أعلن القائم بأعمال الرئيس الأوكراني أولكسندر تيرتشينوف في خطاب للأمة، بثه التلفزيون، أمس، أن السلطات الأوكرانية تعتزم شن "عملية شاملة لمكافحة الإرهاب"، تشمل الجيش ضد انفصاليين مؤيدين لروسيا . وقال تيرتشينوف إن روسيا تشن حرباً على أوكرانيا، بنشر الفوضى في شرق البلاد، لكن أي مقاتل يسلم سلاحه بحلول صباح الاثنين، لن يتعرض للملاحقة القضائية، وأضاف أن "المعتدي لا يتوقف ويستمر في التسبب بهذه الاضطرابات في شرق البلاد"، وتابع "لن ندع روسيا تكرر سيناريو القرم في مناطق الشرق"، وأكد أن "جميع من يدعمون المعتدين والمحتلين ويقومون بعمل مسلح ضد وطننا لن يفلتوا من العقاب ومن مسؤوليتهم" . وأعلنت الحكومة الأوكرانية الموالية للغرب أنها بدأت أمس، عملية "لمكافحة الإرهاب" لاستعادة شرق البلاد، سقط فيها قتلى من الطرفين . ويلقي تصعيد العنف بظله على المحادثات المقررة الأسبوع المقبل لمحاولة حل أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ نهاية الحرب الباردة، كما يثير مخاوف من استغلال موسكو التي حشدت 40 ألف جندي على الحدود هذا الوضع كذريعة للتدخل، بعد أن وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالدفاع عن المواطنين الروس في الاتحاد السوفييتي السابق "بأي ثمن" . وبدأت السلطات الأوكرانية، التي نددت ب"عدوان" روسي بعد سلسلة من الهجمات المنسقة على ما يبدو طوال نهار السبت، "عملية لمكافحة الإرهاب في سلافيانسك" المدينة الواقعة شرقي أوكرانيا التي استولى فيها مسلحون السبت، على مبان للشرطة وأجهزة الأمن، حسب وزير الداخلية أرسين افاكوف، الذي تحدث على صفحته على "فيسبوك" عن "قتلى وجرحى من الجانبين"، هم قتيل وخمسة جرحى في الجانب الأوكراني و"عدد غير محدد" من الانفصاليين، مؤكداً أن القوات الموالية لكييف "تتجمع" . وأعلنت الإدارة المحلية لاحقاً مقتل شخص وإصابة تسعة، إضافة إلى قتيل سقط في معارك على طريق استراتيجية قرب سلافيانسك . واحتشد مدنيون موالون لروسيا تحت المطر ووسط الصقيع لحماية المباني المحتلة، وندد أفاكوف باستخدام "دروع بشرية"، ووصفت إيلينا (47 عاما) المقيمة في سلافيانسك في اتصال هاتفي الوضع، وقالت "الكل مذعور، الناس ينتظرون بدء الحرب" . وبدا المهاجمون منظمين ومجهزين ولا يبرزون أي شارة، وأقدمت مجموعة مشابهة على السيطرة على مركز الشرطة ومقر بلدية مدينة كراماتورسك المجاورة حسب السلطات المحلية، وشهدت مختلف مدن الشرق تظاهرات موالية لروسيا ومن أجل وحدة أوكرانيا حسب السلطات المحلية، وفي ماريوبول على البحر الأسود سيطر المتظاهرون من دون مقاومة على مقر الإدارة المحلية ورفعوا علم جمهورية دونيتسك، وفي خاركيف كبرى مدن الشرق التي شهدت أعمال شغب موالية لروسيا وقعت مواجهات بين متظاهرين من المعسكرين أسفرت عن جرح نحو 50 شخصاً فيما حاصر موالون لروسيا مقار المجلس المحلي . وأعلن وزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف مقتل عنصر أمن وإصابة 5 أشخاص في العملية التي تشنها قواته في شرق البلاد، وقال "قتلى وجرحى من الطرفين في سلافيانسك، من طرفنا قتل ضابط في هيئة الأمن وأصيب رئيس مركز مكافحة الإرهاب إضافة إلى 4 أشخاص" . ونقلت وكالة "إيتار تاس" الروسية للأنباء عن شاهد عيان قوله إن مروحيتين قتاليتين شوهدتا وهما تحلقان وأن نقاط تفتيش أقيمت على العديد من الطرق . ونقلت وكالة الأعلام الروسية عن مسلح محلي قوله إن ناشطاً موالياً لروسيا قتل في مدينة سلافيانسك في اشتباكات مع قوات موالية للحكومة في كييف . واعتبرت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامنثا باور أن هجمات المجموعات المسلحة الموالية لروسيا في مدن شرق أوكرانيا تنطوي على "مؤشرات إلى ضلوع موسكو"، متوعدة بعقوبات جديدة في حال استمر الأمر على هذا النحو . وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن في بيان عن "قلقه الكبير" بسبب "عودة الملثمين الذين يحملون أسلحة روسية ويرتدون بزات عسكرية روسية لا تحمل شارات، كما حصل لدى ضم القرم" . ومساء السبت، ندد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف بهجمات "منسقة ومرتبة"، وحذره من أن موسكو ستواجه "عواقب إضافية" في حال لم يتراجع التوتر مع أوكرانيا، ويزور جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي كييف في 22 من الشهر الحالي لإبداء الدعم، وطلب الاتحاد الأوروبي من روسيا وقف جميع محاولات زعزعة الاستقرار ودعا كييف إلى الاستمرار في ضبط النفس، فيما أيدت باريس "عقوبات جديدة في حالة التصعيد العسكري" . وتنفي روسيا أي مسؤولية عن تلك الاضطرابات، وأكد لافروف مجدداً أن موسكو لا تنوي البتة إلحاق مناطق شرق أوكرانيابروسيا . وعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه الكبير من "المخاطر المتزايدة لحدوث مواجهات عنيفة"، داعياً كل أطراف الأزمة إلى "إظهار أكبر قدر من ضبط النفس"، وأعلن عن مباحثات بين روسياوأوكرانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الخميس المقبل، في جنيف . وأعلن الوزير الفرنسي المنتدب المكلف العلاقات مع البرلمان جان ماري لوغن أن باريس ستدعو إلى "عقوبات جديدة في حال وقع تصعيد عسكري" في أوكرانيا . وأبدى رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك تفهمه لعملية مكافحة الإرهاب التي بدأتها أوكرانيا . (وكالات) الخليج الامارتية