيا، وأن تثبت أنها لا تدعم أعمال العنف التي يقوم بها الانفصاليون الموالون للروس" . أما بوتين فرد عبر الإشارة إلى أن اتهام موسكو بالتدخل لا يعدو كونه "تكنهات تستند إلى معلومات لا أساس لها" . في غضون ذلك، وقع الرئيس بوتين، مرسوماً بشأن تعيين نائب قائد أسطول البحر الأسود الروسي، سيرغي مينيايلو، بمنصب القائم بمهام عمدة مدينة سيفاستوبل . على أن يبدأ سريان مفعول المرسوم في يوم توقيعه . وأعلنت وزارة الطوارئ والدفاع المدني الروسية، أن القوات التابعة لها بدأت، أمس، تدريبات في مناطق مختلفة من البلاد، وفي شبه جزيرة القرم . (وكالات) الخليج الامارتية